قضاء الفوائت في الصلاة اولى من الانشغال بالتنفل

يا أبن الهيثم ما تقول لقد استدليت باية فى غير موضعها هاذا فى حق الكافر الأصلى "الاسلام يجب ما قبله" لا فى حق المرتد راجع كتب التفاسير كلها المعتمدة والله لن تجد ما قلته ام تفسر القران على هواك أحذر ففى معنى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم "أشد ما أخاف على أمتى أناس يظعون القران بغير موظعه" فالمرتد أن رجع الى الأسلام لا ترجع حسناته قال الله تعالى "ومن يكفر بالأمان فقد حبط عمله"المائدة
 
إخوتي الكرام بالله لم هذا التشعب في المسألة :
جمهور العلماء على أن تارك الصلاة فاسق و ليس بكافر و بالتالي رأي المذهب الحنبلي مردود لمخالفته الإجماع .. و كذلك إن كنت تتبع مذهب السادة الحنابلة فقد بينت في مداخلة سابقة أنه لا يجب إطلاق عموم التكفير بل يجب مراعاة الشروط في ذلك و هي شروط مفقودة في زمننا هذا بالتالي فإن هذا الرأي الفقهي لا يمكن تطبيقه ..

و أما كلام الأخ حمدي عن المرتد فهو صحيح و راجع في ذلك كتب ساداتنا العلماء فالمرتد قد خرج من الدين و أبطل عمله و لا يدخل تحت إطار الإسلام يجب ما قبله لأنه كان في الأصل مسلما و أحبط عمله . بل أن هناك رأيا فقهيا في المذهب المالكي و إن كان مرجوحا بأن المرتد قد حرمت عليه زوجته لا يجامعها بعد إطلاقا و لكن كما قلت فهو رأي مرجوح ضعيف ..
 
أولا يا ابن حزم أحذراحذر احذر من القول الذى قلته فى أنك لا تراه كافر و لا مؤمن فالشخص الذى بلغته دعوة الاسلام يكون اما مؤمن او كافر و لا يجتمع فى الشخص الواحد الكفر والامان فى نفس الوقت وهذا القول قالت به المعتزلة و الاباضية لا مؤمن ولا كافر و هما تعلم خلاف اهل السنة وبالنسبةلأحمد رجع عن القول بالتكفير و سأمدك بالمصدر عن قريب وهناك من دس السم فى مذهب أحمد وأعيد و أقول لا نريد أن نبسط أدلة لا يفهمها العوام أعذرانى لان الجدل سيكثر و التعرفات سيصعب فهمها حال بسطها و هذا مما يشق على العوام و أنا منهم
أخي لم تفهم قصدي أنا لا أقصد أنه لا يعتبر كافرا ولا يعتبر مسلما ولكن أقصد أنني لا أريد إثبات أنه كافر ولا أريد إثبات أنه مسلم بل أنا لا أهتم به إن كان مسلما أو كافرا فهذا أمر لا يفيدني شيئا في ديني كل ما أريده هو أن لا نتجاهل هذا الرأي ونعتبره سقيما أو مرجوحا
مازلت أنتظر الدليل ولا أدري ماذا تقصد بالأدلة التي لا يفهمها العوام والأدلة التي أوردتها أحاديث واضحة وصريحة ويفهمها الجميع
 
يا أبن الهيثم ما تقول لقد استدليت باية فى غير موضعها هاذا فى حق الكافر الأصلى "الاسلام يجب ما قبله" لا فى حق المرتد راجع كتب التفاسير كلها المعتمدة والله لن تجد ما قلته ام تفسر القران على هواك أحذر ففى معنى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم "أشد ما أخاف على أمتى أناس يظعون القران بغير موظعه" فالمرتد أن رجع الى الأسلام لا ترجع حسناته قال الله تعالى "ومن يكفر بالأمان فقد حبط عمله"المائدة
يعني إذا ارتد ثم تاب و أسلم فالله لا يقبل توبته ولا يغفر ذنوبه؟؟وهل هناك ذنب لا يتوب الله على من تاب منه؟؟
 
إخوتي الكرام بالله لم هذا التشعب في المسألة :
جمهور العلماء على أن تارك الصلاة فاسق و ليس بكافر و بالتالي رأي المذهب الحنبلي مردود لمخالفته الإجماع .. و كذلك إن كنت تتبع مذهب السادة الحنابلة فقد بينت في مداخلة سابقة أنه لا يجب إطلاق عموم التكفير بل يجب مراعاة الشروط في ذلك و هي شروط مفقودة في زمننا هذا بالتالي فإن هذا الرأي الفقهي لا يمكن تطبيقه ..
كيف تقول أخي وليد رأي مردود لمخالفته الإجماع فهذا رأي قائم الذات ولا يمكن ان نرده فقد قال به علماء ثم هو لم يخالف الإجماع بل خالف الجمهور وهناك فرق ثم إنه و إن خالف جمهور العلماء من المذاهب الأربعة فقد وافق إجماع الصحابة الذي رواه عبد الله بن شقيق
قال عبد الله بن شقيق وهو من كبار التابعين: "لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنهم ـ يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة"
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا خلاف بين العلماء في وجوب قضاء الصلاة الفائتة بعذر شرعي من نسيان أو نوم، ونحو ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله تعالى يقول: وأقم الصلاة لذكري" رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها" متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة، فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك" رواه البخاري ومسلم والللفظ لمسلم .
فالصلاة الفائتة في الذمة على هذا الوجه يجب قضاؤها، ولا إشكال فيها، فإن كانت معروفة بعينها وعددها قضاها، وإلا فعليه أن يحتاط، فيصلي ما يغلب على الظن أنه تبرأ به ذمته.
أما الصلاة المتروكة عمداً، فجمهور العلماء على أن حكمها كحكم المنسية ونحوها فيجب قضاؤها، وهذا هو قول الأئمة الأربعة، وذهب بعض أصحاب الشافعي إلى أن الصلاة المتروكة عمداً لا يجب قضاؤها، ولا تقبل ولا تصح لأنها صليت في غير وقتها، وكان تأخيرها عنه لغير عذر شرعي فلم تقبل، وذهب كثير من أصحاب الإمام أحمد وابن حزم وجماعة من السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، إلى أن تارك الصلاة عمداً كافر كفراً مخرجاً من الملة، وإذا عاد إلى الإسلام، فهو غير مطالب بقضاء صلاة أو صوم، لأنه بمثابة داخل جديد في الإسلام.
والذي نراه في مثل حال السائل هو الأخذ بمذهب الجمهور، وهو أن عليه أن يقضي ما تركه عمداً من صلواته، ويدخل في هذا ما صلاه وهو جنب أو غير متوضئ، فإن كان لا يعلم عددها احتاط في العدد حتى تبرأ ذمته.

فتوى منقولة
 
كيف تقول أخي وليد رأي مردود لمخالفته الإجماع فهذا رأي قائم الذات ولا يمكن ان نرده فقد قال به علماء ثم هو لم يخالف الإجماع بل خالف الجمهور وهناك فرق ثم إنه و إن خالف جمهور العلماء من المذاهب الأربعة فقد وافق إجماع الصحابة الذي رواه عبد الله بن شقيق
لا أخي إبن حزم ..
الرأي بقول كفر تارك الصلاة مخالف للإجماع .. ما نقلت هو إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة و لكنهم لم يبنوا أهو تاركها عموما أم تاركها جحودا بوجوبها و هذا هو مناط الخلاف ! بل لا أصل لكلامك لأنه لو أجمع الصحابة على ما قلت لما أختلف الأيمة من بعدهم و لكان كل قول بعدهم مردودا ...
بالنسبة لما قلت ، فالقول بعدم كفر تارك الصلاة هو إجماع الأيمة و ليس جمهور العلماء . أتعلم لم ، لأننا لو قلنا أن جمهور العلماء لعنى ذلك أن هناك من المخالفين من كل مذهب أو على أقل في أكثر من مذهب من المذاهب الأربع المعتمدة . ( ملاحظة هنا قول إبن حزم ليس بحجة في الفقه و تقليد مذهبه هو تقليد باطل )
و لكن الأمر هنا أن المذاهب الثلات متفقة إجماعا على عدم كفره و هي رواية عن أحمد مع العلم أن قول الإمام أحمد مؤخر عن بقية الأيمة لأنه مُحَدّث أكثر ...
 

تفسير ابن كثير

( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ( 86 ) أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 87 ) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 88 ) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ( 89 ) )


قال ابن جرير : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ، [ ص: 71 ] ثم ندم ، فأرسل إلى قومه : أن سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي من توبة ؟ قال : فنزلت : ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ) إلى قوله : ( [ إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا ] فإن الله غفور رحيم ) .

وهكذا رواه النسائي ، وابن حبان ، والحاكم ، من طريق داود بن أبي هند ، به . وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .


وقال عبد الرزاق : أخبرنا جعفر بن سليمان ، حدثنا حميد الأعرج ، عن مجاهد قال : جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه فأنزل الله فيه : ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ) إلى قوله : ( [ إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله ] غفور رحيم ) قال : فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه . فقال الحارث : إنك والله ما علمت لصدوق ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك ، وإن الله لأصدق الثلاثة . قال : فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه .

فقوله تعالى : ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات ) أي : قامت عليهم الحجج والبراهين على صدق ما جاءهم به الرسول ، ووضح لهم الأمر ، ثم ارتدوا إلى ظلمة الشرك ، فكيف يستحق هؤلاء الهداية بعد ما تلبسوا به من العماية ، ولهذا قال : ( والله لا يهدي القوم الظالمين )

ثم قال : ( أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) أي : يلعنهم الله ويلعنهم خلقه ( خالدين فيها ) أي : في اللعنة ( لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ) أي : لا يفتر عنهم العذاب ولا يخفف عنهم ساعة واحدة .

ثم قال تعالى : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ) وهذا من لطفه وبره ورأفته ورحمته وعائدته على خلقه : أنه من تاب إليه تاب عليه .

*********************************************
التحرير والتنوير
محمد الطاهر ابن عاشور


كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين .

استئناف ابتدائي يناسب ما سبقه من التنويه بشرف الإسلام .

وكيف استفهام إنكاري والمقصود إنكار أن تحصل لهم هداية خاصة وهي إما الهداية الناشئة عن عناية الله بالعبد ولطفه به ، وإسنادها إلى الله ظاهر; وإما الهداية الناشئة عن إعمال الأدلة والاستنتاج منها ، وإسنادها إلى الله لأنه موجد الأسباب ومسبباتها . ويجوز أن يكون الاستفهام مستعملا في الاستبعاد ، فإنهم آمنوا وعلموا ما في كتب الله ، ثم كفروا بعد ذلك بأنبيائهم ، إذ عبد اليهود الأصنام غير مرة ، وعبد النصارى المسيح ، وقد شهدوا أن محمدا صادق لقيام دلائل الصدق ، ثم كابروا ، وشككوا الناس . وجاءتهم الآيات فلم يتعظوا ، فلا مطمع في هديهم بعد هذه الأحوال ، وإنما تسري الهداية لمن أنصف وتهيأ لإدراك الآيات دون القوم الذين ظلموا أنفسهم . وقيل نزلت في اليهود خاصة . وقيل نزلت في جماعة من العرب أسلموا ثم كفروا ولحقوا بقريش ثم ندموا فراسلوا قومهم من المسلمين يسألونهم هل من توبة فنزلت ، ومنهم الحارث بن سويد ، وأبو عامر الراهب ، وطعيمة بن أبيرق .

وقوله وشهدوا عطف على إيمانهم أي وشهادتهم ، لأن الاسم الشبيه بالفعل في الاشتقاق يحسن عطفه على الفعل وعطف الفعل عليه .

[ ص: 304 ] أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم .

الإشارة للتنبيه على أنهم أحرياء بما يرد بعد اسم الإشارة من الحكم عليهم . وتقدم معنى لعنة الله والملائكة إلى قوله أجمعين في سورة البقرة . وتقدم أيضا معنى إلا الذين تابوا وأصلحوا في سورة البقرة ، ومعنى فإن الله غفور رحيم الكناية عن المغفرة لهم . قيل نزلت في الحارث بن سويد الأنصاري من بني عمرو بن عوف الذي ارتد ولحق بقريش وقيل بنصارى الشام ، ثم كتب إلى قومه ليسألهم هل من توبة ، فسألوا رسول الله فنزلت هذه الآية فأسلم ورجع إلى المدينة وقوله فإن الله غفور رحيم علة لكلام محذوف تقديره : الله يغفر لهم لأنه غفور رحيم .

*********************************************
تفسير القرطبي

قوله تعالى : كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين


[ ص: 122 ] قال ابن عباس : إن رجلا من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم ; فأرسل إلى قومه : سلوا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل لي من توبة ؟ فجاء قومه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : هل له من توبة ؟ فنزلت كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم إلى قوله : غفور رحيم . فأرسل إليه فأسلم . أخرجه النسائي .

وفي رواية أن رجلا من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين ، فأنزل الله كيف يهدي الله قوما كفروا إلى قوله : إلا الذين تابوا فبعث بها قومه إليه ، فلما قرئت عليه قال : والله ما كذبني قومي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أكذبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الله ، والله عز وجل أصدق الثلاثة ; فرجع تائبا ، فقبل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركه .

وقال الحسن : نزلت في اليهود لأنهم كانوا يبشرون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ويستفتحون على الذين كفروا ; فلما بعث عاندوا وكفروا ، فأنزل الله عز وجل : أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . ثم قيل : كيف لفظة استفهام ومعناه الجحد ، أي لا يهدي الله . ونظيره قوله : كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ; أي لا يكون لهم عهد ; وقال الشاعر :


كيف نومي على الفراش ولما يشمل القوم غارة شعواء
أي لا نوم لي .

والله لا يهدي القوم الظالمين يقال : ظاهر الآية أن من كفر بعد إسلامه لا يهديه الله ومن كان ظالما ، لا يهديه الله ; وقد رأينا كثيرا من المرتدين قد أسلموا وهداهم الله ، وكثيرا من الظالمين تابوا عن الظلم . قيل له : معناه لا يهديهم الله ما داموا مقيمين على كفرهم وظلمهم ولا يقبلون على الإسلام ; فأما إذا أسلموا وتابوا فقد وفقهم الله لذلك . والله تعالى أعلم .
********************************************
تفسير الطبري

لقول في تأويل قوله ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 87 ) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 88 ) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ( 89 ) )

اختلف أهل التأويل فيمن عني بهذه الآية ، وفيمن نزلت .

فقال بعضهم : نزلت في الحارث بن سويد الأنصاري ، وكان مسلما فارتد بعد إسلامه .

ذكر من قال ذلك :

7360 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ، ثم ندم فأرسل إلى قومه : أرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هل لي من توبة ؟ قال : فنزلت : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " إلى قوله [ ص: 573 ] : " وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " فأرسل إليه قومه فأسلم .

7361 - حدثني ابن المثنى قال : حدثني عبد الأعلى قال : حدثنا داود ، عن عكرمة بنحوه ، ولم يرفعه إلى ابن عباس إلا أنه قال : فكتب إليه قومه ، فقال : ما كذبني قومي ! فرجع .

7362 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا حكيم بن جميع ، عن علي بن مسهر ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ارتد رجل من الأنصار ، فذكر نحوه .

7363 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا جعفر بن سليمان قال : أخبرنا حميد الأعرج ، عن مجاهد قال : جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه ، فأنزل الله - عز وجل - فيه القرآن : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " إلى " إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " قال : فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه ، فقال الحارث : إنك والله ما علمت لصدوق ، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصدق منك ، وإن الله - عز وجل - لأصدق الثلاثة . قال : فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه .

7364 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق " قال : أنزلت في الحارث بن سويد الأنصاري ، كفر بعد إيمانه ، فأنزل الله - عز وجل - فيه هذه الآيات ، إلى : " أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " [ ص: 574 ] ثم تاب وأسلم ، فنسخها الله عنه ، فقال : " إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم " .

7365 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله - عز وجل - : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات " قال : رجل من بني عمرو بن عوف ، كفر بعد إيمانه .

7366 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .

7367 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قال : هو رجل من بني عمرو بن عوف ، كفر بعد إيمانه قال ابن جريج ، أخبرني عبد الله بن كثير ، عن مجاهد قال : لحق بأرض الروم فتنصر ، ثم كتب إلى قومه : " أرسلوا ، هل لي من توبة ؟ " قال : فحسبت أنه آمن ، ثم رجع قال ابن جريج ، قال عكرمة ، نزلت في أبي عامر الراهب ، والحارث بن سويد بن الصامت ، ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش ، ثم كتبوا إلى أهلهم : هل لنا من توبة ؟ فنزلت : " إلا الذين تابوا من بعد ذلك " الآيات .

وقال آخرون : عنى بهذه الآية أهل الكتاب ، وفيهم نزلت .

ذكر من قال ذلك :


7368 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " فهم أهل الكتاب ، عرفوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ثم كفروا به . [ ص: 575 ]

7369 - حدثنا محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي قال : حدثنا عباد بن منصور ، عن الحسن في قوله : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " الآية كلها . قال : اليهود والنصارى .

7370 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : كان الحسن يقول في قوله : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " الآية ، هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، رأوا نعت محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم وأقروا به ، وشهدوا أنه حق ، فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فأنكروه ، وكفروا بعد إقرارهم ، حسدا للعرب ، حين بعث من غيرهم .

7371 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن الحسن في قوله : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " قال : هم أهل الكتاب ، كانوا يجدون محمدا - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم ، ويستفتحون به ، فكفروا بعد إيمانهم .

قال أبو جعفر : وأشبه القولين بظاهر التنزيل ما قال الحسن من أن هذه الآية معني بها أهل الكتاب على ما قال . غير أن الأخبار بالقول الآخر أكثر ، والقائلين به أعلم بتأويل القرآن . وجائز أن يكون الله - عز وجل - أنزل هذه الآيات بسبب القوم الذين ذكر أنهم كانوا ارتدوا عن الإسلام ، فجمع قصتهم وقصة من كان سبيله سبيلهم في ارتداده عن الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآيات . ثم عرف عباده سنته فيهم ، فيكون داخلا في ذلك كل من كان مؤمنا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعث ، ثم كفر به بعد أن بعث ، وكل من كان كافرا ثم أسلم على عهده - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتد وهو حي عن [ ص: 576 ] إسلامه . فيكون معنيا بالآية جميع هذين الصنفين وغيرهما ممن كان بمثل معناهما ، بل ذلك كذلك إن شاء الله .

فتأويل الآية إذا : " كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم " يعني : كيف يرشد الله للصواب ويوفق للإيمان قوما جحدوا نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - " بعد إيمانهم " أي : بعد تصديقهم إياه ، وإقرارهم بما جاءهم به من عند ربه " وشهدوا أن الرسول حق " يقول : وبعد أن أقروا أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خلقه حقا " وجاءهم البينات " يعني : وجاءهم الحجج من عند الله والدلائل بصحة ذلك ؟ " والله لا يهدي القوم الظالمين " يقول : والله لا يوفق للحق والصواب الجماعة الظلمة ، وهم الذين بدلوا الحق إلى الباطل ، فاختاروا الكفر على الإيمان .

وقد دللنا فيما مضى قبل على معنى " الظلم " - وأنه وضع الشيء في غير موضعه - بما أغنى عن إعادته .

" أولئك جزاؤهم " يعني : هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم ، وبعد أن شهدوا أن الرسول حق - " جزاؤهم " ثوابهم من عملهم الذي عملوه " أن عليهم لعنة الله " يعني : أن يحل بهم من الله الإقصاء والبعد ، ومن الملائكة والناس الدعاء بما يسوؤهم من العقاب " أجمعين " يعني : من جميعهم لا من [ ص: 577 ] بعض من سماه - جل ثناؤه - من الملائكة والناس ، ولكن من جميعهم . وإنما جعل ذلك - جل ثناؤه - ثواب عملهم ؛ لأن عملهم كان بالله كفرا .

وقد بينا صفة " لعنة الناس " الكافر في غير هذا الموضع ، بما أغنى عن إعادته .

" خالدين فيها " يعني : ماكثين فيها ، يعني في عقوبة الله

" لا يخفف عنهم العذاب " لا ينقصون من العذاب شيئا في حال من الأحوال ، ولا ينفسون فيه " ولا هم ينظرون " يعني : ولا هم ينظرون لمعذرة يعتذرون . وذلك كله عين الخلود في العقوبة في الآخرة .

ثم استثنى - جل ثناؤه - الذين تابوا من هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم
فقال - تعالى ذكره - : " إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا " يعني : إلا الذين تابوا [ ص: 578 ] من بعد ارتدادهم عن إيمانهم ، فراجعوا الإيمان بالله وبرسوله ، وصدقوا بما جاءهم به نبيهم - صلى الله عليه وسلم - من عند ربهم " وأصلحوا " يعني : وعملوا الصالحات من الأعمال " فإن الله غفور رحيم " يعني : فإن الله لمن فعل ذلك بعد كفره " غفور " يعني : ساتر عليه ذنبه الذي كان منه من الردة ، فتارك عقوبته عليه ، وفضيحته به يوم القيامة ، غير مؤاخذه به إذا مات على التوبة منه . " رحيم " متعطف عليه بالرحمة .
 
إخوتي الكرام توضيح فقط .. الأخ حمدي لم يقصد أن من إرتد لا تقبل توبته ! فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن كل مرتكب للكبيرة له توبة ما لم يغرغر إلا الساحر فإنه يقتل كفرا لا حدا و لا يستتاب ..
إذا علمنا هذا ، فهمنا أن المرتد إن تاب و نطق بالشهادتين و أغتسل فإنه يعود لدين الإسلام .. و لكنه أحبط عمله فما عمل من حسنات يسقط مع إرتداده و لا يعود مع إسلامه هذا هو المقصود .. طبعا هذا هو الأصل كما قرره الفقهاء و لكن الله أرحم فلعله لا يسقط له حسناته إن أراد .. و هو القادر على كل شيء ....
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

الأخ لم يبين مقصده جيدا والقارئ تختلط عليه الأمور فحتى و إن لم يقصد فكلامه أوحى بذلك! فعندما يقول "الإسلام يجب ما قبله" ويقول أنه ليس المقصود المرتد فيمكن للقارئ أن يستنتج العكس يعني المرتد توبته لا تجب ما قبلها ولا يقبل الله منه, ولست أتحدث عمن يعلم أنه التوبة يقبلها الله ما دام لم يغرغر العبد فليس كل من يقرأ يعلم وجوبا هذا الأمر نظرا لإختلاف مستواياتنا و أعمارنا.
وقد وضعت التفسير بعدما قرأت سؤال الأخ إبن حزم فحتى وإن كان سؤاله إستنكاريا فربما يكون تساؤلا بالنسبة للبعض الآخر بعد قراءة ما كتبه الأخ حمدي.

يا أبن الهيثم ما تقول لقد استدليت باية فى غير موضعها هاذا فى حق الكافر الأصلى "الاسلام يجب ما قبله" لا فى حق المرتد راجع كتب التفاسير كلها المعتمدة والله لن تجد ما قلته ام تفسر القران على هواك أحذر ففى معنى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم "أشد ما أخاف على أمتى أناس يظعون القران بغير موظعه" فالمرتد أن رجع الى الأسلام لا ترجع حسناته قال الله تعالى "ومن يكفر بالأمان فقد حبط عمله"المائدة

و أردت أن أنبه بدا
و الله أعلم من سياق كلامه -حتى وإن لم يقصد- "الاسلام يجب ما قبله" آية في القرآن في حين هو حديث لرسول صلى الله عليه وسلم ورد في صحيح مسلم وليست آية!

فقد قال:

''استدليت باية فى غير موضعها هاذا فى حق الكافر الأصلى "الاسلام يجب ما قبله" لا فى حق المرتد راجع كتب التفاسير كلها المعتمدة والله لن تجد ما قلته ام تفسر القران ..''


وحتى و إن لم يٌسْتَشهد بالحديث في موضعه وتحدث عن الكافر الأصلي, هذا الأخير ليس له حسنات لترد في كل الأحوال.
ولذلك عندما يقول الأخ "فالمرتد أن رجع الى الأسلام لا ترجع حسناته" إستعمل حرف الفاء الذي يدل على أنه إستنتج ما قاله من الكلام السابق وهذا غير منطقي!
 
أعلى