almouchtak
عضو
- إنضم
- 18 أوت 2008
- المشاركات
- 5.376
- مستوى التفاعل
- 9.740
اختلف العلماء في الخضر(عليه السلام): فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا..
الخضر عليه السلام هل هو نبي ?
و شكرا.
الخضر عيه السلام نبي يوحى إليه على المختار وقد مات
الشيخ محمد موسى نصر
قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه – في تفسير قوله تعالى : { فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمةً من عندنا وعلمناه من لدنا علماً ** الكهف/65 :
ولكنه يفهم من بعض الآيات أن هذه الرحمة المذكورة هنا رحمة نبوة ، وأن هذا العلم اللدني علم وحي … ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها ، والاستدلال بالأعم على الأخص في أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف ، ومن أظهر الأدلة في أن الرحمة والعلم اللدني الذين امتن الله بهما على عبده الخضر عن طريق النبوة والوحي قوله تعالى : { وما فعلته عن أمري ** الكهف / 82 ، أي : وإنما فعلته عن أمر الله جل وعلا ، وأمر الله إنما يتحقق بطريق الوحي ، إذ لا طريق تعرف بها أوامر الله ونواهيه إلا الوحي من الله جل وعلا ، ولا سيما قتل الأنفس البريئة في ظاهر الأمر ، وتعييب سفن الناس بخرقها ؛ لأن العدوان على أنفس الناس وأموالهم لا يصح إلا عن طريق الوحي من الله تعالى ، وقد حصر تعالى طرق الإنذار في الوحي في قوله تعالى : ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء/45 ، و " إنما " صيغة حصر .
" أضواء البيان " ( 4 / 172 ، 173 ) .
وقال :
" . . . وبهذا كله تعلم : أن قتل الخضر للغلام ، وخرقه للسفينة وقوله : ( وما فعلته عن أمري ) ، دليل ظاهر على نبوته ، وعزا الفخر الرازي في تفسيره القول بنبوته للأكثرين ، ومما يستأنس به للقول بنبوته تواضع موسى عليه الصلاة والسلام له في قوله : ( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) الكهف/66، وقوله : ( ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ) الكهف/69 ، مع قول الخضر له : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) الكهف/68 . "
أضواء البيان (3/326) .
سئل شيخ الاسلام رحمه الله عن " الخضر " و " إلياس " : هل هما معمران ؟ بينوا لنا رحمكم الله تعالى .
فأجاب : - إنهما ليسا في الأحياء ; ولا معمران ; وقد سأل إبراهيم الحربي أحمد بن حنبل عن تعمير الخضر وإلياس وأنهما باقيان يريان ويروى عنهما فقال الإمام أحمد : من أحال على غائب لم ينصف منه ; وما ألقى هذا إلا شيطان .
وسئل " البخاري " عن الخضر وإلياس : هل هما في الاحياء ؟ فقال : كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على وجه الأرض أحد ** " ؟ وقال أبو الفرج ابن الجوزي : قوله تعالى { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ** وليس هما في الأحياء والله أعلم .
فتوى : الشيخ ابن باز رحمه الله
أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهر طويل قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، وليس لوجوده حقيقة بل هذا كله باطل وليس له وجود، وهذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم،
فالخضر عليه السلام مات قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بل قبل مبعث عيسى عليه السلام،
والصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد عَلات وليس بيني وبينه نبي))[1]،
فدل على أن الخضر قد مات قبل ذلك ولو فرضنا أنه ليس نبياً وأنه رجل صالح لكان اتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ثم لو فرضنا أنه لم يتصل لكان مات على رأس مائة سنة كما قال عليه الصلاة والسلام في آخر حياته: ((أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد))[2]،
فدل ذلك على أن من كان موجوداً في ذلك الوقت لا يبقى بعد مائة سنة، بنص النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يموتون قبل انخرام المائة،
فالحاصل أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه إما أنه كاذب، وإما أن الذي قال إنه الخضر قد كذب عليه، وليس بالخضر وإنما هو شيطان من شياطين الإنس أو الجن.
أما هذا الذي يعالج الناس بأن يمسح على محل المرض فهذا ينظر في أمره، فإن كان من الناس الطيبين المعروفين بالاستقامة والإيمان وأنه يقرأ عليهم القرآن، ويدعو الله لهم فلا بأس وإن أخذ شيئاً من الأجرة،
أما إن كان لا يعرف بالخير بل يتهم بالسوء فإنه يمنع ولا يؤتى، ويمنع بواسطة المسئولين في البلد؛ لأن مثل هذا في الغالب يكون خرافياً أو مشعوذاً، أو يستخدم الجن أو كذاباً يأكل أموال الناس بالباطل. نسأل الله السلامة والعافية.
[1] رواه البخاري في كتاب الأنبياء برقم 3186، ومسلم في الفضائل برقم 4360.
[2] رواه مسلم في فضائل الصحابة برقم 4605، والترمذي في الفتن برقم 2177.