woodi
كبار الشخصيات
- إنضم
- 27 نوفمبر 2007
- المشاركات
- 7.575
- مستوى التفاعل
- 29.305
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ...
أما بعد
فإنه تحدث في عمر الأنسان بعض الأحداث التي تترك فيه أثرا و قد أردت أن شارككم اليوم بحدث أظنه سيبقى في وجداني لزمن غير قصير ...
طبعا و الدعوة مفتوحة لكم جميعا إن كان لكم ما تضيفون و ما تروون ...
أما حديثي فهو عن العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي أسعدني الله أن قضيت في صحبته يومين أمس الجمعة و اليوم ..
و دعوني أبدأ من البداية ...
أخذتني مشاغل الحياة اليومية و ظروف العمل عن جو المسجد و الأصحاب فبت لا أجد الوقت إلا لصلاة الجمعة و أحيانا أتغيب عنها لضرورات العمل .. و لم أعد على علم باللقاءَات التي تجري و التي كنت أتحراها و أتحرى ضيوفها من العلماء ...
رن هاتفي فإذا به صديقي يسألني :" هل سأراك غدا في صلاة الجمعة" ..
ترددت في الإجابة و قلت له " إن شاء الله و لكن العمل قد يعوقني"
قال لي " ألست تعلم ؟ سيؤمنا غدا الدكتور البوطي و سيقضي بيننا 3 أيام يلقي خلالها بعض المحاضرات" .. قلت له " إذن بحول الله أت فكيف أفوت على نفسي هذه الفرصة"
و فعلا كان ذلك و لو أني أضطررت للهروب من العمل هههه.
دخلت المسجد فإذا هو ممتلئ عن بكرة أبيه و لمّا يؤذّن للصلاة بعد ..جلتُ بناظري فلم أر مكانا شاغرا و عددتهم فوجدتهم يزيدون عن الألف بنيف ... كل قد شغل نفسه إما بتسبيح أو إستغفار أو تلاوة للقرأن فحمدت الله أن مكن لنا هذا الدين و جمعنا على التوحيد ...
جلست أنتظر دخول الإمام ...و بينما أنا كذلك إذ رأيت العباد تحرّكت و الرؤوس إشرأبت و توجهت نحو باب المسجد ...
كان المشهد كمشهد أولئك الشباب المزدحمين حول سيارة النجم و لكن النجم هذه المرة لم يكن فتاة قد نسيت نصف ملابسها و لا شابا قد سقطت عنه رجولته كسقوط السروال عن نصف مؤخرته .. بل كان شيخا جليلا وقورا ذا هيبة . إنه الشيخ الدكتور رمضان البوطي ..
إرتقى الدكتور درجات المنبر و بدأ الخطبة و كان يتحدث فيها عن ذكر الله ... كانت الخطبة عصماء دون أوراق و لا مذكرات و لكن الكلمات كان تنساب كأنه يقرأها من كتاب .. و رغم شيخوخته و كبره فإن حماسة الشباب مازالت في صوته و كلماته و طريقة إلقائه ..
و راح يجول بنا بين معاني القرأن و يذكرنا بذكر الله و نحن جالسون القرفصاء لا يتحرك فينا أحد و لا يسأم ..
نستزيد من كلامه و لا نسأم ...
كيف نسأم و هو يحدثنا أن ذكر الله يجب أن يجعلنا مطمئنين أن ما أصابنا لم يكن ليخطأنا و أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ...
ذكرنا بسنة سيدنا رسول الله و بكلام ربنا ثم أنهى خطبته الثانية بدعاء أدمع أعيننا و أيقظ قلوبنا و حرّك عقولنا .. ثم إنقضت الصلاة .. و جلس يفتي للناس في أمر دينهم لا يسأم من أسألتهم و لا يتأفف من تكرارهم ...
و اليوم كان لنا معه موعد لدرس حول الأمة و ياله من درس عظيم ... فسر لنا فيه معنى حديث تفترق أمتي على ثلات و سبعين فرقة فكان نعم التفسير ..
أبان لنا أن كل الأمة المسلمة بسنيها و شيعيها و معتزلها كلها أمة مرحومة و أن من دخل في الإسلام بلا إلاه إلا الله لا يخرج منه إلا بانكارها ...
كم تمنيت أن يسمع المليار مسلم درس اليوم و قد خاض بنا فيه في بعض أمور العقيدة فأبدع و تحدث فيه عن بعض أمور الفقه فأقنع ...و كان يختم كل مقطع بالتذكير أننا أمه واحدة : أن السلفية هم إخوان الأشاعرة و المالكية هم قدوة الشافعية و الشيعة هم مكملون لأهل السنة ...
و لما حان موعد صلاة المغرب قدمناه ليؤمنا ... و حمدت الله أني كنت في الصف الأول ... كبّر و كبّرنا و قال "الحمد لله رب العالمين ..."
و لما إنقضت الصلاة دنوت منه وجلا و قلت له : "أعزك الله يا شيخنا ، ألست شافعي المذهب"
قال "بلى صدقت يا ولدي" ..
قلت " إذا ، ألست تقول كما قال الإمام الشافعي بأن البسملة واجبة ؟ "
قال " بلى "
قلت " أفقلتها سرا أم أني سهوت فلم أسمعها ؟"
فضحك و قال " أرأيت للإمام الشافعي لما ذهب للعراق ألم يصل على مذهب الإمام أبي حنيفة على ما بينه و بين مذهبه من إختلاف ؟"
قلت " بلى "
قال " أولستم في الغالب مغاربة مالكية"
قلت " أجل "
قال " أعزك الله ، أفأكون شافعيا في عبادتي و أخالف إمامي في قولي ؟، إنما أردت أن أكون مالكيا بين المالكية و أنا كما أنا شافعي المذهب "
... نظرت له و قد زاد إعجابي و قلت له بارك الله فيك من عالم جليل ألمعي ....
هذا هو محمد سعيد رمضان البوطي ... و هكذا إنقضى اليومان ... أردت أن أشارككم بهما ... تبيانا لمكانة هذا العلم الهمام. نفعنا الله بعلمه و زاده فيه و بارك الله في صحته ...أمين أمين أمين ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد
فإنه تحدث في عمر الأنسان بعض الأحداث التي تترك فيه أثرا و قد أردت أن شارككم اليوم بحدث أظنه سيبقى في وجداني لزمن غير قصير ...
طبعا و الدعوة مفتوحة لكم جميعا إن كان لكم ما تضيفون و ما تروون ...
أما حديثي فهو عن العلامة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي أسعدني الله أن قضيت في صحبته يومين أمس الجمعة و اليوم ..
و دعوني أبدأ من البداية ...
أخذتني مشاغل الحياة اليومية و ظروف العمل عن جو المسجد و الأصحاب فبت لا أجد الوقت إلا لصلاة الجمعة و أحيانا أتغيب عنها لضرورات العمل .. و لم أعد على علم باللقاءَات التي تجري و التي كنت أتحراها و أتحرى ضيوفها من العلماء ...
رن هاتفي فإذا به صديقي يسألني :" هل سأراك غدا في صلاة الجمعة" ..
ترددت في الإجابة و قلت له " إن شاء الله و لكن العمل قد يعوقني"
قال لي " ألست تعلم ؟ سيؤمنا غدا الدكتور البوطي و سيقضي بيننا 3 أيام يلقي خلالها بعض المحاضرات" .. قلت له " إذن بحول الله أت فكيف أفوت على نفسي هذه الفرصة"
و فعلا كان ذلك و لو أني أضطررت للهروب من العمل هههه.
دخلت المسجد فإذا هو ممتلئ عن بكرة أبيه و لمّا يؤذّن للصلاة بعد ..جلتُ بناظري فلم أر مكانا شاغرا و عددتهم فوجدتهم يزيدون عن الألف بنيف ... كل قد شغل نفسه إما بتسبيح أو إستغفار أو تلاوة للقرأن فحمدت الله أن مكن لنا هذا الدين و جمعنا على التوحيد ...
جلست أنتظر دخول الإمام ...و بينما أنا كذلك إذ رأيت العباد تحرّكت و الرؤوس إشرأبت و توجهت نحو باب المسجد ...
كان المشهد كمشهد أولئك الشباب المزدحمين حول سيارة النجم و لكن النجم هذه المرة لم يكن فتاة قد نسيت نصف ملابسها و لا شابا قد سقطت عنه رجولته كسقوط السروال عن نصف مؤخرته .. بل كان شيخا جليلا وقورا ذا هيبة . إنه الشيخ الدكتور رمضان البوطي ..
إرتقى الدكتور درجات المنبر و بدأ الخطبة و كان يتحدث فيها عن ذكر الله ... كانت الخطبة عصماء دون أوراق و لا مذكرات و لكن الكلمات كان تنساب كأنه يقرأها من كتاب .. و رغم شيخوخته و كبره فإن حماسة الشباب مازالت في صوته و كلماته و طريقة إلقائه ..
و راح يجول بنا بين معاني القرأن و يذكرنا بذكر الله و نحن جالسون القرفصاء لا يتحرك فينا أحد و لا يسأم ..
نستزيد من كلامه و لا نسأم ...
كيف نسأم و هو يحدثنا أن ذكر الله يجب أن يجعلنا مطمئنين أن ما أصابنا لم يكن ليخطأنا و أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ...
ذكرنا بسنة سيدنا رسول الله و بكلام ربنا ثم أنهى خطبته الثانية بدعاء أدمع أعيننا و أيقظ قلوبنا و حرّك عقولنا .. ثم إنقضت الصلاة .. و جلس يفتي للناس في أمر دينهم لا يسأم من أسألتهم و لا يتأفف من تكرارهم ...
و اليوم كان لنا معه موعد لدرس حول الأمة و ياله من درس عظيم ... فسر لنا فيه معنى حديث تفترق أمتي على ثلات و سبعين فرقة فكان نعم التفسير ..
أبان لنا أن كل الأمة المسلمة بسنيها و شيعيها و معتزلها كلها أمة مرحومة و أن من دخل في الإسلام بلا إلاه إلا الله لا يخرج منه إلا بانكارها ...
كم تمنيت أن يسمع المليار مسلم درس اليوم و قد خاض بنا فيه في بعض أمور العقيدة فأبدع و تحدث فيه عن بعض أمور الفقه فأقنع ...و كان يختم كل مقطع بالتذكير أننا أمه واحدة : أن السلفية هم إخوان الأشاعرة و المالكية هم قدوة الشافعية و الشيعة هم مكملون لأهل السنة ...
و لما حان موعد صلاة المغرب قدمناه ليؤمنا ... و حمدت الله أني كنت في الصف الأول ... كبّر و كبّرنا و قال "الحمد لله رب العالمين ..."
و لما إنقضت الصلاة دنوت منه وجلا و قلت له : "أعزك الله يا شيخنا ، ألست شافعي المذهب"
قال "بلى صدقت يا ولدي" ..
قلت " إذا ، ألست تقول كما قال الإمام الشافعي بأن البسملة واجبة ؟ "
قال " بلى "
قلت " أفقلتها سرا أم أني سهوت فلم أسمعها ؟"
فضحك و قال " أرأيت للإمام الشافعي لما ذهب للعراق ألم يصل على مذهب الإمام أبي حنيفة على ما بينه و بين مذهبه من إختلاف ؟"
قلت " بلى "
قال " أولستم في الغالب مغاربة مالكية"
قلت " أجل "
قال " أعزك الله ، أفأكون شافعيا في عبادتي و أخالف إمامي في قولي ؟، إنما أردت أن أكون مالكيا بين المالكية و أنا كما أنا شافعي المذهب "
... نظرت له و قد زاد إعجابي و قلت له بارك الله فيك من عالم جليل ألمعي ....
هذا هو محمد سعيد رمضان البوطي ... و هكذا إنقضى اليومان ... أردت أن أشارككم بهما ... تبيانا لمكانة هذا العلم الهمام. نفعنا الله بعلمه و زاده فيه و بارك الله في صحته ...أمين أمين أمين ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته