EL Mister
عضو فريق العمل بالمنتدى الإسلامي- إنضم
- 20 سبتمبر 2007
- المشاركات
- 1.489
- مستوى التفاعل
- 2.348
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". رواه الترمذي وغيره.
كثير منا يعرف هذا الحديث، وهو هدي نبوي صريح ليس فقط لاعتماد الدين والخلق كأول معيار لقبول الخاطب ولكنه أمر إلهي بين لعائلات المسلمين لقبول الشاب المسلم المقيم لدينه والمتخلق بأخلاق الإسلام إذا جاءهم خاطبا، ولا شك أن تعطيل هذا الأمر الالهي ومعصيته ورفض تزويج الشاب المسلم الملتزم بحجج كعدم القبول ـ الذي يكون عادة لقلة حظ هذا الشاب من المال والجاه ـ يعود بالوبال على المجتمع المسلم ويتسبب في مشاكل نفسية للشاب يمكن أن تؤدي به إلى العزوف عن الزواج والوقوع في المعاصي، كما تؤدي إلى تأخر سن زواج الفتيات وتفاقم نسب العنوسة مع كل ما ينجر عن ذلك من وبال من وقوع الفتيات في الفتن والمعاصي وتأخر تكوين الأسرة التي هي بمثابة العاصم للشباب والفتيات من هذه الأوبئة والمعاصي.
لكن ما رأي الشرع في العائلة والفتاة الذين يرفضون الشاب الملتزم المتخلق بحجة عدم القبول وعدم التكافئ والانتظار طمعا في أن يتقدم لها من هو أفضل منه جاها ومالا ونسبا وجمالا... في الحقيقة استوقفتني هذه الفتوى ـ وربما أقول هذه الحكاية ـ أنقلها لكم من أحد كبار المواقع الإسلامية :
عنوان الفتوى : نظرات في التسرع في رد الخطاب
تاريخ الفتوى : 12 ربيع الأول 1430 / 09-03-2009
السؤال
لي أخت على درجة عالية من التدين والجمال، كلما تقدم لها عريس(وكلهم مناسبون من جميع النواحي وفيهم من هو في مستوى أعلى منا) ترفضه ويكون سبب الرفض إنها متوكلة على الله بشدة في موضوع زواجها و أنه لم يحصل قبول، وتكون عملت استخارة ولم تسترح للعريس وتحس بضيق، وتكرر هذه مع عدد كبير جدا
بدون أن يكون بهم عيب ظاهر وترفض أن يمشي الموضوع من مجرد الرؤية المبدئية ونقول لها امشي في الموضوع وادرسيه في فترة الخطوبة، وإن لم يعجب افسخي الخطبة، فتقول أنها لما لم تحس براحة فإن الله وفرعليها خطوات من البداية، ولم تدخل في أي موضوع رسمي، وتستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. فتقول إنه لم يحصل هذا مع أي واحد وهي الآن عندها 25 عاما.
فهل هذا هو معني التوكل الصحيح، وإن كان له معنى آخر فرجاء قل لي لأرد عليها، وعلى الحديث الذي تستشهد به، وهل لابد من الراحة المبدئية؟ وهل يكون سبب هذه وساوس من الشيطان مع العلم أنها تصلي وتحفظ القرآن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا استخار العبد ربه، ووجد انشراحا في صدره، وتيسيرا في أمره، أتمه وأكمله،
وإلا أحجم عنه وتركه، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين رقم: 113682 ، 1775 .
ولا بأس بتكرار الاستخارة أكثر من مرة على الشيء الواحد إذا أحس الإنسان بتردد في نفسه، وأنه لم يوفق لأمر ما بعد.
فعلى أختك أن تتريث قبل قيامها برفض الخطاب هكذا، ولا مانع إذا أحست بشيء من التردد تجاه شخص ما أن تقابله مرة أخرى، فإن التسرع في رد الخطاب ليس بمحمود، لأن قطار الزواج يسير بسرعة، فمن تأخر عنه كثيرا ذهب وتركه وحيدا في محطة العنوسة القاسية.
أما بخصوص ما تذكره من أمر التوكل على الله فهو خير عظيم، فالتوكل من أساس الدين وشعب الإيمان، ولكنه لا ينافي الأخذ بالأسباب الدنيوية كاملة، فقد كان سيد المتوكلين – صلى الله عليه وسلم – يستفرغ الوسع في الأخذ بالأسباب.
وأما الحديث الذي تستدل به فهو يدل على جواز بل استحباب نظر الرجل للمرأة التي يريد الزواج بها، ونظر المرأة إلى الرجل الذي يريد الزواج منها، وقد علل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذلك بقول: فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. ومعناه أي تكونَ بينكما المحبَّة والاتْفَاقُ. وعلى ذلك فلو أنها قصدت بالاستدلال بهذا الحديث أنها نظرت إليه فلم يعجبها ولم تسترح إليه فأعرضت عنه لذلك فهو استدلال صحيح؛ لأن هذا هو مقصود النظر، جاء في سبل السلام: ويثبت مثل هذا الحكم للمرأة فإنها تنظر إلى خاطبها فإنه يعجبها منه ما يعجبه منها. انتهى.
أما قولك: هل لا بد من الراحة المبدئية تجاه الرجل؟ فنقول: لا تشترط الراحة المبدئية، فلرب رجل نفرت منه المرأة لأول وهلة وكرهت الزواج به، فإذا تكرر منهما اللقاء ودار بينهما الحديث بالضوابط الشرعية استراحت إليه وقبلته واغتبطت به.
والخلاصة أنه لا ينبغي لأختك أن تتسرع في رد الخطاب، بل عليها أن تتروى، وأن تكرر الاستخارة والاستشارة وألا تعول على أول انطباع، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز لكم أن تجبروها على الزواج ممن لا تريد؛ إذ لها الحق في اختيار زوجها.
والله أعلم.
أود أن يبدي الإخوة آراءهم في الموضوع وخاصة النقاط التالية:
1ـ ما مدى الإلزام في حديث "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؟"
2 ـ ما مدى حجية الاستخارة في هذا السياق؟ كلنا تعلمنا أن الاستخارة لا تجوز فيما أمر الشرع به: فلا يجوز مثلا أن أستخير الله في قرار صوم رمضان أم لا! أو إذا كان أحدهم لا يصلي لا يجوز أن يستخير الله ليقرر أن يصلي أو يبقى تاركا للصلاة! كما لا يجوز لمرتكب معصية كشرب الخمر مثلا أن يستخير الله في ترك الخمر! وكذلك بالنسبة للأمور التي دعا الله إليها وحبب فيها كالزواج والصدقة وتقديم المساعدات للناس. ألا يعتبر قبول صاحب الدين والخلق إذا أتى خاطبا أمرا إلهيا ؟ وبالتالي لا تجوز فيه الاستخارة ؟