- إنضم
- 12 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 1.570
- مستوى التفاعل
- 5.395
السّلام عليكم
وهذا عام آخر قد بدأ يجمع أشياءه ويستعدّ لأن يرحل بغير رجوع..
يأخذ معه بعضا من طموحنا وأحلامنا.. بعضا من نجاحنا وفشلنا.. من فرحنا وحزننا..
يأخذ ذكرياتنا بعيدا
ويمضي محمّلا ببعض من كلّ واحد فينا..
يخلفه عام آخر، سنستقبله بتفاؤل كبير وأحلام وأوهام وآمال وتخوّفات و..
يخلفه عام سنحمّله، كعادتنا، فوق ما للسّنين من طاقة، إن كانت لها طاقات..
سنحمّله مسؤوليّة رعاية مافشلنا في تحقيقه في ما ولّى من أيّام وشهور..
مسؤوليّة حماية أحلامنا ورعايتها والعناية بكلّ تفصيلاتها
سيجري الكثير منّا إلى العرّافين، يحاولون إستشراف ما يخفي بين أيّامه هذا العام..
العرّافون الّذين سيصمّون آذاننا وآذانهم بكلام كثير عن كوكب زحل الّذي يدخل مدار المرّيخ بسبب شكل عطارد ممّا سينجرّ عنه إستنادا للعلم الصّحيح زواج الفنّانة فلانة من ثريّ عربيّ شهير يطالبها لاحقا بالإعتزال لتموت في ظروف غامضة.. إلى جانب مشكلات سياسيّة في الشّرق الأوسط و"كارثة" جديدة شبيهة ب"11 سبتمبر" تضرب أبواب الويلات المتّحدة..
دون أن ننسى أنّ الفريق الفلانيّ سيفوز بالثّنائيّ بصعوبة..
وسيقضي آخرون ليلة العام الجديد بين الحانات والعلب اللّيليّة يستقبلون العام بعقل غيّبته الخمور في عالم من العبث والمجون واللاّمسؤوليّة..
يرقصون ويلهون ويعبثون.. ويتساءلون عن سبب تدهور الأمّة ووفاة المرحوم ضميرها..
ستستقبل صحافتنا "الحدث" بملّخّص يفوق العام طولا عن إنجازات رياضيّينا في مختلف المجالات.. حتّى يخال المواطن المسكين أنّنا قد صرنا أبطال العالم.. وأن لا يشغلنا من الكون غير الرّياضة..
وآخرون، هداهم الله، سيستغلّون المناسبة ليتلذّذوا تذكيرنا بنكبات الأمّة في هذا العام، وفي كلّ عام، كأن لا يكفينا أنّنا نعيشها ونعايشها.. نراها في كلّ خطوة وكلّ مكان حتّى نستقبل على وقع ذكرياتها فصلا جديدا..
يتلذّذون رؤيتنا نصارع وخزات الضّمير المحتضر نصرعه غالبا وإن صرعنا فلا يفوز منا بغير الحسرات والزّفرات و"الله غالب ما في إيدي شيء.. لو كان جيت إنّجم...."
هذا العام، لا أودّ أن أضع أمامي مجموعة معادلات، أستخلص منها إن كنت في الطّريق الصّواب أم أنّي قد حدت..
ولن أسطر جدولا يلخّص أهدافي..
ولن أجيب تساؤلات المتطفّلين عن طموحي..
وعمّا كسبت وما لم أكسب..
وعن الذّكريات الّتي رسخت بذهني..
لن أتشائم مع المتشائمين
ولن أتفائل مع المتفائلين
ولن أبتسم لتلك "النّكتة" السّمجة الّتي يطلقها الجميع: نلتقي العام القادم..
هذا العام أدعو الله أن لا تخيب فيه طموحاتنا.. وأن لا تلقى مصير سابقاتها الّتي تربّعت على عرش سلّة الذّكريات الّتي تضحكنا مرارة
وكلّ عام وأنتم بآلاف الخيرات
كلّ عام وأنتم من الله أقرب..