والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخرج الإمام الترمذي في سننه - أبوابُ الفتنِ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم- بابُ لتركَبُنَّ سُنَنَ من كانَ قبلكُمْ حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ المخزُوميُّ أخبرنا سُفيانُ عن الزُّهريِّ عن سنانِ بنِ أبي سنانٍ عن أبي واقدٍ اللَّيثيِّ: (أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم لمَّا خرجَ إلى حُنينٍ مرَّ بِشجرةٍ للمُشركينَ يقالُ لها ذاتُ أنواطٍ يُعلِّقونَ عليها أسلحتهُم قالوا يا رسولَ اللهِ اجعلْ لنا ذاتَ أنواطٍ كما لهمْ ذاتَ أنواطٍ فقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم سُبحانَ اللهِ هذا كما قال قومُ موسى اجعلْ لنَا إلهاً كما لهمْ آلهةً والَّذي نَفْسي بيدهِ لتركَبُنَّ سُنَّةَ من كانَ قبلكُمْ) . وفي رواية أخرى : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة) قال: (إنكم قوم تجهلون، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم). الفائدة : في هذا الحديث درس للموحدين, يعلمنا و يحذرنا فيه حبيبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم من تقليد الكفار. كان للمشريكين شجرة يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم و يستريحون في ظلها قبل الوصول إلى أرض المعركة, تبركا بها.. فأراد المسلمون أن يجعل لهم رسول الله شجرة ذات أنواط مثل المشركين.. بعض المسلمين اليوم لا يرى عيبا في ذلك, نحن في الصحراء و الجو حار, فلابأس بشجرة نستريح في ظلها و نعلق عليها أسلحتنا عسى أن نسترد أنفاسنا لنستعد للمعركة.. لكن ماكان من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أن أنكر هذا الصنيع و حذرهم منه خوفا عليهم من الشرك مع أنه صلى الله عليه و سلم بينهم.. اليوم بعض المسلمين يحتفل بأعياد الكفار مثل رأس السنة الميلادية أو عيد الحب و حجته أنه يريد اغتنام الفرصة لزيارة الأقارب و تبادل التهاني.. ياسلام .. هو يريد عملا صالحا ينتفع به, فماذا أراد المسلمون من رسول الله صلى الله عليه و سلم سوى الإنتفاع بظل الشجرة .. لكن صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : والَّذي نَفْسي بيدهِ لتركَبُنَّ سُنَّةَ من كانَ قبلكُمْ. نعم, صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فما ترك من خير إلا ودلنا عليه و لا شرا إلا و حذرنا منه و هاهو صلى الله عليه و سلم يخبرنا بأنا منا من سيتبع سنن اليهود و النصارى في احتفلاتهم و أعيادهم... و الله أعلم.. أسأل الله العظيم أن يهدينا إلى صراطه المستقيم.
نعم جزاك الله كل خير هذا الحديث دليل قوي على تجنب تقليد الكفار في أي شيء و ليتك وضعت له عنوان يشد الناس إليه أكثر حتى ينتفع به الكثير
جزاك الله خيرا ان اثرت موضوع التقليد الاعمى للغرب الذي اصبحنا نراه بل و نلامسه في كل بلاد المسلمين. و قد صدق الصادق الامين صلى الله عليه و سلم اذ اخبرنا بما سيكون في زمننا هذا كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟! ) (أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لتتبعن سنن من كان قبلكم 8/151). (ومسلم في العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى 4/2054). و حتى لو كان البعض يتبع عن حسن نية على اساس ان هذا العمل فيه خير و فائدة فنقول المسلم مميز و سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم لم تترك جانبا من حياتنا الا مسته ووضعت له منهجا.
و جزكم الله بالمثل, اخترت هذا العنوان لأنه بدى لي غير واضح المعنى ظنا مني أن الكثير سيدفعه الفضول ليدخل و يقرأ الموضوع ليفهم ما معنى ذات أنواط.. لكن يبدولي أنني لم أوفق في اختيار العنوان المناسب.. على كل يمكن لأحد المشرفين تغيير العنوان لما ترونه أصلح.
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ألا ترى أخي أن المعنى بين وواضح من السياق الذي جاء فيه فالأخ إبن حزم يوافق الأخ منصور فيما ذهب إليه و هو يقصد الإتباع الأعمى للغرب دون فرز الصّالح من الطالح.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كتبها عن حسن نية وليس عن قصد أخي العزيز .... معه الحق في ملاحظته أختي المسلمة. ..... قصة رائعة أوردتها في ردك جزاك الله خيرا.