المقال كاملا.
حادثة «خطيرة».. وأسئلة «بسيطة»!
بقلم: محسن الزغلامي
لم يعرف عن الانسان العربي انه استعمل حذاءه في غير موقعه... فهو لا يستعمله ـ اطلاقا ـ في «معاركه» وخصوماته واشتباكاته مع خصومه.. فضلا عن انه لا يمكن ان يستعمله لضرب «ضيوفه»... لذلك فان حادثة قذف الرئيس بوش بـ«فردتي» حذاء من طرف صحفي عراقي يبدو انه قد نزع في
لحظة غضب وانفعال ـ لا فقط ـ «فردتي» حذائه، وانما تجرّد ـ أيضا ـ من كل اخلاقية المهنة التي يجب ان يواجه بها الصحفي محاوره ـ كائنا من كان ـ لا يمكن ان تكون الا مستهجنة..
فيما عدا هذا، وبعيدا عن الدلالات السياسية لهذه الحادثة الغريبة والعجيبة والمثيرة التي نقدر أنها ستسجل كواحدة من اكثر الوقائع طرافة ومأسوية وسخرية في عالم السياسة والاعلام في هذا العصر.. ربما يكون من المهم الاجابة عن مجموعة اسئلة «ثانوية» وبسيطة وساذجة لابد ان تكون هذه «الحادثة» قد اثارتها في نفس كل من تابعها على شاشة التلفزيون..
* أول هذه الاسئلة: كيف أمكن للرئيس بوش ان يتفادى «فردة» الحذاء الاولى ثم الثانية بعملية مراوغة جسدية رشيقة أبانت عن انه يحذق بالفعل فن المراوغة ـ في جميع ابعادها ـ؟...
* ثانيا: هل ان فردتي الحذاء (اداة الاعتداء) هما من صنع محلي عراقي ام هما من صنع اجنبي (بضاعة مستوردة) وذلك للامانة العلمية والتاريخية ولمزيد تسليط الاضواء على هذه الحادثة التي نقدر انها ستتحول في يوم من الايام الى مادة «تاريخية» تدرّس للاجيال في المدارس والمعاهد تحت مسمى حادثة «صاحب الحذاء» شأنها في ذلك شأن ثورة «صاحب الحمار» ـ مثلا ـ!
* ثالثا: لو ان واحدة من «فردتي» الحذاء قد اصابت الرئيس بوش هل كان سيلتقطها بدوره ويعيد قذفها باتجاه صاحبها ـ انتقاما لنفسه ـ ثم لتندلع ـ تبعا لذلك ـ معركة احذية حامية الوطيس في القاعة يخرج منها منتصرا صاحب الحذاء الاكبر حجما والاكثر وزنا.. فتكون الحادثة ايذانا بدخول البشرية عصر السلاح «الحذائوي»؟!
* رابعا: لو ان الصحفي صاحب الحذاء اراد ان يسترجع فردتي حذائه بعد «الاعتداء» هل كانت سلطات الاحتلال الامريكي ستسمح له بذلك ام انها كانت ستحتجز الحذاء ثم تصدر قرارا تمنع بمقتضاه كل العراقيين من التصرف في احذيتهم ونعالهم الا باذن من سلطات الاحتلال والحكومة العراقية وذلك بدعوى الحفاظ على الامن العام ومحاربة الارهاب؟!
* خامسا وأخيرا: لو ان الصحفي العراقي (صاحب الحذاء) كان امريكيا ولم يكن عراقيا وكان واحدا من رعاة البقر (الكوبوي) اي من اولئك الذين يجيدون لعبة «الروديو» الامريكية الشهيرة والمتمثلة في اصطياد «البقرة» عن بعد بواسطة قطعة حبل طويلة وسميكة يتم رميها من بعيد لتلتف حول عنق الفريسة.. هل يا ترى كان سيجرب مثل هذه الطريقة مع الرئيس بوش عوضا عن الحذاء؟!
يبدو ان الرئيس بوش كان محظوظا فعلا اذ لم يكن منتظر الزبيدي «كوبويا» امريكيا!