- إنضم
- 15 جويلية 2008
- المشاركات
- 223
- مستوى التفاعل
- 3.373
قبل البدء..
رسالة الى إمرأة مجهولة هو عمل يقوم على أجزاء عديدة... وسيكون موعدنا كل ثلاثاء من كل أسبوع لنشر الجزء الموالي.. أرجو ان يعجبكم وينال رضاكم وخاصة نقدكم وملاحظاتكم... مع كل الحب
كلمات لزمن آخر
الجزء الأول
ألف فاء واو...
عندما قررت أن أخط لك أولى كلماتي..و أن أوجه لك الدعوة لتزوريني في هذا العالم الخاص..أقمتُ إجتماعا بكل الحروف والكلمات والمعاني لأبلغها بالأمر..حتى تتهيأ وكما ينبغي لإستقبالك.. والعمل على راحتك والسهر على إسعادك في كل مراحل سفرك..ولكن ما راعني وأنا أعلن عن خبر زيارتك إلاّ وكلّ الحروف والكلمات والمعاني تفرّ من أمامي كقطيع من الغزلان داهمها الأسد بغتة..فلم أملك إلاّ أن أصيح فيها غاضبا لتصطف أمامي من جديد وأن تكف عن أعمالها الصبيانية، وان تُخبرني عن سبب خوفها..فقالت كلها وبصوت مرتعش إنّنا يا سيدي أعجز من أن نحتوي إمرأة مثل التي دعوتها..وإنّه ليس بيننا من يستطيع أن يعطيها حقها مهما حاولتَ انت ترصيفنا أو ترتيبنا..إنّ لها من الذكاء ما يُلزمُك أن تجمع له كل حروف المدينة..ولها من الرقة ما لا تحتمله معانينا..فلا تُحمّلنا يا سيّدي ما لا طاقة لنا به ..وإعفنا من واجب قد نُخجلك عند أداءه..فقاطعتهم بإشارة من يدي وطلبت منهم إلتزام الصمت المطبق..وأن يسمعوني جيدا وقلت لهم بصوت حازم..لقد جمعتكم اليوم ليس لأطلب رأيكم..ولكن لآمركم..ومن لديه إعتراض فبعد الزيارة وليس قبلها..لقد وجهت الدعوة وإنتهى الأمر..وستكون ضيفتي بينكم خلال لحظات وما عليكم إلاّ أن تتصرّفوا بعفوية وصدق وإحترام..أمّا مسألة النجاح أو الفشل فذلك أمر لستم مُطالَبونَ أنتم بتقييمه..والآن لينصرف كلٌ إلى عمله..
ولا أخفيك سرّا يا سيّدتي..إذا قلت لك أنّي كنتُ في قرارة نفسي مقتنعا بكل ما قالته كل الحروف والكلمات والمعاني الّتي كانت أمامي..لذا فأنا أرجو منك مسبقا أن تعذرينا إن قصّرنا أو أسأنا دون أن نقصد..أو فرحنا أكثر ممّا ينبغي..ويبقى لي رجاء أخير وأنا أتهيّا لإدخالك عالمي الطفوليّ هذا وهو الآّ تأخذي معك الآلة الحاسبة..لأنّ هنا هو المكان الوحيد الّذي اؤكد لك وبصدق أنّك لن تحتاجي فيه لأيّ نوع من الحسابات مهما كانت نوعها..
بعد إنتهاء الإجتماع الأول وجدت أنّه مازال بعض الوقت لقدومك فذهبتُ لإلقاء نظرة على القلب علّي أستطيع ترتيب ما يمكن ترتيبه...دخلته فوجدته كما عرفته دائما..مدن مترامية الأطراف..بعضها أصبح أطلالا..وبعضها أصبح رمادا..وبعضها يصارع الحياة..مدن مترامية الأطراف تروي حكاية حضارات مرّتْ..ومعارك شُنّتْ..وشموس أضاءت..وأقمارإنطفأت..حكاية مدن كانت صادقة في أفراحها وأحزانها..في موتها وحياتها..في سعادتها وشقاءها..
ولم يسحبني من تيّار الشرود الّذي جرفني إلاّ صوت القلب وهو يُحدّثني قائلا..عفوا سيّدي ولكنّك لم تحدّثني عن ضيفتك..من هي ومن تكون..و... فقاطعتُ القلب مبتسما وقلت له لا تُكثر من الأسئلة أيها القلب..فأنا لا أملك كلّ الإجابات عن كل أسئلة الدنيا..ولكني متأكد فقط أنه إذا كنتَ تريد حقًا معرفة هذه المرأة فليس عليك إلاّ أن تعيشها وليس أن أحدّثك أنا عنها..فصفّق القلب وفال فهمت..ما دمتَ قد قلتَ هذا لابدّ وأنّ ضيفتك طفلة رقيقة..شفافة كالدمع..مضيئة كالشمع..فقاطعته مرّة أخرى وقلت له..لا حتى في هذه أنت مخطىء..فضيفتي خبّأتْ طفولتها في أعماق أعماقها..وأقفلت عليها بألف مفتاح ومفتاح..والبعض يقول بأنّ طفولتها قد ماتت..والبعض يدّعي انه يراها أحيانا..تظهر بسرعة وتحتفي بسرعة..ضيفتي أيها القلب الّذي لا يكف عن السؤال ذكية بما يكفي لتعبث بك كيفما تشاء..فكن صامتا فذلك أفضل لك ولي..وحتى لا تجعلني في مواقف أندم فيها لأنّ لي قلبا مثلك..أفهمت..؟ فقال القلب متلهفا طبعا يا سيّدي فهمت..ولكن يبقى لي سؤال أخير أرجو أن تجيبني عنه و سأصمت بعدها للأبد..ضيفتك هذه هل ستبقى بيننا أم تُراها ستغادرنا..؟ فقلت له..ومن هذا المجنون الّذي يدخل إليك أيها القلب و يُشاهدُ ما أُشاهد ..ويُخيّر البقاء..؟ مشكلتكَ أنّ طيبتك صارتْ تتحوّل مع الزمن إلى غباء..ولم تعد قادرا على فهم أبناء هذا العصر..
وقبل أن أُكمل كلماتي سمعتُ طرقا خفيفا على الباب..فالتفتُّ للقلب وقلت له تبّا لك لقد أتتْ ضيفتي دون أن أرتّب فيك شيئا.. وذهبتُ مسرعا وفتحت ُالباب على مصراعيه..وكنتِ أنت واقفة هناك على أعتابه.. رأيتكِ.. رأيتك وكأنّي أراكِ لأوّل مرّة..بدوت وكأنك إمرأة منسوجة من خيوط النور والنار.. وشَعركِ بدا وكأنّه شريط من الحكايات الجميلة..منسدلا كالشلاّلات العظيمة..لا تعرف من أين يبدأ ولا إلى أين ينتهي..
ألن تدخلي..؟ قلتُها لكِ بشيء من الإرتباك..فقلتِ بلى ولكني أنتظر دعوتك..فقلتُ لك إنّ مثلك ليس عليه أن يطلب إذنا بالدخول..وشكرالأنك لبيتِ دعوتي لزيارة هذا القلب المتواضع..
ماذا..؟ تريدين معرفة تفاصيل الزيارة..أسرارها..أحداثها وأحاديثها..؟ هذا ما ستقرئينه حتما في العدد القادم..إن كتبته طبعا..
وللحديث بقية
رسالة الى إمرأة مجهولة هو عمل يقوم على أجزاء عديدة... وسيكون موعدنا كل ثلاثاء من كل أسبوع لنشر الجزء الموالي.. أرجو ان يعجبكم وينال رضاكم وخاصة نقدكم وملاحظاتكم... مع كل الحب
كلمات لزمن آخر
الجزء الأول
بقلم الياس القرقوري
ألف فاء واو...
عندما قررت أن أخط لك أولى كلماتي..و أن أوجه لك الدعوة لتزوريني في هذا العالم الخاص..أقمتُ إجتماعا بكل الحروف والكلمات والمعاني لأبلغها بالأمر..حتى تتهيأ وكما ينبغي لإستقبالك.. والعمل على راحتك والسهر على إسعادك في كل مراحل سفرك..ولكن ما راعني وأنا أعلن عن خبر زيارتك إلاّ وكلّ الحروف والكلمات والمعاني تفرّ من أمامي كقطيع من الغزلان داهمها الأسد بغتة..فلم أملك إلاّ أن أصيح فيها غاضبا لتصطف أمامي من جديد وأن تكف عن أعمالها الصبيانية، وان تُخبرني عن سبب خوفها..فقالت كلها وبصوت مرتعش إنّنا يا سيدي أعجز من أن نحتوي إمرأة مثل التي دعوتها..وإنّه ليس بيننا من يستطيع أن يعطيها حقها مهما حاولتَ انت ترصيفنا أو ترتيبنا..إنّ لها من الذكاء ما يُلزمُك أن تجمع له كل حروف المدينة..ولها من الرقة ما لا تحتمله معانينا..فلا تُحمّلنا يا سيّدي ما لا طاقة لنا به ..وإعفنا من واجب قد نُخجلك عند أداءه..فقاطعتهم بإشارة من يدي وطلبت منهم إلتزام الصمت المطبق..وأن يسمعوني جيدا وقلت لهم بصوت حازم..لقد جمعتكم اليوم ليس لأطلب رأيكم..ولكن لآمركم..ومن لديه إعتراض فبعد الزيارة وليس قبلها..لقد وجهت الدعوة وإنتهى الأمر..وستكون ضيفتي بينكم خلال لحظات وما عليكم إلاّ أن تتصرّفوا بعفوية وصدق وإحترام..أمّا مسألة النجاح أو الفشل فذلك أمر لستم مُطالَبونَ أنتم بتقييمه..والآن لينصرف كلٌ إلى عمله..
ولا أخفيك سرّا يا سيّدتي..إذا قلت لك أنّي كنتُ في قرارة نفسي مقتنعا بكل ما قالته كل الحروف والكلمات والمعاني الّتي كانت أمامي..لذا فأنا أرجو منك مسبقا أن تعذرينا إن قصّرنا أو أسأنا دون أن نقصد..أو فرحنا أكثر ممّا ينبغي..ويبقى لي رجاء أخير وأنا أتهيّا لإدخالك عالمي الطفوليّ هذا وهو الآّ تأخذي معك الآلة الحاسبة..لأنّ هنا هو المكان الوحيد الّذي اؤكد لك وبصدق أنّك لن تحتاجي فيه لأيّ نوع من الحسابات مهما كانت نوعها..
بعد إنتهاء الإجتماع الأول وجدت أنّه مازال بعض الوقت لقدومك فذهبتُ لإلقاء نظرة على القلب علّي أستطيع ترتيب ما يمكن ترتيبه...دخلته فوجدته كما عرفته دائما..مدن مترامية الأطراف..بعضها أصبح أطلالا..وبعضها أصبح رمادا..وبعضها يصارع الحياة..مدن مترامية الأطراف تروي حكاية حضارات مرّتْ..ومعارك شُنّتْ..وشموس أضاءت..وأقمارإنطفأت..حكاية مدن كانت صادقة في أفراحها وأحزانها..في موتها وحياتها..في سعادتها وشقاءها..
ولم يسحبني من تيّار الشرود الّذي جرفني إلاّ صوت القلب وهو يُحدّثني قائلا..عفوا سيّدي ولكنّك لم تحدّثني عن ضيفتك..من هي ومن تكون..و... فقاطعتُ القلب مبتسما وقلت له لا تُكثر من الأسئلة أيها القلب..فأنا لا أملك كلّ الإجابات عن كل أسئلة الدنيا..ولكني متأكد فقط أنه إذا كنتَ تريد حقًا معرفة هذه المرأة فليس عليك إلاّ أن تعيشها وليس أن أحدّثك أنا عنها..فصفّق القلب وفال فهمت..ما دمتَ قد قلتَ هذا لابدّ وأنّ ضيفتك طفلة رقيقة..شفافة كالدمع..مضيئة كالشمع..فقاطعته مرّة أخرى وقلت له..لا حتى في هذه أنت مخطىء..فضيفتي خبّأتْ طفولتها في أعماق أعماقها..وأقفلت عليها بألف مفتاح ومفتاح..والبعض يقول بأنّ طفولتها قد ماتت..والبعض يدّعي انه يراها أحيانا..تظهر بسرعة وتحتفي بسرعة..ضيفتي أيها القلب الّذي لا يكف عن السؤال ذكية بما يكفي لتعبث بك كيفما تشاء..فكن صامتا فذلك أفضل لك ولي..وحتى لا تجعلني في مواقف أندم فيها لأنّ لي قلبا مثلك..أفهمت..؟ فقال القلب متلهفا طبعا يا سيّدي فهمت..ولكن يبقى لي سؤال أخير أرجو أن تجيبني عنه و سأصمت بعدها للأبد..ضيفتك هذه هل ستبقى بيننا أم تُراها ستغادرنا..؟ فقلت له..ومن هذا المجنون الّذي يدخل إليك أيها القلب و يُشاهدُ ما أُشاهد ..ويُخيّر البقاء..؟ مشكلتكَ أنّ طيبتك صارتْ تتحوّل مع الزمن إلى غباء..ولم تعد قادرا على فهم أبناء هذا العصر..
وقبل أن أُكمل كلماتي سمعتُ طرقا خفيفا على الباب..فالتفتُّ للقلب وقلت له تبّا لك لقد أتتْ ضيفتي دون أن أرتّب فيك شيئا.. وذهبتُ مسرعا وفتحت ُالباب على مصراعيه..وكنتِ أنت واقفة هناك على أعتابه.. رأيتكِ.. رأيتك وكأنّي أراكِ لأوّل مرّة..بدوت وكأنك إمرأة منسوجة من خيوط النور والنار.. وشَعركِ بدا وكأنّه شريط من الحكايات الجميلة..منسدلا كالشلاّلات العظيمة..لا تعرف من أين يبدأ ولا إلى أين ينتهي..
ألن تدخلي..؟ قلتُها لكِ بشيء من الإرتباك..فقلتِ بلى ولكني أنتظر دعوتك..فقلتُ لك إنّ مثلك ليس عليه أن يطلب إذنا بالدخول..وشكرالأنك لبيتِ دعوتي لزيارة هذا القلب المتواضع..
ماذا..؟ تريدين معرفة تفاصيل الزيارة..أسرارها..أحداثها وأحاديثها..؟ هذا ما ستقرئينه حتما في العدد القادم..إن كتبته طبعا..
وللحديث بقية