• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

ابتسم للحياة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

هيثم الزيدي

نجم المنتدى
عضو قيم
إنضم
20 ماي 2006
المشاركات
13.605
مستوى التفاعل
42.117
ابتسم للحياة

كلما فتح الانسان صدرة للحياة و حرر قلبه من المخاوف و الاوهام و غفر للاخرين اخطاءهم رزق الهدوء و الاستقرار و منح الامن و الطمانينه و اضاءت له الدنيا نجومها و اقمارها و شموسها فاحب الجمال و راى كل مافي الكون حلو جميلا

ابتسم للحياة دائما و تفاءل بها و لا تبال بعابري السبيل الذين البسوا انفسهم ثوب الرياء فبادلوك الحب ظاهرا و منحوك البسمه قادرا حتى اذا احسوا ضعفك انفضوا من حولك و منعوك ودهم و كانهم لم يجدوك في الشدة عونا و لم يعلموك في الباساء نصيرا

ابتسم لهؤلاء و غيرهم و اقذف بهفواتهم في سله المهملات و لا تيئس و لا تبئس فتظن الحياة مقفرة من الصديق الوفي او تحسبها مجدبه من المحبه

لا شيء يضيع ملكات الشخص ومزاياه كتشاؤمه في الحياة، ولا شيء يبعث الأمل، ويقرب من النجاح ويُنَمِّي الملكات، ويبعث على العمل النافع لصاحبه وللناس، كالابتسام للحياة.
ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً؛ لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسئولية، وأصلح لمواجهة الشدائد، ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس.
لو خُيَّرتُ بين مال كثير، أو منصب خطير، وبين نَفْسٍ راضية باسمة، لاخترت الثانية؛ فما المال مع العبوس؟ وما المنصب مع انقباض النفس؟ وما كل ما في الحياة إذا كان صاحبه ضيقاً حرجاً كأنه عائد من جنازة حبيب؟ وما جمال الزوجة إذا عبست، وقلبت بيتها جحيماً؟ لَخَيْرٌ منها ألف مرة زوجة لم تبلغ مبلغها في الجمال، وجعلت بيتها جنة.
ولا قيمة للبسمة الظاهرة إلا إذا كانت منبعثةً عن نفس باسمةٍ، وتفكير باسمٍ، وكل شيء في الطبيعة جميلٌ باسمٌ منسجمٌ، وإنما يأتي العبوس مما يعتري طبيعة الإنسان من شذوذ، فالزهر باسم، والغابات باسمة، والبحار، والأنهار، والسماء، والنجوم، والطيور كلها باسمة، وكان الإنسان بطبعه باسماً لولا ما يعرض له من طمع، وشر، وأنانية تجعله عابساً؛ فكان بذلك نشازاً في الطبيعة المنسجمة.
ومن أجل هذا لا يرى الجمال من عبست نفسه، ولا يرى الحقيقة من تدنس قلبه؛ فكل إنسان يرى الدنيا من خلال عمله وفكره، وبواعثه؛ فإذا كان العمل طيباً، والفكر نظيفاً، والبواعث طاهرة، كان منظاره الذي يرى به الدنيا نقياً، فرأى الدنيا جميلة كما خلقت، وإلا تغبَّش منظاره، وأسْوَدَّ زجاجة، فرأى كل شيء أسود مغبشاً.
هناك نفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء شقاءً، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، هناك المرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ، فاليوم أسود؛ لأنَّ طبقاً كُسِرْ؛ ولأنّ نوعاً من الطعام زاد الطاهي في ملحه، أو أنها عثرت على قطعة من الورق في الحجرة، فتهيج، وتسب، ويتعدى السباب إلى كل من في البيت، وإذا هو شعلة من نار.
وهناك رجل ينغص على نفسه، وعلى من حوله من كلمة يسمعها، أو يؤولها تأويلاً سيئاً، أو من عمل تافه حدث له، أو حدث منه، أو من ربح خسره، أو من ربح كان ينتظره فلم يحدث، أو نحو ذلك، فإذا الدنيا كلها سوداء في نظره، ثم هو يسودها على من حوله، هؤلاء عندهم قدرة المبالغة في الشر، فيجعلون من الحبة قبة، ومن البذرة شجرة، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً.
الحياة فنٌّ، وفنٌّ يُتَعَلَّم، ولَخيرٌ للإنسان أن يَجِدَّ في وضع الأزهار، والرياحين، والحب في حياته من أن يَجِدَّ في تكديس المال في جيبه، أو في مصرفه.
ما الحياة إذا وجهت كل الجهود فيها لجمع المال، ولم يوجه أي جهد لترقية جانب الجمال، والرحمة، والحب فيها؟
أكثر الناس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة، وإنما يفتحونها للدرهم والدينار، يمرون على الحديقة الغناء، والأزهار الجميلة، والماء المتدفق، والطيور المغردة؛ فلا يأبهون لها، وإنما يأبهون لدينار يأتي، ودينار يخرج، قد كان الدينار وسيلة للعيشة السعيدة، فَقَلبوا الوضع، وباعوا العيشة السعيدة من أجل الدينار، وقد ركبت فينا العيون لنظر الجمال، فعودناهم ألا تنظر إلا إلى الدينار.
ليس يعبس النفس والوجه كاليأس؛ فإن أردت الابتسام فحارب اليأس.
إن الفرصة سانحة لك وللناس، والنجاح مفتوح بابه لك وللناس، فَعَوِّد عقلك تَفَتُّح الأمل وتوقُّع الخير في مستقبل.
إذا اعتقدت أنك مخلوق للصغير من الأمور لم تبلغ في الحياة إلا الصغير، وإذا اعتقدت أنك مخلوق لعظائم الأمور شعرت بهمة تكسر الحدود والحواجز، وتنفذ منها إلى الساحة الفسيحة، والغرض الأسمى.

:kiss:
 
بارك الله فيك أخي الكريم هيثم
مشكور على هذا الموضوع المتميز​
 
ابتسم للحياة لكي تعيش طويلا

ابتسم للحياة تبتسم لك

بارك الله فيك أخي هيثم
موضوع جميل
:redface: :redface:
 
لا حياة مع اليأس و لا يأس مع الحياة
 
ما الحياة إذا وجهت كل الجهود فيها لجمع المال، ولم يوجه أي جهد لترقية جانب الجمال، والرحمة، والحب فيها؟

ميز هذا الموضوع أخ هيثم
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى