الرياء,الفتاك

NEW mido 12

عضو
إنضم
27 جانفي 2009
المشاركات
1.542
مستوى التفاعل
3.471
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله خالق السموات و الأرض الحمد لله حمدا يليق بقدرتها و جبروته و الصلاة و السلام على
سيدنا محمد و على أله و صحبه الكرام و من إتبعهم بإحسان ليوم الدين , أما بعد.
إخواني و أخواني أعضاء المنتدى الإسلامي فإن من أخطر ما يخشى الرجل على نفسه الشرك الأصغر أو الشرك الخفي لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قال قلنا بلى . فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل
قالوا وما الشرك الخفي يارسول الله قال الرياء فانه أخفى في نفوسكم من دبيب النمل)
نسأل الله العافية.
ألا نذكر يا إخواني أخر أية من سورة الكهف فكلنا نعرفها
قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (سورة الكهف: 110)
و كم مررنا على هذه الأية من مرور و لكننا لم نفهم معناها ففيها تسمية الرياء شركاً وإن من شروط الإيمان بالله واليوم الأخر إن لا يشرك بعبادة ربه أحدا.
و إني لقسمت الرياء إلى قسمين أو فرقين من الخلق.فرياء لا يراد به إلا مراءاة المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين ,كما قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً) (سورة النساء: 142)
وفريق يكون عمله لله إلا أنه يشاركه الرياء و هذا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه الإمام مسلم ، وفي رواية ابن ماجه ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) .
نسأل العافية نسأل الله العافية نسأل الله العافية و يجنبنا خبيث الأمور إنه ولي ذلك و القادر عليه
وأترككم مع هذه القصة للشيخ العلامة الألباني رحمه الله
جاءه مرة بعض إخواننا من بنغلادش – من أهل الحديث – وقالوا للشيخ : إن عددهم حوالي أربعة ملايين وإنهم يودون بزيارة الشيخ لهم هناك ، وقد جهزوا ملعباً يتسع لأعداد كبيرة للقائه والاستماع إليه ، فرفض الشيخ الدعوة . فقال الداعي : إنها أسبوع يا شيخ !! فرفض الشيخ : فأنزل المدة إلى ثلاثة أيام !! فرفض الشيخ فأنزلها إلى يوم واحد !! فرفض الشيخ وبشدة ، فقال الداعي في النهاية : نريد محاضرة وتغادر على نفس الطائرة !! فرفض الشيخ وبشدة أيضاً فتعجب الرجل من رفض الشيخ وكذلك الذين معه ، وانصرف الرجل حزيناً ، فسأل الأخُ أبو ليلى - وهو الذي حدثني بهذه القصة – الشيخَ : لم رفضت يا شيخ ؟ فرد عليه رحمه الله : ألم تسمع ماذا قال ؟ فقال أبو ليلى : وماذا قال يا شيخ ؟ فقال : ألم تسمع قوله إنهم أربعة ملايين !! فتصور أني أحاضر بمثل هذا العدد ، فهل آمن على نفسي من الرياء ؟!! وكان درساً عظيماً من الشيخ لتلاميذه وللناس جميعاً بالبعد عن المواضع المهلكة للداعية .
و الحمد لله رب العالمين
 
أعلى