"متحف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " في.. دبي!

ines douania

عضو فعال
إنضم
17 أفريل 2008
المشاركات
449
مستوى التفاعل
746
"متحف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " في.. دبي!
track_content_views.php

pix_hi_fade.gif
pix_low_fade.gif

spc.gif


سؤال تمهيدي: إذا كان هناك متحف خاص بالرئيس الأميريكي الأول (جورج واشنغتن)، فأين تتوقع أن يكون؟ أ) في العاصمة الأميركية. ب) في العاصمة السنغالية ج) أم في العاصمة النرويجية؟ برر إجابتك.​

سؤال آخر: ولد الرسّام الشهير (بابلو بيكاسو) في (ملقا) الإسبانية، قضى حياته في أرجاء أوروبا قبل أن يموت في فرنسا، هل تؤيد أن يقام متحف يخلد إنجازاته في (غواتيمالا).. إحدى حواضر أميركا الوسطى؟!​

أيها السيدات والسادة.. قلامة ظفر (محمد بن عبد الله) هي أكرم وأعز من كل هؤلاء وسواهم. و (دبي) العامرة بأهلها هي الآن لؤلؤة الخليج ودرة تاج نهضته. بعد هذه المقدمة البروتوكولية وذلك التمهيد يحق لنا أن نبدي الإنزعاج والغيرة. الإنزعاج من تقاعسنا وتأخرنا، والغيرة من الأشقاء في دبي العامرة بعد صدور قرار سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤخراً بإنشاء "متحف الرسول محمد" الذي سيكون الأول من نوعه على مستوى العالم، في خطوة تهدف إلى إطلاع العالم كله على حياة خير الخلق صلى الله عليه وسلم، والتعريف بالرسالة التي جاء بها الإسلام.​

نعرف أن هذا الإرث النبوي.. وهذه الرسالة ليست حكراً على أحد وأنها موجهة اللأمة كلها بل الثقلين معاً. ونعرف أيضاً أن حبه صلى الله عليه وسلم يسعنا ويشملنا كلنا كمسلمين.. أنه أكبر من أن تحده حتى أقواس (مهبط الوحي) و (بلاد الحرمين). لكننا نعرف –فوق هذا وذاك- أن تلك كلها أعذار كفيلة بأن ترضي سوانا وتسكّن الحسرة التي في نفوسهم.. الحسرة التي يجدر أن تشتعل في صدورنا لضياع هذه الفرصة منا، نحن بالذات المتشرفون بخدمة الحرمين الشريفين، والسائرون فوق ذات التراب الذي شهد قصة الرسالة وفصول الدعوة. نحن الذين نمتلك (الأصل) الذي يسعى غيرنا لتقليده في المتاحف وينفقون المليارات لأجل ذلك.​

مهما فعل محبوا الرسول في دبي وسواها فهم لن يتحصلوا على روح المدينتين المقدستين. لن يسعهم أن يضعوا زوار متاحفهم أمام عدوتي (بدر) ولا شموخ جبل (النور). لا أحد سوانا سيأخذ بيدك بين (العقيق) و (الحديبية) و (الطائف).. تضاريس تاريخ النبوة الحقيقية.​

لا نحتاج لذكاء كبير كي نجزم بأن القائمين على مشروع دبي الوليد سيبذلون الغالي والنفيس لاستخلاص ما يستطيعون من بقايا العهد النبوي ليعرضوه في صرحهم المقبل. البقايا والآثار التي كان عندنا الكثير منها يوماً. هذه المعلومة بالذات ستثير فينا شجوناً أعمق وأعمق. لكن فلنتجاوز هذه النقطة المحورية ولنركز على المبدأ. قد تكون دبي "مجرد فقاعة" عمرانية كما يزعم البعض.. لكننا ونحن نلهث وراءها وننافسها هي وباقي حواضر الخليج في ناطحات السحاب والعقارات الفارهة.. ونحن نقارعها في الاستثمارات الخارجية واجتذاب رأس المال.. فإننا يجب ألا نسكت أيضاً فيما يخص هذا الموضوع.. هذا المشروع الحضاري الذي هو في صميم تخصصنا نحن.. كما نؤكد وندندن مراراً.​

إذا كان من متحف للرسالة المحمدية، من مؤسسة ثقافية حضارية عالمية المستوى تُعنى بالتعريف بالرسالة وصاحبها عليه الصلاة والسلام، فهذه يجب ألا تبعد عن حدود (الحرمين) الحقيقية إلا بمقدار ما يسمح لغير المسلمين بالاطلاع على محتواها والإفادة منه.. ثمة مشروع –بل مشاريع عدة متفرقة ومترابطة- يجب ألا يتجاوز أي منها حدود هذه الدولة.​

قد يقول قائل بأن الرسالة المحمدية هي أعظم من أن يحتويها (متحف).. هي أكبر من أن يقوم بحقها مبنى رخامي فخم هنا أو هناك. سيؤكد البعض بأن رسالة الإسلام حية وظاهرة للكل عبر مليار مسلم وملايين القباب والمآذن التي تملأ الأرض. هؤلاء مع الأسف يتكلمون خارج النص وبمعزل عن شريط الأخبار. مشروع دبي ربما يمثل أحد أبرز جهود الدعوة إلى الله و (النصرة) التي يُنادى بها منذ أزل. هذا مشروع فقدنا للتو أسبقيته.. لكن ما تزال أمامنا فرصة نيل الأفضلية فيه. التنازل عن ذلك هو إقرار ضمني منا بأن سوانا هو أصلح لسفارة الإسلام.​

* خاص بـ"العربية.نت"
 
أعلى