قصص نعيشها و نتعلّم عبرها

filetlumineuxeq2.gif

وسائل المحافظة على صلاة الفجر
filetlumineuxeq2.gif


1ـ أخلص لله عز وجل وأعط له قدره

والإخلاص لله عز وجل يكون بحرصك الشديد على أن ترضي الله عز وجل. وأن تكون مستعداً للتضحية بأي شئ في سبيل ذلك.

فعلى سبيل المثال:

ـ مسلم اضطرته ظروف عمله أن يستيقظ في الصباح الباكر جداً قريباً من ميعاد الفجر، أو طالب يذاكر في أيام امتحاناته فلا ينام إلا قرب ميعاد الفجر. فيجد كل منهما نفسه مستيقظاً وقت صلاة الفجر فينزل للصلاة. فإذا تغير ميعاد عمل الأول فأصبح متأخراً، أو إذا انقطعت المذاكرة للثاني بانتهاء الامتحانات انقطع كلاهما عن صلاة الفجر !!
أين الإخلاص !!

ـ مسلم ثان يحتاج إلى الله عز وجل احتياجاً شديداً في أمر من الأمور. كأن يكون قد وقع في أزمة شديدة، مثل مرض ابنه، أو فقد وظيفته، أو يكون قد وقع عليه ظلم ما، فبدأ ينتظم في صلاة الفجر، ويصلي بخشوع تام، ويدعو الله بإخلاص، ثم فرجت الأزمة، وحلت المشكلة، فانقطع عن صلاة الفجر !!
أين الإخلاص !!

قال سبحانه وتعالى وهو يحكي عن الشيطان :
"قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين"

اعقد العزم وحاسب نفسك يومياً

انظر ماذا يقول ربنا سبحانه وتعالى عن المنافقين :
"ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين"

فتأتي الإرادة أولاً، فلو كانوا حقاً وصدقاً يريدون الخروج لأعدوا له العدة المناسبة التي تمكنهم فعلاً من الخروج وكذلك الذي "يريد" أن يصلي الفجر فإنه إن لم يعد له العدة فليس من الصدق أن يقول أنا أريد ولكني لا أوفق.

فعلى سبيل المثال إن كان ينام متأخراً، ولا يضبط منبهاً، ولا يأخذ بأي سبب من أسباب الإيقاظ، فكيف يقول أنا " أريد" ولكني لا أسمع الآذان !!
وحتى لو سمع المسلم الآذان وهو ضعيف العزيمة فلن يقوم!

ثم أني أنصحك أيضاً بعمل ورد محاسبة بصلاة الفجر فقط. وتعامل بجدية مع هذا الورد. وسجل فيه أيام الشهر كلها، فإذا صليت الفجر في جماعة في يوم فضع علامة صواب، وإن لم تصل الفجر في جماعة فضع علامة خطأ. ثم انظر آخر الشهر لتحاسب نفسك، فترى هل حياتك تسير بصورة صائبة، أم أنها تسير بصورة خاطئة؟
وتذكر أن الأمر جد لا هزل فيه.

3ـ تب من الذنوب واعقد النية على ألا تعود إليها

صلاة الفجر هدية من الله عز وجل لا تعطي إلا للطائعين التائبين.
أما القلب الذي أشرب حب المعاصي فكيف يستيقظ لصلاة الفجر؟!

ابحث بدقة في حياتك على ذنوب ما زلت مصراً عليها.
ذنوب في عينيك. أو ذنوب في لسانك. أو ذنوب في علاقاتك بالناس. أو ذنوب في علاقاتك بالوالدين. أو ذنوب في القلب من كبر أو عجب أو حسد أو غضب أو رياء أو غيره.
ثم لا تستصغرن ذنباً من الذنوب. فقد يكون هذا الذنب هو السبب في ضياع صلاة الفجر.

روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
"إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"

فأقلع عن المعصية فوراً، واندم ندماً حقيقياً على ما سبق من الذنوب، واعزم عزماً أكيداً على ألا تعود إلى هذه الذنوب مطلقاً، وأرجع الحقوق إلى أصحابها، وافتح صفحة جديدة مع الله عز وجل

4ـ أكثر من الدعاء أن يرزقك الله صلاة الفجر

وهذه وسيلة في غاية الأهمية. وحذار أن تستهين بها.

قم بعمل ورد يومي من الدعاء الذي تدعو فيه أن يمن عليك بصلاة الفجر في جماعة. وأكثر من الدعاء. وأكثر من الإلحاح فيه.

وليس من المعقول أن ندعو الله عز وجل ـ وهو الكريم ـ أن يقربنا منه ثم هو يبعدنا عنه. فالله عز وجل يفرح بعودة عبده إليه أشد من فرح العبد بالنجاة من موت محقق.
روى البخاري ومسلم - واللفظ لمسلم - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة".

5ـ إحرص على الصحبة الصالحة

وهذه أيضاً وسيلة في غاية الأهمية. فالطاعة على الإنسان الوحيد صعبة، والشيطان على من سار بمفرده أقدر.
اقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وأحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال الترمذي حسن صحيح :
"عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".

6ـ تعلم كيف تنام !!!

درب نفسك على النوم بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أولاً : النوم مبكراً
ثانياً :
نصيحة هامة جداً بالنسبة لموضوع النوم أن تنام بالهيئة التي كان ينام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تذكر الأذكار التي كان يواظب عليها قبل نومه..
وسنن النوم موجودة في كل كتب السنن والأحاديث، وهي كثيرة، ولا يتسع المجال هنا لذكرها بكاملها، ولكن منها على كل حال:

* النوم على وضوء

* لنوم على الجانب الأيمن

* وكذلك منها أذكار النوم العظيمة والهامة وأذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجات ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به ".


وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثاً طويلاً في قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشطيان، وكيف أمسك أبو هريرة رضي الله عنه به، فدله الشيطان على وسيلة هامة للتغلب على الشياطين، وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لأبي هريرة رضي الله عنه : "صدقك وهو كذوب".. وكانت هذه الوسيلة هي أن يقرأ آية الكرسي من سورة البقرة قبل أن ينام، وقال له "لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقرك شيطان حتى تصبح"

وهذا أمر في غاية الأهمية، فإن الشيطان من أهم العوامل المعوقة عن صلاة الصبح ويتمنى أن مكثت ليلك كله في سريرك، ولم تقم لقيام الليل ولا لصلاة الفجر، فبقراءة آية الكرسي لن يقرك شيطان، وتسهل مهمة استيقاظك إن شاء الله.

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك رب وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".

ثالثاً:
من النصائح الهامة في موضوع النوم أن تعرف الناس قدر المستطاع بنظامك الجديد وأنك تنام مبكراً لتستيقظ مبكراً. وبذلك فسيعلم الجميع أنك لا ترحب بزيارات ولا تليفونات ولا مواعيد ولا أعمال بعد الساعة التاسعة مثلاً أو بعد الساعة العاشرة مثلاُ. وليس في هذا النظام ما تستحي منه، بل على العكس. الاستحياء يجب أن يكون من الطرف الآخر الذي قلب فطرته، وقلب أوضاعه، وقلب الموازيين الصحيحة في الكون!

لا تأكل كثيراً قبل النوم وتجنب الشاي والقهوة في الليل


8ـ اكتب مذكرات صلاة الفجر وعلقها في حجرتك

وهذه وسيلة مبتكرة ولطيفة ومفيدة لمعظم المسلمين، حتى الذين يحافظون على الفجر منذ سنين!

وهذه الوسيلة عبارة عن إعداد عدد كبير من الأوراق الكرتونية التي ستكتب فوق كل ورقة منها حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المحفزة على صلاة الصبح، والموضحة للأجر الكبير والفضل العظيم لهذه الصلاة الهامة.
ثم ستضع هذه الأوراق في حجرتك وفي بيتك بحيث تذكرك بهذا الفضل فترفع من حماستك وتعلي من همتك، وتقوي من عزيمتك على الاستيقاظ في صلاة الفجر.

وإليك بعض النصائح المفيدة الخاص بهذه المذكرات.
أولاً :
اكتب هذه النصائح على ورق له ألوان جذابة فوسفورية حتى تلفت انتباهك إليها.
ثانيا :
اجعل حجمها كبيراً نسبياً حتى تراها بسهولة، واعتقد أن حجم 20 سم ×15 سم مثلاً يعتبر حجماً مناسباً.
ثالثاً :
اكتبها بخط واضح وجميل، وإن لم تكن تستطيع ذلك خذها إلى أحد أصدقائك ليكتبها لك، وهذا في نفس الوقت تذكير لصديقك.
رابعاً :
ضع هذا الورق في مكان ظاهر في حجرتك.
خامساً :
لا تضع الورق كله مرة واحدة. بل ضع في كل أسبوع ورقتين أو ثلاثة، ثم استبدلهم الأسبوع الثاني بأوراق أخرى وهكذا، وذلك حتى لا تألف منظر الورق فلا يؤثر فيك. فإذا أعددت عشرين أو ثلاثين ورقة فإنك لا ترى الورقة إلا كل 10 أسابيع مرة، وبذلك ستقرأ الحديث وكأنك تقرأه للمرة الأولى.

9ـ إستعن بالأجراس الثلاثة

* (المنبه)

اضبط المنبه على ميعاد الفجر تماماً بحيث يدق مع الآذان، فتسمع كلمات الآذان الجميلة: حي على الصلاة. حي على الفلاح. الصلاة خير من النوم. الله أكبر. لا إله إلا الله.
وهذه الكلمات إن شاء الله ستحرك القلب والروح والجسد للقيام.

2ـ لا داعي للتفاؤل الزائد في البداية بأن تعزم على قيام الليل في الثلث الأخير من الليل قبل صلاة الفجر. فإنك إن وضعت المنبه قبل الفجر ولو بربع ساعة فإنك إن لم تكن معتاداً عل القيام فإنك غالباً ستغلق المنبه وتستريح ـ كما سيوسوس لك الشيطان ـ خمس دقائق فقط !! وأنا أقول لك: أحذر يا أخي في الله وأحذري يا أختي في الله: هذه أخطر خمس دقائق في حياتك !! فهذه هي الدقائق الخمس التي ستقود إلى ضياع فرض من فروض الله عز وجل !!

فلذلك نصيحتي أن تأخذ نفسك بالتدرج. فحاول في البداية أن تلتزم بصلاة الفجر، فإذا اطمأننت على قدرتك على الاستيقاظ في هذا الموعد، وتعودت على حلاوة صلاة الفجر فإنك تستطيع في هذه اللحظة أن تقدم المنبه بضع دقائق لتصلي قيام الليل، ثم بعد ذلك قدمه أكثر وأكثر حسبما تسمح قدرتك وطاقتك.

3ـ أحرص على شراء منبه بصوت مزعج غير موسيقي حتى يكون أقدر على إيقاظك.

4ـ لا تضع المنبه بالقرب من يدك، بل ضعه على مسافة بعيدة في الغرفة بحيث تضطر إلى القيام لإغلاقه، فهذا أدعى إن شاء الله ليقظتك.

* ( التليفون )

اتفق مع أحد أصحابك أو مع بعض أصحابك أن من يستيقظ أولاً يوقظ الآخر بالتليفون، وهكذا تتعاون أنت وأصحابك على هذا العمل النبيل.

ومن النصائح الهامة في هذا المجال أن تجعل صديقك يفتح معك حواراً في التليفون لمدة بسيطة حتى لا تنام مباشرة بعد غلق التليفون.. كما أنه من المفيد جداً أن تجعل من مسئوليتك أن توقظ غيرك بعد أن تستيقظ.. فشعورك بالمسؤولية تجاه غيرك سيدفعك إلى الإصرار على اليقظة إن شاء الله

* (الباب )

اتفق مع أحد جيرانك في السكن أو في المنطقة أن يمر عليك ويدق عليك جرس الباب لإيقاظك.. وهذه الوسيلة ناجحة جداً، ومن الصعب جداً أن تقوم وتفتح الباب ثم تعود مرة أخرى للنوم، ولكن لا تنسى أن تخبر أهلك بأن هناك من سيطرق الباب عند الفجر حتى لا تتسبب فزعاً في البيت !!

10ـ ادع غيرك إلى صلاة الفجر وابدأ بأهلك

هذه وسيلة رائعة للاستيقاظ. إذ كيف يغفل عن الخير من يذكر الناس به ؟! واعلم أن هذا في حق أهلك ليس فضلاً منك، بل فرضاً عليك.

وادع أيضاً إلى هذا الخير كل أحبابك وأصحابك ومعارفك وزبائنك.
ـ حدثهم كل يوم عن الفجر وأهميته

ـ حدد معهم مواعيد في صلاة الفجر في المسجد إن كان ذلك ممكناً

ـ أكتب أحاديث عن صلاة الفجر وأعطها لهم ليقرأوها

ـ أرسل إليهم بريد إلكتروني عن طريق الإنترنت

ـ ابتكر ما يناسب أصدقاؤك ولكن لا تنساهم أبداً

12ca3a1977e8a633556cd0579736dbd3.gif

وأسأل الله لي ولكم ولعامة المسلمين الهداية الكاملة إلى طريق الله عز وجل.

www.uaekeys.com100.gif

المصدر
كتاب :كيف تحافظ على صلاة الفجر
د.راغب السرجاني


 

856876qv0.gif

- القصة الثالثة -


188292_book_with_white_pages.jpg


ثلاثة في غار


filetmzaynatik7.gif


روى مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ت عَنْ رَسُولِ اللهِ ص أَنَّهُ قَالَ:

« بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمْ الـْمَطَرُ فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْـجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِله ، فَادْعُوا الله تَعَالَى بِهَا ؛ لَعَلَّ الله يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ» .


فَقَالَ أَحَدُهُمْ:«اللهمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَامْرَأَتِي وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا.
فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ ».

فَفَرَجَ الله مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ .

وَقَالَ الْآخَرُ :«اللهمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا ـ (وفي رواية لمسلم أيضًا: فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي) ـ فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ:« يَا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللهَ وَلَا تَفْتَحْ الْـخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ» ، فَقُمْتُ عَنْهَا ، ـ (وفي رواية للبخاري: فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ) ـ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً »

فَفَرَجَ لَـهُمْ .


وَقَالَ الْآخَرُ:«اللهمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ:«أَعْطِنِي حَقِّي» ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا ، فَجَاءَنِي فَقَالَ:«اتَّقِ الله وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي»، قُلْتُ:«اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرِعَائِهَا فَخُذْهَا ، فَقَالَ:«اتَّقِ الله وَلَاتَسْتَهْزِئْ بِي» ، فَقُلْتُ:«إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ ، خُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرِعَاءَهَا» ، فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مَا بَقِيَ».

فَفَرَجَ الله مَا بَقِيَ ، وَخَرَجُوا يَمْشُونَ».
___________

الْغَار :
النَّقْب فِي الْجَبَل .
فَإِذَا أَرَحْت عَلَيْهِمْ
: إِذَا رَدَدْت الـْمَاشِيَة مِنْ الْمـَرْعِي إِلَيْهِمْ ، وَإِلَى مَوْضِع مَبِيتهَا.
( نَأَى بِي ذَات يَوْم الشَّجَر)
المَعْنَى: أَنَّهُ اِسْتَطْرَدَ مَعَ غَنَمه فِي الرَّعْي إِلَى أَنْ بَعُدَ عَنْ مَكَانه زِيَادَة عَلَى الْعَادَة فَلِذَلِكَ أَبْطَأَ.
الْحِلَاب:الْإِنَاء الَّذِي يُحْلَب فِيهِ ، وَقَدْ يُرِيد بِالْحِلَابِ هُنَا اللَّبَن الْمـَحْلُوب .
وَالصِّبْيَة يَتَضَاغَوْنَ:
أَيْ: يَصِيحُونَ وَيَسْتَغِيثُونَ مِنْ الْـجُوع.
فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي: حَالِي اللَّازِمَة.
إِلَّا بِحَقِّهِ: بِنِكَاحٍ لَا بِزِنًا .
بِفَرَقِ أَرُزٍّ:
الْفَرَق إِنَاء يَسَع ثَلَاثَة آصَع.والصاعُ مِكيالٌ لأَهل المدينة يأُخذ أَربعة أَمدادٍ. والـمُد مُقَدَّر بأَن يَمُدَّ الرجل يدَيْه فيملأَ كفيه.
فَرَغِبَ عَنْهُ: كَرِهَهُ وَسَخِطَهُ وَتَرَكَهُ .
أَلَمَّتْ بِهَا سَنَة: وَقَعَتْ فِي سَنَة قَحْط .


filetmzaynatik7.gif


 
9.gif

من عبر القصة
9.gif


1-أثر التقوى في تخليص العبد من كربه وبلائه ؛ قال تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ (الطلاق:2).


2- فَضْل الْعَفَاف وَالِانْكِفَاف عَنْ الْـمُحَرَّمَات ، لَا سِيَّمَا بَعْد الْقُدْرَة عَلَيْهَا .


3-أَنَّ تَرْك الْـمَعْصِيَة يَمْحُو مُقَدِّمَات طَلَبهَا ، وَأَنَّ التَّوْبَة تَجُبّ مَا قَبْلهَا.


4- الأثر الطيب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد نَهَتْ المرأة ابنَ عمِّها ،فصان الله عِرضَها ؛ فلم تقع في الفاحشة ، وَتَرَكَ لها الْمِائَةَ دِينَارٍ.


5- فَضْل بِرّ الْوَالِدَيْنِ وَفَضْل خِدْمَتهمَا وَإِيثَارهمَا عَمَّنْ سِوَاهُمَا مِنْ الْأَوْلَاد وَالزَّوْجَة وَالْأَهْل وَغَيْرهمْ وَتَحَمُّل الْـمَشَقَّة لِأَجْلِهِمَا .



www.uaekeys.com51.gif

 
9.gif

مفاتيح للتوبة
9.gif



الإخلاص لله تبارك وتعالى:
فهو أنفع الأدوية، فمتى أخلصتَ لله جل وعلا، وصدَقْتَ في توبتك أعانك الله عليها، ويسّرها لك وصَرف عنك الآفات التي تعترض طريقك، وتصدّك عن التوبة، من السوء والفحشاء، قال تعالى في حق يوسف عليه السلام: "كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ" (يوسف: من الآية24).


امتلاء القلب من محبة الله تبارك وتعالى:
إذ هي أعظم محركات القلوب، فالقلب إذا خلا من محبة الله جل وعلا تناوشته الأخطار، وتسلّطت عليه الشرور.


المجاهدة لنفسك:
فمجاهدتك إياها عظيمة النفع، كثيرة الجدوى، معينة على الإقصار عن الشر، دافعة إلى المبادرة إلى الخير، قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" (العنكبوت:69).

فإذا كابدت نفسك وألزمتها الطاعة، ومنعتها عن المعصية، فلتُبشر بالخير، وسوف تُقبل عليك الخيرات، وتنهال عليك البركات، كل ما كان كريهاً عندك بالأمس صارعندك اليوم محبوباً، وكل ما كان بالأمس ثقيلاً، صار اليوم خفيفاً، واعلم أن مجاهدتك لنفسك، ليست مرة ولا مرتين، بل هي حتى الممات.

قِصَر الأمل وتذكّر الآخرة

العلم:
احرص على تعلم ما ينفعك ومن العلم أن تعلم وجوب التوبة، وما ورد في فضلها، وشيئاً من أحكامها، ومن العلم أن تعلم عاقبة المعاصي وقبحها، ورذالتها، ودناءتها.

الاشتغال بما ينفع وتجنّب الوحدة والفراغ

البعد عن المثيرات، وما يذكّر بالمعصية

مصاحبة الأخيار

مجانبة الأشرار
احذر رفيق السوء، فإنه يُفسد عليك دينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح، ويُقبّح لك الحسن، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة.

النظر في العواقب

هجر العلائق:
فكل شيء تعلّق به قلبك دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياساتها ومصاحبة الناس والتعلق بهم، والركون إليهم، وذلك على حساب دينك، اهجره واتركه، واستبدله بغير ذلك، وقوِّ علاقتك بربِّك، واجعله محبوبك، حتى يضعف تعلّق قلبك بغير الله تعالى.


إصلاح الخواطر والأفكار:
إذ هي تجول وتصول في نفس الإنسان وتنازعه، فإن هي صلحت صلح قلبك، وإن هي فسدت فسد قلبك.


استحضار فوائد ترك المعاصي

استحضار أضرار الذنوب والمعاصي

الحياء

تزكية النفس:
طهِّر نفسك وأصلحها بالعمل الصالح والعلم النافع، وافعل المأمورات واترك المحظورات، وأنتَ إذا قمتَ بطاعةٍ ما، فإنما هي صورة من صور انتصارك على نفسك
.

الدعاء:
فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، بل الدعاء عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يُخفِّفه إذا نَزَل.
ومن أعظم ما يُسأل، ويُدعى به سؤال الله التوبة.
ادع الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بالتوبة النصوح.
ادع الله تبارك وتعالى أن يُجدِّد الإيمان في قلبك.

كتبه:
جمّاز بن عبدالرحمن الجمّاز

www.uaekeys.com51.gif


 

856876qv0.gif

- القصّة الرابعة -
188292_book_with_white_pages.jpg


أمر عظيم !!!


filetmzaynatik7.gif




استدعي من أجله الرسول صلى الله عليه وسلم... وعرج به إلى
السماء ...

فما هو
هذا الأمر الذي اختلف عن جميع التشريعات


حيث شرع في السماء في حين شرعت باقي الشرائع في الأرض؟؟؟

واختاره الله أن يكون عموداً لهذا الدين ... بل جعله الفيصل
بين الإسلام والكفر ... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
(إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)
رواه ابن حبان.

بل من تهاون فيها توعده رب العالمين بوادٍ في قعر جهنم حيث
قال سبحانه (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ
عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)

فيا عجباً يثبت لهم سبحانه أنهم مصلين ويتوعدهم!!!

نعم لأنهم صلوها ولكن ضيعوا مواقيتها ... فتارة تنام عنها

وتارة تأخرها
وتارة أخرى تقدم أمورها عليها ...

قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ
كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)

أي بمواقيت محددة هو سبحانه حددها ...

فمن حدد مواقيت صلواتنا؟؟


هل هي أهواؤنا؟


قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ
اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا)


فمن تهاون في مواقيتها وخشوعها فقد دخل بوابة الهلاك التي
لا تنتهي إلا بما وصفه رب العالمين
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)


ما هي النتيجة
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا

____________

في يوم من الأيام وأنا في المستشفى في أحد الممرات أوقفتني
امرأة وبيدها أوراق فقالت لي: هذا زوجي خلف باب الزجاج ...

فنظرت فإذا برجل شكله مقزز يهتز ويرتعد ولا يكاد يثبت ... ثم يضرب برأسه في
الباب الزجاجي ...

فقالت: إن له دواء إذا لم يأخذه يصبح بهذه الحالة والآن
انتهى الدوام ونحن نريد هذا الدواء ...

فأحضرت الدواء من الصيدلية ...
فقالت لي:
أريد أن أقول لك شيئاً إن زوجي هذا كان من أقوى الرجال
فأنا لم أتزوجه هكذا
فأخذت تبكي وتقول:
إنه كان ذا أخلاق طيبة ولكنه كان يصلي كيف ما شاء
... صلاة الفجر لا يصليها إلا عند الساعة السابعة وهو خارج إلى العمل ... ويوم
الخميس لا يصليها إلا الساعة العاشرة وهكذا ...

وفي يوم من الأيام بعدما انتهينا من الغداء جلس قليلاً
فقلت له: لقد أذن العصر ...
فقال لي: إن شاء الله ...

فذهبت وعدت فوجدته جالساً ... فقلت له: أقيمت الصلاة ...

فقال لي: إن شاء الله ...

فقلت له: سوف تفوتك الصلاة ...
فصرخ في وجهي وقال: لن أصلي!!!

وجلس حتى انتهت الصلاة ... ثم بعد ذلك قام ... فو الله ما
استقر قائماً حتى خر على وجهه وأخذ يزبد ويرتعد بصورة لا توصف ...
حتى إني لم أستطع أن أقترب منه ...

فنزلت إلى إخوته في الدور الأرضي فهرعوا معي إلى الأعلى
وحملوه إلى المستشفى على تلك الحالة ...

ثم مكث في المستشفى على الأجهزة لمدة ثم خرج بهذه الحالة

إذا لم يأخذ العلاج أخذ يضرب برأسه الجدار ويضرب ابنته
ويقطع شعرها ...

ومن ذلك اليوم بلا وظيفة ولا عمل

(إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ
النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

_________________


وأنت أخي ما هو قدر الصلاة في قلبك؟؟؟

كم من فتاة تزلزل دينها لما ضعف عمود
الدين عندها ... فتجدها من السهولة أن تأخر صلاتها من أجل
مكياج وضعته!!!
أو مناسبة تريد حضورها!!!
أو برامج تتابعها!!!

فماذا ستقول غداً لربها وقد قال
الرسول صلى الله عليه وسلم
(أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة
الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله)
رواه الطبراني.



المصدر
من كتيب (لأنّك غاليَة)
عبد المحسن الأحمد


filetmzaynatik7.gif



 
9.gif

ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا
9.gif


من المؤكّد انّكم عرفتم المغزى من هذه القصّة.

تمعّنوا معي في هذه الصور

هؤلاء أناس لم يشغلهم شيء عن الصلاة في وقتها
أناس قلوبهم معلّقة بربّهم

اذا دخل الوقت تركوا كلّ شيء و ذهبوا لملاقات العليّ

يخافونه ويرجون رحمته.


فى الثلج

113352.imgcache


do.php


وتحت الاحتلال

10837_01175882455.jpg


وبين الانقاض

113354.imgcache




وتحت المطر

113355.imgcache


وعلى رصيف الموانئ

113357.imgcache


و فى الطرقات

113358.imgcache


و داخل الطائرة

113360.imgcache


do.php


وعند القتال

113361.imgcache


و في محطات القطار

10837_01175882414.jpg


و في الملعب

do.php


فإذا دخل الوقت فاتركوا مابأيديكم وقوموا
للصــــــــــــلاة


3645_p136338.gif


 
856876qv0.gif

- القصّة الخامسة و السادسة -

188292_book_with_white_pages.jpg


filetmzaynatik7.gif



أقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة بعد بني النضير شهري ربيع ثم غزا نجدًا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان حتى نزل نخلًا وهي غزوة الرقاع سميت بذلك لأجل جبل كانت الوقعة به فيه سواد وبياض وحمرة فاستخلف على المدينة عثمان بن عفان ‏.‏


وجاء رجل من محارب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فطلب منه أن ينظر إلى سيفه فأعطاه السيف فلما أخذه وهزه
قال‏:‏ يا محمد أما تخافني
قال‏:‏ لا‏.‏
قال‏:‏ أما تخافني وفي يدي السيف
قال‏:‏ لا، يمنعني الله منك فرد السيف إليه‏.‏


وأصاب المسلمون امرأة منهم وكان زوجها غائبًا فلما أتى أهله أخبر الخبر فحلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دمًا وخرج يتبع أثر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنزل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال‏:‏ من يحرسنا الليلة .
فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فأقاما بفم شعب نزله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضطجع المهاجري وحرس الأنصاري أول الليل وقام يصلي.

وجاء زوج المرأة فرأى شخصه فعرف أنه ربيئة القوم فرماه بسهم فوضعه فيه فانتزعه وثبت قائمًا يصلي ثم رماه بسهم آخر فأصابه فنزعه وثبت يصلي ثم رماه بالثالث فوضعه فيه فانتزعه ثم ركع وسد ثم أيقظ صاحبه وأعلمه فوثب .

فلما رآهما الرجل علم أنهما علما به. فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري

قال‏:‏ سبحان الله ألا أيقظتني أول ما رماك
قال‏:‏ كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها فلما تابع علي الرمي أعلمتك وايم الله لولا خوفي أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها‏.‏


وقيل‏:‏ إن هذه الغزوة كانت في المحرم سنة خمس من الهجرة‏.‏

المصدر: كتاب الكامل في التاريخ
الجزء الأول، ص 22


filetmzaynatik7.gif


ذكر أن عروة بن الزبير لما خرج من المدينة متوجها الى دمشق ليجتمع بالوليد ، وقعت الأكلة فى رجله فى واد قرب المدينة ، وكان مبدؤها هناك ، فظن أنها لا يكون منها ما كان فذهب فى وجهه ذلك ، فما وصل الى دمشق إلا وهى قد أكلت نصف ساقه فذخل على الوليد فجمع له الاطباء العارفين بذلك ، فأجمعوا على أنه إن لم يقطعها وإلا أكل رجله كلها إلى وركه ، وربما ترقت إلى الجسد فأكلته ، فطابت نفسه بنشرها .

وقالوا له : ألا نسقيك مرقدا حتى يذهب عقلك منه فلا تحس بألم النشر ؟ فقال : لا ! والله ما كنت أظن أن أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله ، ولا يعرف ربه عز وجل ، ولكن إن كنتم لابد فاعلين فأقطعوها وأنا في الصلاة ، فأنى لا أحس بذلك ، ولا أشعر به . قال : فنشروا رجله من فوق الأكلة ، من المكان الحى ، احتياطا أنه لا يبقى منها شىء ، وهو قائم يصلى ، وهو صامت لا يتكلم فما تصور ولا اختلج ، فلما انصرف من الصلاة عزاه الوليد فى رجله ، فقال : اللهم لك الحمد ، كان لى أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت ، وإن كنت قد أبليت فلطالما عافيت ، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت ، قال : وكان قد صحب معه بعض أولاده كم جملتهم ابنه محمد ، وكان أحبهم إليه ، فدخل دار الدواب فرفسته فرس فمات ، فأتوه فعزوه فيه . فقال : الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة ، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت ، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت .

فلما قضى حاجته من دمشق رجع الى المدينة ، قال : فما سمعناه ذكر رجله ولا ولده ، ولا شكا ذلك إلى أحد حتى دخل وادى القرى ، فلما كان فى المكان الذى أصابته الأكلة فيه قال : " لقد لقينا من سفرنا هذا نصباُ " فلما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه فى رجله وولده ، فبلغه أن بعض الناس قال : إنما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه ، فأنشد عروة في ذلك والابيات لمعن بن أوس :
لعمرك ما أهويت كفى لريبة ولا حملتنى نحو فاحشة رجلى
ولا قادني سمعى ولا بصرى لها ولا دلنى رأيى عليها ولا عقلي
ولست بماشى ما حييت لمنكر من الامر لا يمشي إلى مثله مثلي
ولا مؤتر نفسى على ذى قرابة وأوثر ضيفي ما أقان على أهلي
وأعلم أنى لم تصبنى مصيبة من الدهر إلا قد أصابت فتى مثلي


وقال الاوزاعى : لما نشرت رجل عروة قال : اللهم إنك تعلم أنى لم أمش بها إلى سوء قط وأنشد : ـ لعمرك ما أهويت كفى لريبة ولا حملتنى نحو فاحشة رجلى ولا قادني سمعى ولا بصرى لها ولا دلنى رأيى عليها ولا عقلي



المصدر
" كتاب البداية والنهاية " الجزء التاسع الصفحة رقم 101 + 102 "
 
9.gif

حذار حذار
9.gif



لما علم عدو الله، إبليس فضل الصلاة أحب أن يصرف الناس عنها وذلك لما يحمله من حقد وعداوة لذرية آدم والذي كان سبباً لخروجه من الجنة.
فالشيطان حريص على أن يصدنا عن الصلاة ويصرفنا عنها.
فلما يأتي وقت الصلاة فيؤذن المؤذن وينادى حي على الصلاة حي على الفلاح وما أن يسمع الشيطان الأذان الذي هو بمثابة نداء للصلاة وإعلان عن وقتها حتى تنتابه حالة من هياج شديد وما أن ينتهي الأذان حتى يقبل على المسلم يوسوس له ويلهيه بشتى الوسائل حتى لا يلبى نداء الصلاة ويقصر عنها.


وحقاً يُفلح الشيطان كثيراً فنرى من يجلس أمام التليفزيون يتابع فيلماً أو مبارة كروية ولا يبالى بالأذان ولا بالصلاة وآخر على المقهى وآخر على النواصي والطرقات ينظر للمتبرجات وآخر يشغله العمل ويتشدق بقوله العمل عبادة (نعم عبادة للشيطان أن شغلك عن عبادة الرحمن) وآخرى يشغلها المسلسل والفيلم أو المكياج والمنكير أو الطهى وغير ذلك عن الصلاة.

ولكن هناك من لا يستطيع الشيطان أن يقعده عن الصلاة فيذهب ليلبى نداء الله وفجأة يسمع الشيطان التثويب (الإقامة) بالصلاة فيعلم أن هناك من ذهب ليصلى ويذكر الله ويسجد له فتعود له حالة الهياج فإذا قضى التثويب أقبل ولكن يا ترى يقبل على من؟
إنه يقبل على المصلي في صلاته حتى يفسد عليه صلاته فيعبث بفكره فلا يدرى كم صلى ولا ماذا يقول أو يعبث بجوارحه فيجعله ينقرها.


وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه و سلم كما عند البخارى من حديث أبى هريرة:
"إذا نودى بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان فإذا قضى الأذان أقبل فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه ويقول أذكر كذا وكذا ما لم يذكر حتى يظل الرجل أن يدرى كم صلى فإذا لم يدر أحدكم صلى ثلاثاً أو أربعاً فليسجد سجدتين وهو جالس".



فحذار اخي أن يلبس عليك الشيطان ويصدك عن الصلاة فتتركها والحذار الحذار إن صليت أن يلبس عليك في صلاتك فتخرج منها كما دخلت فيها لا أجر لك. فالصلاة ليست بالحركات التي تؤدى بل لابد من الخشوع.

و قد أخرج الطبراني في الكبير بسند صحيح صححه الألباني من حديث أبى الدرداء مرفوعاً : "أول شئٍ يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعاً".


فأحذر أخي أن تكون ممن حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم أو تقع فيما حذر منه أو تكون ممن يُقال له ارجع فصلى فإنك لم تصل.


وعليك أن تجتهد أن تدخل تحت قوله تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلا تِهِمْ خَاشِعُونَ "

فتشعر بلذة المناجاة وبالأنس بالله وتكون كحاتم الأصم عندما سئل كيف تصلى؟ قال: كنت إذا أردت الصلاة توضأت فأحسنت الوضوء ثم كبرت فجعلت الكعبة أمامي والموت ورائي والجنة عن يميني والنار عن شمالي والصراط تحت قدمي والله تعالى مطلعاً علىّ.



www.uaekeys.com51.gif

 
9.gif

نماذج من خشوع الصحابة والتابعين
9.gif


يقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء.

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .

فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك ؟؟؟؟ وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا الى البيت كي تصلي ركعتين لله ؟ هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله ؟


أسألك أخي وأسأل نفسي قبلا : بالله عليك ما هي آخر مرة خشعت فيها لله في صلاتك ؟؟ وهل كنت تتمنى ألا تقوم من السجود أبدا ؟؟ وما هي آخر مرة اضطرب قلبك لملاقاة الواحد الأحد ؟؟؟؟؟؟
هل ذقت حلاوة الصلاة ؟؟؟؟؟

يقول ابن تيمية : مساكين أهل الدنيا , خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها ! قيل له : وما أحلى ما فيها ؟ قال : حب الله عز وجل .

فأنت مسكين يا من لم تجرب البكاء في صلاتك بين يدي ربك عز وجل
.

filetmzaynatik7.gif



1- وكان حاتم الأصم يقول "عندما سئل عن صلاته"


إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيتُ الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ثم أقوم إلى صلاتي واجعل الكعبة بن حاجبي (أمامي) والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي أظنها آخر صلاه أصليها ثم أقوم بين الرجاء والخوف (يعنى أخاف ذنوبي ولكني أطمع في رحمه ربى ).

- وقال في موضع آخر


أقوم بالأمر وأمشى بالخشية والسكينة وأدخل بالنية وأكبر بالعظمة وأقرأ بالترتيل والتفكر، وأركع بالخشوع، واسجد بالتواضع، واجلس للتشهد بالتمام، وأسلم بالنية، وأختمها بالإخلاص لله عز وجل وأرجع إلى نفسي بالخوف أخاف أن لا يقبل منى.


2- وها هو عبد الله بن الزبير:


كان إذا صلى كأنه عود من الخشوع ولقد كان الطير يقف عليه لا يحسبه إلا جذع شجرة.
وكان يصلى في جوف الكعبة وهو محاصر بجيش عبد الملك بن مروان الذي يسدد ضرباته بالمنجنيق من جبل أبى قبيس للقضاء عليه وعلى اتباعه ومرت فلقة من حجر عظيم بين لحيته وحلقه فما زال رضى الله عنه عن مقامه ولا ظهر على صورته همّ ولا اهتمام ولا قطع قراءته ولا ركع دون ما يركع حتى فرغ من صلاته.


-ولقد ركع ذات مرة وكان رجل من أصحابه يقرأ القرآن فما قام رضي الله عنهمن ركعته حتى انتهى الرجل من تلاوته البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة.


3- وانظر إلى عطاء بن أبى رباح:


يقول عنه ابن جريج لزمته ثمانى عشرة سنة بعدما كبر وضعف جسمه يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتيآية من البقرة وهو قائم لا يتحرك.

4- أبو حاتم الرازى، ومحمد ابن نصر المروزى:


-قال أبو بكر الصبغى: أدركت إمامين لم أُرزق السماع منهما أبو حاتم فما رأيت أحسن صلاة منه، فقد بلغنيأن زنبوراً وقع على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك.
- وقال محمد بن يعقوب الأخرم: ما رأيت أحسن صلاة من محمد بن نصر كان الذباب يقع على اذنه فلا يذبه عن نفسه، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيبته للصلاة. وكان يضع ذقنه على صدره كأنه خشبه منصوبة.


5- خلف بن أيوب


كان لا يطرد الذباب عن وجهه في الصلاة فقيل له كيف تصبر؟ قال بلغنى أن الفساق يتبصرون تحت السياط ليقال: فلان صبور وأنا بين يدى ربى أفلا أصبر على ذباب يقع علىّ.

6- وها هو البخاري رحمه الله:


كان يصلى ذات ليلة فلسعه الزنبور سبع عشر مرة فلما قضى الصلاة قال انظروا ماذا أذانى.

7- شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:


كان إذا دخل الصلاة ترتعد أعضاءه حتى يميل يمنة ويسرة.


8-على بن أبى طالب وكيف كان يصلى:

كان رضي الله عنه إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فقيل له مالك ؟ فيقول : جاء والله وقتُ أمانة عرضها الله علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملْتُها.


9 -عامر بن قيس:

قالوا له: أتحدث نفسك في الصلاة؟
فقال: أو شيء أحب إلى من الصلاة أحدث به نفسي!
قالوا: إنا لنحدث أنفسنا في الصلاة.

قال: أبالجنة والحور ونحو ذلك ؟
قالوا: لا ولكن بأهلينا وأموالنا.
فقال: لأن تختلف الأسنَّة فيّ أحب إلىّ (أى لأن يكثر طعن الرماح في جسدي أحب إلى من أن أحدث نفسيفي الصلاة بأمور الدنيا ).
-وفي موضع آخر:
قالوا له: أما تسهو في صلاتك؟
قال: أو حديث أحبّ إلى من القرآن والصلاة اشتغل به؟
هيهات !! مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس.

10- مسلم بن يسار:


كان يصلى يوماً في جامع البصرة فسقطت ناحية من المسجد ففزع الناس واجتمعوا لذلك فلم يشعر به حتى انصرف من الصلاة.


هكذا كانت الصلاة تستغرق نفوسهم وتستولي على قلوبهم حتى يغيبوا عما حولهم.

www.uaekeys.com44.gif


يقول سبحانه وتعالى :
( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )

* يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات , فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا . فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله . فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا.


فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟؟؟؟




* الإمام الغزالي يقول : استجمع قلبك في ثلاثة مواضع

عند قراءة القرآن وعند الصلاة وعند ذكر الموت ... فإن لم تجدها في هذه المواضع فاسأل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك




يوصينا حبيبنا صلى الله عليه وسلم ويقول :

صل صلاة مودع




www.uaekeys.com51.gif

 
أعلى