lladmin
عضو
- إنضم
- 23 أوت 2007
- المشاركات
- 3.198
- مستوى التفاعل
- 8.420
عمر بن أبي ربيعة
هو عمر بن أبي ربيعة وكنيته أبو الخطاب. ولد عام 644 م يوم مقتل عمر بن الخطاب، في أسرة قريشية جمعت إلى مجدها العريق ثروة ضخمة ومكانة في المجتمع كريمة.
شب الفتى المخزومي على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.
واشتهر هذا الشاعر بأنه بهيّ الطلعه . حسن القوام ., فارع الطول وقد كان يصف نفسه ., ويفتخر بها في مواضع كثيره من شعره.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا كل يومين حجة واعتمارا
ولم تكن العرب تقر لقريش بالشعر حتى نبغ ابن ربيعة فأقرت لها به، كما أقرت لها بالشرف والرياسة. وهو إن لم يُعد من أصحاب الطبقات فقد طارت له شهرة في الغزل يحسده عليها أكثرهم. واعترف له بالشاعرية كبار الشعراء أمثال الفرزدق وجرير، وجعل الغزل فناً مستقلاً يُعرف به صاحبه، بعدما كان غرضاً تابعاً لغيره من الأغراض. فقد وقف الشاعر القرشي شعره على المرأة، فلم يقصد من المدح غير محاسنها، لا حسنات الرجال، فكان أتبع لها من ظلها لا تروقه الحياة إلا في مجلس حب ولهو ودعاب.
وشعره في المرأة لا يتميز عن غيره في ذكر محاسنها الخارجية فقد وصفها كما وصفها غيره، وأعطاها التشابيه المألوفة في عصره وقبل عصره، ولكنه يتميز بإدراك نفسيتها. وتصوير أهوائها وعواطفها، والتنبه لحركاتها، وإشاراتها، ومعرفة حديثها وطرق تعبيرها، فليست المرأة شبحاً غامضاً يتراءى في شعره، بل روح خافق الفؤاد مختلج بعناصر الحياة. وجاء القصص الغرامي عنده أوسع وأتمّ مما هو أستاذه امرئ القيس، فله قصائد نجد فيها القصة مستكملة الهيكل من تمهيد وعقدة وحل طبيعي على ما يتخللها من حوار لذيذ تشترك فيه أشخاصها، حتى ليخيل إليك أنك تقرأ قطعة تمثيلية تطالعك بأحاديث الحب ولغة المرأة في صدر الإسلام.
فقد وسع عمر نطاق الحوار ولم يقصره على شخصين، وأكثر منه في غزله وراعى فيه ذهنية المرأة وتعابيرها، ففاق به من تقدمه وأحرز السبق على معاصريه. وأضفى على غزله شيئاً كثيراً من خفّة روحه ورقة طبعه فجاء لين الملمس طيب المساغ حلو الألفاظ يرتفع به حيناً إلى الصياغة الجميلة المحكمة التي أرضى بها أعلام الشعراء كالفرزدق وجرير، ويميل به حيناً إلى التعابير الخفيفة السهلة التي تروق المغنين والمغنيات، ويسف به أحياناً فما يستهويك فيه فنٌ وجمال، وإن اشتمل على ما يستميل المرأة من نكتة وحوار ومداعبة. وهذا الكتاب من سلسلة "ديوان العرب" يجمع بين طياته قصائد عمر بن أبي ربيعة مرتبة أبجدياً تبعاً للقافية والهدف في جمعها اطلاع القارئ على قصائد شاعر فحل كان من أشهر الغزلين وأكبر زعماء هذا الفن في صدر الإسلام.
وظل عمر يتقلب في هذه الألوان من الشعر والحياة، حتى تقدمت به السن فأقصر عن اللهو والمجون، وأقلع عن ذكر النساء إلى أن وافته المنية سنة 733 م
شب الفتى المخزومي على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لهى مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينة والطائف وغيرهما.
واشتهر هذا الشاعر بأنه بهيّ الطلعه . حسن القوام ., فارع الطول وقد كان يصف نفسه ., ويفتخر بها في مواضع كثيره من شعره.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا كل يومين حجة واعتمارا
ولم تكن العرب تقر لقريش بالشعر حتى نبغ ابن ربيعة فأقرت لها به، كما أقرت لها بالشرف والرياسة. وهو إن لم يُعد من أصحاب الطبقات فقد طارت له شهرة في الغزل يحسده عليها أكثرهم. واعترف له بالشاعرية كبار الشعراء أمثال الفرزدق وجرير، وجعل الغزل فناً مستقلاً يُعرف به صاحبه، بعدما كان غرضاً تابعاً لغيره من الأغراض. فقد وقف الشاعر القرشي شعره على المرأة، فلم يقصد من المدح غير محاسنها، لا حسنات الرجال، فكان أتبع لها من ظلها لا تروقه الحياة إلا في مجلس حب ولهو ودعاب.
وشعره في المرأة لا يتميز عن غيره في ذكر محاسنها الخارجية فقد وصفها كما وصفها غيره، وأعطاها التشابيه المألوفة في عصره وقبل عصره، ولكنه يتميز بإدراك نفسيتها. وتصوير أهوائها وعواطفها، والتنبه لحركاتها، وإشاراتها، ومعرفة حديثها وطرق تعبيرها، فليست المرأة شبحاً غامضاً يتراءى في شعره، بل روح خافق الفؤاد مختلج بعناصر الحياة. وجاء القصص الغرامي عنده أوسع وأتمّ مما هو أستاذه امرئ القيس، فله قصائد نجد فيها القصة مستكملة الهيكل من تمهيد وعقدة وحل طبيعي على ما يتخللها من حوار لذيذ تشترك فيه أشخاصها، حتى ليخيل إليك أنك تقرأ قطعة تمثيلية تطالعك بأحاديث الحب ولغة المرأة في صدر الإسلام.
فقد وسع عمر نطاق الحوار ولم يقصره على شخصين، وأكثر منه في غزله وراعى فيه ذهنية المرأة وتعابيرها، ففاق به من تقدمه وأحرز السبق على معاصريه. وأضفى على غزله شيئاً كثيراً من خفّة روحه ورقة طبعه فجاء لين الملمس طيب المساغ حلو الألفاظ يرتفع به حيناً إلى الصياغة الجميلة المحكمة التي أرضى بها أعلام الشعراء كالفرزدق وجرير، ويميل به حيناً إلى التعابير الخفيفة السهلة التي تروق المغنين والمغنيات، ويسف به أحياناً فما يستهويك فيه فنٌ وجمال، وإن اشتمل على ما يستميل المرأة من نكتة وحوار ومداعبة. وهذا الكتاب من سلسلة "ديوان العرب" يجمع بين طياته قصائد عمر بن أبي ربيعة مرتبة أبجدياً تبعاً للقافية والهدف في جمعها اطلاع القارئ على قصائد شاعر فحل كان من أشهر الغزلين وأكبر زعماء هذا الفن في صدر الإسلام.
وظل عمر يتقلب في هذه الألوان من الشعر والحياة، حتى تقدمت به السن فأقصر عن اللهو والمجون، وأقلع عن ذكر النساء إلى أن وافته المنية سنة 733 م