تاريخ السيارات

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
معلومات جيدة يعطيك العافية
واصل
 
تاريخ السيارات

السيارات الأولى: في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، تقدَّم تطوُّر المحركات البخارية في أوروبا تقدماً سريعاً. وكان المخترعون يحلمون "بعربة بلا حصان"؛ أي مركبة يمكنها السير بقدرتها الذاتية. وقد بدا لهم أن البخار هو مصدر القدرة المنشود.
السيارة البخارية: قام نيكولاس جوزيف كوجنو وهو مهندس عسكري فرنسي، بإنشاء أول مركبتين ذاتيتي الحركة في عامي 1769 و 1770م. وقد صممت إحداهما لنقل الركاب، في حين صممت الأخرى جرارًا بخاريًا ثلاثي العجلات لجر المدافع. وفي عامي 1801 و1803م، قدم البريطاني ريتشارد تريفيثيك عرضاً لمركبات بخارية رباعية العجلات مخصصة لنقل الركاب. ولكنه كان يعوزه المال ليواصل عمله.
وقد أخفقت عدة محاولات في بريطانيا لتشجيع استخدام السيارات البخارية وتطويرها بسبب المنافسة التي تعرضت لها من شركات السكك الحديدية والمركبات ذات الأحصنة. وكانت السيارات البخارية البدائية تلحق أضرارًا بالطرق وتنفجر أحيانًا. كما كانت تصدر جلبة هائلة، وتلوث الهواء بالدخان وتُرعب الخيول. وفي عام 1865م، أوقف "قانون العلم الأحمر" أي تطور إضافي للسيارات في بريطانيا نحو ثلاثين عاماً. فوفقًا لهذا القانون، لم يكن في إمكان سيارة بخارية أن تسير بسرعة أكثر من 6كم في الساعة في الريف، ومن 3كم في الساعة في المدينة. كما كان يجب أن يمشي أمام المركبة رجل إشارة، يحذر من اقترابها بالتلويح بعلم أحمر في النهار وبفانوس أحمر في الليل.
وفي عام 1805م، عرض المخترع أوليفر إيفانز في الولايات المتحدة جرافة بخارية محمولة على قارب. وقد بنى إيفانز الجرافة لتعميق شاطىء فيلادلفيا وتنظيفه. ركب إيفانز القارب على عجلات، وقاد الآلة الضخمة، التي تزن نحو 18 طنًا متريًا عبر الشوارع إلى المرفأ ومن ثم إلى الماء. وفي ستينيات القرن التاسع عشر، طور مخترع أمريكي آخر، هو سيلفستر روبر، مركبة بخارية أصغر كثيرًا. وكانت تشبه إلى حد كبير السيارة في الوقت الحاضر. ولقيت مركبة روبر اهتمامًا شعبيًا وافرًا، حتى أنها عرضت في سيرك.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، قام عدة مهندسين آخرين بتجارب على السيارات البخارية منهم الأمريكيون ج.ن. كارهارت وريتشارد دادجون ورانسم إيلي أولدز. وازداد عدد الشركات التي كانت تصنع سيارات بخارية بسرعة. وأسس الأمريكيان التوأمان فرانسيس وفريلان ستانلي واحدة من أكثر الشركات نجاحًا. وقاما ببناء السيارة البخارية الشهيرة ستانلي.
وقد كانت للسيارات البخارية عيوب رئيسية، منها أنها تحتاج إلى فترة طويلة لتسخين المرجل. وعندما تمكن المخترعون من حل هذه المشكلة، ظلت عيوب أخرى، إذ تبين أنه يجب أن تكون المحركات البخارية صغيرة لتناسب السيارات من الناحية العملية، وأن تكون المحركات عالية الضغط لإنتاج القدرة المطلوبة. ولكن تصنيع مثل هذه المحركات وصيانتها يكلفان كثيرًا. ونتيجة لهذه العيوب، تلاشت السيارة البخارية تدريجيًا. وفي عام 1924م، أفلست شركة الأخوين ستانلي وكانت إحدى الشركات الأخيرةالصانعة للسيارات البخارية.
السيارة الكهربائية: كانت السيارة الكهربائية في البداية أكثر نجاحًا من السيارات البخارية. وكانت تزود بالقدرة بوساطة البطاريات. ولاقت السيارات الكهربائية رواجًا شعبيًا سريعاً لأنها كانت هادئة، وسهلة التشغيل وخالية من الأدخنة الكريهة الرائحة، وفي عام 1900م، بلغت مبيعاتها 38% من جميع مبيعات السيارات. ولكن البطاريات كانت تحد من سرعتها أو من المسافة التي يمكن أن تقطعها. فكان عدد قليل من السيارات الكهربائية يمكنه أن يسير بسرعة أكبر من 32كم في الساعة، وكان يجب إعادة شحنها على الأقل كل 80كم. وبحلول عام 1905م، كانت مبيعاتها نحو 7% فقط من جميع السيارات المباعة في الولايات المتحدة.
السيارة ذات محرك البترول. نشأت السيارة التي نعرفها في الوقت الحاضر عن تطوير محرك الاحتراق الداخلي. وكانت محركات الاحتراق الداخلي الأولى تعمل بالغازات. ففي عام 1820م، صمم المخترع البريطاني وليم سيسيل محركًا يدار بانفجار خليط من الهيدروجين والهواء. وفي عام 1838م، صنع مخترع بريطاني آخر هو وليم بارنيت محركًا يضغط خليط الوقود.
وفي عام 1860م، سجّل جان جوزيف إتيان لانوار، وهو بلجيكي مقيم في فرنسا، براءة اختراع أول محرك احتراق داخلي ناجح تجاريًا. واستخدم لإدارته غاز فرن الكوك، وكان كثير الضجيج وغير فعال. إلا أن لونوار باع عدة مئات من المحركات التي اسْتُخدِمت لتشغيل مكابس الطباعة والمخارط ومضخات المياه. وقد ركَّب لانوار أيضًا محركًا في سيارة بدائية.
وفي عام 1885م، طور الألمانيان جوتليب ديملر وكارل بنز، كل على حدة، أول محركات بترول رباعية الشوط ناجحة. فاستخدم ديملر محركه لإدارة دراجة نارية بعجلتين. وركب بنز محركه في مركبة بثلاث عجلات. وبعد فترة قصيرة، صنع إدوارد بتلر، في بريطانيا، دراجة بثلاث عجلات تدار بمحرك بترول.
تم تطوير التصميم العام للسيارات الحالية في فرنسا. فقد صنع إميل لوفاسّور ورينيه بانار، الشريكان في شركة مركبات، سيارتهما الأولى في عام 1890م. وكانت تدار بمحرك ديملر. وفي العام التالي، أنتج لوفاسّور أول سيارة بترول مزودة بمحرك ديملر مركب في مقدمتها. وقد اسْتخدمت هذه السيارة والطرز البدائية الأخرى السلاسل (الجنازير) لنقل قدرة المحرك إلى العجلات الخلفية. وكانت هذه السلاسل مشابهة لتلك المستخدمة في الدراجات. وفي عام 1898م، استخدم لويس رينو عمود الإدارة بدلاً من السلسلة.
صنع الأخوان تشارلز وفرانك دورياي أول سيارة بنزين أمريكية ناجحة. أُنْجزت سيارة دورياي في عام 1893م، إلا أنها تعطلت في اختبارها الأول. وفي يناير 1894م، اجتازت السيارة أول اختبار سير بنجاح. وفي عام 1895م، أسس الأخوان دورياي أول شركة أمريكية لصناعة سيارات تعمل بالبترول. وفي العام ذاته، صنع جون نايت والأخوان لانشستر أول سيارات بريطانية. وبعد خمس سنوات، تم إنتاج أول سيارة طراز لانشستر.
وفي عام 1895م، صنعت شركة ميشلان، وهي شركة فرنسية لصناعة المطاط، أول إطارات مملوءة بالهواء المضغوط لاستخدامها في السيارات. وقد طورت ميشلان هذه الإطارات الهوائية بامتياز من شركة إنجليزية لصناعة إطارات الدراجات. ويعتقد أناس كثيرون أن السيارة صارت وسيلة نقل عملية بسبب اختراع محرك الاحتراق الداخلي أولاً، وتطوير الإطار الهوائي ثانيًا.
وعندما ألغي قانون العلم الأحمر في بريطانيا عام 1896م، وتمت زيادة السرعة المسموح بها في المدن من 3 إلى 23 كم في الساعة، احتفل المتحمسون بإقامة سباق الإعتاق من لندن إلى برايتون ـ وهي مدينة على الساحل الجنوبي. وما زال يُحْتَفل بهذا الحدث في نوفمبر من كل عام بإقامة هذا السباق، حيث يسعى فيه سائقو سيارات من طرز قديمة (صنعت قبل عام 1905م) إلى قطع مسافة السباق التي تساوي 85كم، في أقل من ثماني ساعات.
تأثير صناعة السيارات: كان لصناعة السيارات، منذ البداية، تأثير ضخم على اقتصاد الدول الغربية. وعندما ازداد إنتاج السيارات، ازداد الطلب باطّراد على الفولاذ والمطاط والزجاج وآلات التشغيل والسلع الأخرى. وفي الوقت ذاته، شرعت صناعة السيارات في تطوير أقسامها الذاتية الداعمة للمبيعات والخدمات والإصلاح.
صناعة السيارات في الولايات المتحدة. نمت صناعة السيارات في الولايات المتحدة بسرعة. وقد أثر عاملان تأثيرًا كبيرًا في هذا النمو السريع. الأول الانخفاض الحاد في سعر البنزين عقب اكتشاف حقول نفط ضخمة شرقي تكساس عام 1901م. فقد أدى البنزين الوافر والرخيص الثمن إلى تشغيل السيارات بكلفة منخفضة نسبيًا.
وكان العامل الثاني تطبيق تقنيات الإنتاج الكبير على صناعة السيارات. فقبل عام 1900م، استخدم منتجو السيارات حرفيين مهرة لتجميع كل سيارة على حدة. ولكن المنتجين الأمريكيين كانوا يستخدمون تقنيات الإنتاج الكبير منذ أواسط القرن التاسع عشر في صناعة منتجات كالأسلحة النارية وتجهيزات المزارع. لذا،كان من المحتم أن يطبقوا هذه العملية على صناعة السيارات. وما أن تَرَسَّخ استخدام الإنتاج الكبير حتى انخفضت أسعار السيارات الأمريكية إلى المستوى الذي مكّن أناساً كثيرين من شرائها. وفي أوائل القرن العشرين، كان بإمكان المشتري في الولايات المتحدة أن يختار من بين تشكيلة من السيارات التي يبلغ سعرها أقل من1,000 دولار أمريكي. وكان هذا يتباين بشكل حاد مع الطرز الأوروبية الأنيقة في ذلك الحين، التي كان معظمها مازال ينتج يدويًا وتباع بأكثر من 2,000 دولار.
ويَخُصُّ مؤرخون كثيرون طراز أولدزموبيل لعام 1901م بميزة أنه أول سيارة أنتجت على أساس الإنتاج بالجملة. وقد بنيت هذه السيارة، أكثر من أي سيارة قبلها، من أجزاء صنعها وكلاء خارجيون وشُحِنَت بعدئذ إلى مصنع التجميع. وتقدم الإنتاج الكبير خطوة مهمة في عام 1904م، عندما تولّى هنري م. ليلاند إدارة شركة كاديلاك للسيارات في الولايات المتحدة، وبدأ ببناء السيارات باستخدام أجزاء قابلة للتبادل. وقد أمكن استخدام الأجزاء القابلة للتبادل لتجميع أي سيارة من الطراز نفسه أو إصلاحها، إذ كانت معظم الأجزاء حينذاك تصنع لتلائم طرازًا معينًا واحدًا فقط.
ولكن الصناعي الأمريكي هنري فورد حسَّن الإنتاج الكبير للسيارات على نحو أكمل من أي إنسان آخر. ففي عام 1913م، أنشأ فورد خط إنتاج مستمر للسيارات في مصنعه، حيث كان يسحب هيكل السيارة بسلسلة عبر المصنع. ويقوم العمال على كل جانب بتجميع السيارة عن طريق إضافة الأجزاء التي كانت تُجْلَب إليهم بسيور ناقلة. وقد نتج عن هذه العملية انخفاض ضخم في زمن الإنتاج وتكاليفه.
رواد دترويت. أثناء تطور صناعة السيارات الأمريكية، سرعان ما أصبحت مدينة دترويت وضواحيها تعرف بعاصمة العالم للسيارات لأسباب عدة. ففي ذلك الحين، كانت دترويت تحتوي على كثير من المسابك وورش الآلات، وكانت مركزًا لصناعة أفران حديد الزهر وصناعة المحركات البحرية. كما كانت مدينة فلينت القريبة منها مركزًا رئيسيًا لإنتاج العربات والحافلات التي تجرها الخيول. وتقع دترويت أيضًا على نهر دترويت بحيث توفر منفذًا إلى موانئ البحيرات الكبرى. ولكن الميزة الرئيسية التي كانت تمتاز بها دترويت عن مراكز الإنتاج الأخرى هي وجود عدد كبير من رواد صناعة السيارات الناجحين.
رانسم إيلي أولدز. بدأ قبل سن العشرين، بالقيام بأعمال أولية مبكرة في تصنيع المحركات البخارية والكهربائية. وفي العشرينات من عمره، صنع سيارته الأولى وكانت سيارة بثلاث عجلات تعمل بالبخار. وشارك في تأسيس شركة أولدزموبيل للسيارت في دترويت عام 1899م. وفي عام 1901م، بدأت هذه الشركة بالإنتاج بالجملة للأولدزموبيل ذات المقدمة المنحنية، وهي سيارة بترول منخفضة التكلفة. وقد صنعت الأرضيات على شكل منحنٍ في المقدمة لتكون لوحًا واقيًا أنيقًا.
 
هنري فورد. عمل في شبابه ميكانيكيًا ومهندسًا في دترويت. وفي عام 1896م، صنع فورد سيارته الناجحة الأولى التي كانت تعمل بالبترول. و في عام 1903م، أسس شركة فورد للسيارات التي كانت شركته الثالثة، فقد أخفقت شركته الأولى، كما أنه بكل بساطة ترك شركته الثانية. وأنتج فورد سيارته الشهيرة طراز T في عام 1908م. وكان سعرها 825 دولارًا أمريكيًا. وتمكن عن طريق الإنتاج الكبير الذي يتميز بتكاليف الإنتاج المنخفضة، من تخفيض سعرها مرة بعد مرة. وكان مفتاح نجاح فورد هوخط التجميع المستمر الذي أدى إلى زيادة الإنتاج إلى ثلاثة أضعافه عما قبل ليصل إلى أكثر من 240,000 سيارة طراز T سنويًا. فانخفض سعر السيارة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، إذ بلغ 290 دولارًا في عام 1924م. وقد فاقت مبيعات هذا الطراز جميع السيارات الأخرى لمدة 20 سنة تقريبًا.
وليم كرابو ديورانت أمريكي آخر أصبح مليونيرًا عن طريق تصنيع العربات. وسيطر عام 1904م على شركة بويك للسيارات التي أسسها ديفيد دنبار بو يك. وجعل ديورانت شركة بويك منتجًا رئيسيًا للسيارات عام 1908م. وفي نفس ذلك العام، أنشأ شركة جنرال موتورز بهدف إنتاج سيارات متنوعة الأحجام والأسعار. وفي غضون العامين التاليين، استولت الشركة التي سميت اختصارًا (g.m)، على شركات أخرى كثيرة لصناعة السيارات، ومنها كاديلاك وأولدزموبيل بالإضافة إلى عدة شركات مغذية. وفي عام 1910م، حلّ تشارلز ناش محل ديورانت في رئاسة شركة بويك. وأخيرًا أصبح والتر بيرسي كرايسلر، الذي عمل في شركة بويك، نائبًا لرئيس جنرال موتورز وأسس فيما بعد شركة كرايسلر، وهي شركة أمريكية رئيسية أخرى لصناعة السيارات. وفي عام 1911م، كّون ديورانت ولويس شيفروليه شركة شيفروليه للسيارات التي أحرزت سياراتها المنخفضة السعر نجاحًا مباشرًا. واستعاد ديورانت السيطرة على جنرال موتورز عام 1916م. أما ناش، الذي أصبح رئيسًا لشركة جنرال موتورز عام 1912م، فقد استقال وكون شركة ناش للسيارات.
الأخوان جون وهوراس دودج كانا ينتجان في الأصل الدراجات. وفي عام 1901م، افتتحا ورشة آلات ميكانيكية في دترويت، وسرعان ما قاما بتصنيع القطع لكل من أولدز وفورد. وجمع الأخوان دودج ثروة من عملهما وخصوصًا من مشترياتهما لأسهم فورد. وفي عام 1914م، بدأ إنتاج سياراتهما التي كانت من بين السيارات الأمريكية الأولى التي صنع جسمها كله من الصلب.وقد أحب المشترون سيارة الدودج الجديدة وسعرها إذ كان أعلى قليلاً من الطراز T.
التقدم التقني: حصل تقدم سريع في العلوم التقنية بعد نشوء صناعة السيارات، الأمر الذي ساعد على إنتاج سيارات أكثر أمانًا وأكثر راحة وأسهل تشغيلاً. ويعد مفتاح التشغيل الذاتي الكهربائي، الذي اخترعه تشارلز كترنج عام 1911م حلقة رئيسية في تطور صناعة السيارات. وقد ركَّبت شركة جنرال موتورز الأنواع الأولى منه في سيارات الكاديلاك لعام 1912م. وقد وضع مفتاح التشغيل الذاتي حدًا لتدوير المحرك يدويًا، إذ كان التدوير اليدوي صعبًا ومزعجًا وخطرًا أحيانًا.
الحرب العالمية الأولى (1914-1918م). أظهرت الحرب أهمية السيارات والمركبات الآلية الأخرى للأغراض العسكرية، وأثبتت أيضًا أهمية طرائق الإنتاج الكمي في صناعة السيارات.
في سبتمبر من عام 1914م، تقدمت الجيوش الألمانية نحو باريس، فاسْتُخدمت سيارات الأجرة في المدينة لنقل الجنود الفرنسيين نقلاً سريعاً إلى جبهة القتال. وقد ساعد "جيش سيارات الأجرة" على إيقاف تقدم الجيوش الألمانية في معركة المارن الأولى. فكانت هذه المعركة نقطة التحول الأولى في الحرب لأنها قضت على فرصة ألمانيا في إحراز نصر سريع. واستخدم الحلفاء الفوج الأول من الدبابات عام 1916م. وتم في هذا العام أيضًا إنقاذ فردان الفرنسية من استيلاء الجيش الألماني عليها بمساعدة جنود وإمدادات جديدة تم نقلها إلى جبهة القتال بالشاحنات.
وأنتجت شركات صناعة السيارات كميات ضخمة من المعدات العسكرية للحلفاء. فصنعوا آلاف الشاحنات والدبابات والكثير من السفن والإمدادات العسكرية الأخرى. وأسهمت شركات السيارات أيضًا في صناعة محركات الطائرات الحربية وتطويرها. وقد ساعد الدور المهم الذي قامت به صناعة السيارات في الحرب على ترسيخ السيارة بوصفها وسيلة نقل مألوفة.
 
تواريخ مهمة في عالم السيارات

1770م
شغل الفرنسي نيكولاس جوزيف كوجنو بنجاح مركبة بخارية بثلاث عجلات.

1860م
طور الفرنسي جان جوزيف إيتن لونوار محرك احتراق يغذى بغاز الفحم الحجري.

1865م
نجح الألمانيان جوتليب ديملر وكارل بنز في تطوير محركات بترول من النوع المستخدم في الوقت الحاضر.

1887م
صنع الإنجليزي ماغنوس فولك أول سيارة كهربائية.

93-1894م
صنع الأخوان تشارلز وفرانك دورياي أول سيارة أمريكية ناجحة تدار بمحرك بترول.

1896م
أنتج كل من هنري فورد وتشارلز برادي كنج و رانسم إيلي أولدز وألكسندر ونتون سياراتهم التي تدار بالبترول.

1896م
أنشئت شركة ديملر في إنجلترا لصنع سيارات ببراءة امتياز ذات منشأ فرنسي ألماني.

1897م
بدأت نقابة السيارات بلا خيول صنع أول سيارة أسترالية تدار بمحرك بترول، و هي سيارة "بيونير".

1904م
صنع توراو يامابا أول سيارة يابانية معروفة كانت تدار بالبخار.

1906م
أنتجت شركة رولز رويس في إنجلترا طرازها "سيلفر جوست".

1913م
صنعت شركة كالدويل ـ فيل الأسترالية أول سيارة تدار بالعجلات الأربع لاستخدامها في المناطق الوعرة.

1926م
أنتج الاتحاد السوفييتي السابق أول سيارة ركاب سميت "نامي-1"

1938م
بدأ إنتاج سيارة فولكسواجن طراز "الخنفساء" وأصبحت السيارة ذات أطول فترة إنتاج على الإطلاق، إذ استمر ذلك حتى أواخر الثمانينيات.

1959م
بدأ إنتاج السيارة البريطانية الأكثر نجاحًا، وهي طراز "ميني" ذات الإدارة بالعجلات الأمامية. وقد بيع منها أكثر من خمسة ملايين سيارة.
وفي الثمانينيات
احتل اليابانيون المركز الأول في صناعة السيارات في العالم. إذ أنتجوا أكثر من تسعة ملايين سيارة في عام 1989م، وهذا يعادل ثلث الإنتاج العالمي تقريبًا.
1998م
اندمجت شركة كرايسلر الأمريكية وديملر-بنز الألمانية لتكون ديملر-كرايسلر العملاقة.
 
عصر السيارات

إنتاج السيارات. ازداد إنتاج السيارات على نحو كبير خلال عشرينيات القرن العشرين. ففي أثناء معظم فترات هذا القرن كانت أحوال العمل جيدة والوظائف وافرة. ونتيجة لذلك، كان عدد القادرين على شراء السيارات أكبر من أي وقت مضى. وازداد عدد السائقين لأن التحسينات الهندسية جعلت السيارات أسهل تشغيلاً وقيادة. وأسهمت أيضًا الطرق المحسَّنة في تطور استخدام السيارة بوصفها وسيلة نقل.
وعلى الرغم من ازدياد إنتاج السيارات في العشرينيات، إلا أنه انخفض عدد الشركات المُنْتَجة. كما أن الشركات الكبيرة خفضت أرباحها بهدف زيادة مبيعاتها. ولكن هذه الشركات لم تعد قادرة على مواصلة العمل، فيما عدا الشركات التي يمكنها إنتاج سيارات كثيرة وبيعها بسرعة.
حاول ألفريد سلون، الذي أصبح رئيسًا لجنرال موتورز عام 1923م، أن يحفِّز المبيعات عن طريق تغيير الطرز سنويًا. وتوصف هذه الوسيلة عادة بأنها الوقف المخطط أي تصنيع منتجات مصممة لتصبح عتيقة الطراز بأسرع ما يمكن توقعه. وما زال معظم منتجي السيارات في العالم يمارسون هذه الوسيلة.
استَحْوذَت ثلاث شركات ضخمة (جنرال موتورز وفورد وكرايسلر) تدريجيًا على إنتاج معظم السيارات في الولايات المتحدة. وفي الفترة نفسها، أنشأت هذه الشركات أيضًا مصانع في كلّ من بريطانيا وأستراليا وفي غيرهما من الدول. ثم عمدت الشركات الصغيرة، مثل رولز رويس في بريطانيا وباكارد في الولايات المتحدة، إلى إنتاج سيارة فاخرة ذات أشكال أنيقة و مزايا رائعة، فأصبحت هذه السيارات تعرف بالسيارات الكلاسيكية.
وفي عام 1929م، بدأ كساد اقتصادي واسع الانتشار فتأثرت به مبيعات السيارات على نحو خطير لسنوات عدة. ومع ذلك، استمر الناس في شراء السيارات الجديدة، فازدادت المبيعات ثانية في أواخر الثلاثينيات.
الأوقات الصعبة في الثلاثينيات. عانت صناعة السيارات بشدة خلال فترة الكساد الاقتصادي العظيم الذي بدأ في أكتوبر عام 1929م. فانخفض إنتاج جميع المركبات في الولايات المتحدة بنسبة 36% عام 1930، وبنسبة 29% عام 1931م. وانخفض الإنتاج عام 1932 بنسبة إضافية 44% ليصل إلى نحو 1,300,000 مركبة. وكان هذا أقل حجم إنتاج للسيارات منذ نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م. وبعدئذ عاد الإنتاج إلى الزيادة ليصل إلى نحو 4,800,000 سيارة بحلول عام 1941م.
وبسبب إغلاق المصانع وانخفاض الإنتاج، صار العمال يعانون التعطل عن العمل دوريًا خلال فترة الكساد. فأصيبت شركتا فورد وكرايسلر بخسائر، إلا أن شركة جنرال موتورز حققت أرباحًا طوال الثلاثينيات. وفي نهاية ذلك العقد، سيطرت هذه الشركات الثلاث على أكثر من 85% من سوق السيارات، إذ أفلست شركات عدة، وتحولت بعض الشركات الأخرى إلى إنتاج الشاحنات فتدبرت أمر بقائها.
الحرب العالمية الثانية وسنوات ما بعد الحرب. توقف إنتاج السيارات في أوروبا عام 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وكان سائقو السيارات غير قادرين على شراء البنزين بِحُرِّية بسبب الترشيد، وتحولت مصانع السيارات البريطانية والألمانيّة إلى إنتاج المركبات العسكرية والعتاد الحربي. وكذلك الأمر في الولايات المتحدة حيث صارت صناعة السيارات تنتج المعدات الحربية التي لم تعد تقتصر على الشاحنات العسكرية وناقلات الأفراد بل شملت أيضًا إنتاج الدبابات والطائرات ومحركات الطائرات والسفن ومعدات المدفعية والذخائر.
 
حدثت تغيرات كبيرة في صناعة السيارات في الفترة بين بداية الحرب العالمية الأولى ونهاية الحرب العالمية الثانية؛ إذ أصبح عدد الشركات المنتجة أقل بكثير، ولكنه أقدر على إنتاج كميات من السيارات أكبر بكثير. وتحوّلت المنافسة من النطاق البسيط للإنتاج بالجملة إلى برامج تسويق واسعة تتضمن الاستطلاع السوقي وتطوير المنتجات والتوزيع والإعلان والدعاية.
وأدى تقاعد معظم عمالقة الصناعة أو وفاتهم إلى التوجه نحو إدارة الشركات بهيئات مشتركة. واستأنفت صناعة السيارات إنتاجها المدني بعد الحرب. وكان من جَرّاء عودة المحاربين القدامى، والنمو الضخم للأرياف، والطلب على السيارات الذي لم يكن بالإمكان تلبيته خلال فترة الحرب، أن اتسعت السوق بصورة ضخمة أمام شركات السيارات.
التغيرات في التصميم. أدت هذه التغيرات إلى تحسين الكثير من السيارات في الفترة الممتدة من العشرينيات إلى الخمسينيات. وكان التقدم سريعًا في العشرينيات. ففي عام 1919م، كان 90% من جميع السيارات من الطرز المكشوفة، على حين أن 90% منها كان من الطرز المغلقة عام 1929م.
وخلال العشرينيات والثلاثينيات، أصبحت محركات السيارات أكثر هدوءًا وأكثر قدرة. وتضمنت التحسينات الأخرى خلال هذه الفترة الكبح بالعجلات الأربع، والطلاء السريع الجَفَاف، والمصابيح الأمامية محكمة الإضاءة، والزجاج المضاد للكسر والدفايات و أجهزة الراديو جاهزة التركيب وتعليق العجلات بشكل منفصل، والإطارات ذات الكيس المطاطي المنخفضة الضغط.
وخلال الخمسينيات، أصبح الأداء والشكل مفتاحي المبيعات الجيدة. وأدخلت تغييرات كثيرة في السيارات العائلية الشعبية. فصارت تُصْنَع بحيث تكون أطول وأقل ضجيجًا وأوسع وأكبر قدرة مما كانت عليه في الولايات المتحدة والدول التي يسود فيها إنتاج الشركات الأمريكية، مثل أستراليا. وفي أوروبا، تم اتباع اتجاهات مماثلة في بعض السيارات العائلية المرتفعة الثمن. إلا أن السيارات الأوروبية الأرخص ثمنًا صارت أقصر وأضيق.
وخلال أواخر الأربعينيات وطوال الخمسينيات، انتشر على نطاق واسع استخدام حواجب الريح المنحنية والنوافذ الخلفية العريضة. وتوافرت مجموعات نقل الحركة التلقائية في السيارات المنخفضة السعر. واستُخدمت قدرة المحرك لتشغيل المكابح ومجموعات التوجيه، كما أدى استخدام المطاط الرغوي إلى صنع مقاعد أكثر راحة. وطُوِّرت أقمشة جديدة فتقوّت مواد التنجيد، وتم تلوين الزجاج لتخفيف حدة الوهج.
السيارة في الوقت الحاضر. تجوب نحو 370 مليون سيارة ركاب شوارع العالم وطرقاته. والواقع أن معظم هذه السيارات في الولايات المتحدة واليابان وكندا ودول أوروبا الغربية، حيث يعد أناس كثيرون في هذه المناطق السيارة شيئًا ضروريًا. أما في معظم دول إفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية، فإن الأغلبية العظمى من الناس مازالت تَعُدّ السيارة ترفًا.
 
وتنتج صناعة السيارات على مستوى العالم نحو 42 مليون سيارة وحافلة وشاحنة سنويًا. والواقع أن الاستخدام الواسع للسيارة أدى إلى نشوء عدد من المشكلات الخطرة. فالوقود الذي يزود محركات جميع السيارات تقريبًا بالطاقة ينتج من النفط أو الزيت الخام. ولكن معظم الدول لا تمتلك مخزونًا نفطيًا كبيرًا إلى حد يكفي احتياجاتها من الطاقة. كما أن السيارات تبعث أيضًا غازات خطرة تلوث الجو. وبالإضافة إلى ذلك، تتسبب حوادث المرور في حدوث الآلاف من الوفيات والإصابات سنويًا.
نقص النفط. واجه العالم نقصًا خطيرًا في النفط في منتصف السبعينيات من القرن العشرين، إذ إن دولاً كثيرة تعتمد على استيراد النفط. فمثلاً، تستورد الولايات المتحدة أكثر من خمسي كميات النفط التي تستخدمها، وأغلبها من الدول العربية. ففي عام 1973م، توقفت الدول العربية المنتجة للنفط عن إمداد الولايات المتحدة بالنفط لمدة خمسة أشهر، وذلك احتجاجًا على دعمها لإسرائيل خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973م. وأدى النقص الذي نشأ عن ذلك الموقف إلى ارتفاع أسعار البترول وإلى وقوف صفوف طويلة من السيارات في محطات الوقود. وعندما استأنفت الدول العربية بيع النفط إلى الولايات المتحدة، زادت أسعارها على نحو كبير، وأدرك الأمريكيون أن اعتمادهم على الدول الأخرى في التزود بالنفط جعل نقصانه مشكلة طويلة الأمد.
أجرت الشركات الصانعة للسيارات بحوثًا لإيجاد محرك ذي كفاية أكبر من محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبترول المستخدم في معظم السيارات. فقاموا بتجارب على محركات الديزل والمحركات الكهربائية والعنفات(التوربينات) الغازية والمحركات ذات الشحنة الطباقية ومحركات ستيرلنج وفانكل.
محرك الديزل يدار بزيت الوقود الذي يحتاج إلى تكرير أقل من البترول. وقد أنتجت بعض الشركات الأوروبية سيارات مجهزة بمحرك ديزل طوال سنوات عديدة. وأدخلت صناعة السيارات الأمريكية محركات ديزل في بعض الطرز المنتجة عام 1978م. ويؤدي استخدام محركات الديزل إلى توفير ممتاز في الوقود، إلا أن هذه المحركات لها ضجيج نسبّي يتسارع ببطء. كما أنها تنتج الدخان والرائحة وملوثات متنوعة. انظر:محرك الديزل .
المحرك الكهربائي تغذيه البطاريات بالطاقة. يمكن للسيارة الكهربائية، المجهزة ببطاريات الحمض والرصاص العادية أن تقطع مسافة قصوى قدرها 97كم تقريباً قبل أن تحتاج إلى إعادة شحن البطاريات. ويعمل المنتجون على ابتكار بطاريات محسنة تمكن من قطع مسافات أكبر بين فترتي التشغيل و إعادة الشحن. انظر: السيارة الكهربائية.
محرك التوربين الغازي (العنفة) يمكن تزويده بأي سائل قابل للاحتراق، ولكنه لا يوفر معدل استهلاك جيد للوقود. وذلك بالإضافة إلى أنّ إنتاج محرك التوربين الغازي مرتفع التكاليف، ويَبْعَثُ كميات كبيرة من الملوثات المسماة بأكاسيد النتروجين. انظر: التوربين .
محرك ستيرلنج يمكن أن يدار بأنواع وقود مثل الكيروسين أو الكحول بدلاً من البترول. وهو أكثر كفاية وأقل إنتاجًا لملوثات الجو من معظم الأنواع الأخرى من المحركات. إلا أن إنتاج محرك ستيرلنج معقد ومرتفع التكاليف. انظر: محرك ستيرلنج.
المحرك ذو الشحنة الطباقية يداربخليط وقود ذي نسبة عالية من الهواء إلى الوقود. وينتج إضافة مثل هذا الخليط احتراقًا جيدًا للوقود، وبالتالي انخفاضًا في إصدار الملوثات. ولكن المحركات ذات الشحنة الطباقية مرتفعة التكاليف وما زالت تحتاج إلى تجهيزات تحكم بالتلوث.
محرك فانكل أو المحرك الدوار هو محرك أصغر من المحرك الترددي الذي يماثله في القدرة. ولكن محركات فانكل لا يمكنها تحقيق معدل استهلاك جيد للوقود دون إصدار كميات مفرطة من الملوثات المسماة بالهيدروكربونات.
تلوث الهواء. تعد المركبات الآلية، وفي المقام الأول السيارة، واحدة من المصادر الرئيسية لتلوث الجو في العالم. تطلق السيارات سنويًا في الجو كميات ضخمة من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات وأكاسيد النتروجين الناتجة من احتراق الوقود. وتضيف شركات النفط، في أغلب الأحيان، مادة كيميائية تسمى رابع إيثيل الرصاص إلى البترول. والواقع أن مثل هذه المحركات التي تستخدم البترول المرصص تلوث الجو بمركبات الرصاص السامة. وقد قامت شركات النفط منذ الثمانينيات بإنتاج بترول غير مرصص لتفادي هذه المشكلة.
وكانت الولايات المتحدة الدولة الأولى التي أقرت قوانين معدة سلفًا لخفض التلوث الناتج عن السيارات. وتقوم وكالة حماية البيئة بمراقبة تنفيذ مواصفات الانبعاث التي تحد من كمية التلوث المسموح للسيارات الجديدة بضخها. فابتداءً من طرز عام 1968م، شرع منتجو السيارات في تحسين نظم التحكم في كمية الملوثات الصادرة من السيارات الجديدة. وفَرَضَتْ تعديلات قانون الهواء النظيف لعام 1970م خفضاً حاداً في كميات الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون الصادرة من السيارات المنتجة منذ عام 1975م.
وتحقيقاً لتعزيز التقيد بالمعايير الجديدة، بدأ منتجو السيارات بتركيب تجهيزات مسماة بالمحوِّلات الحفَّازة في جهاز العادم في السيارات الجديدة. وتخفِّض المحولات الحفازة كميات أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات الصادرة بتحويلها إلى ثاني أكسيد الكربون والماء. انظر: المحول الحفاز.
وتتضمن الطرائق الأخرى للتحكم بالتلوث المفاعلات الحرارية التي تمزج الغاز العادم الساخن بهواء جديد في حجيرة مركّبة بجانب أنبوب العادم. وتحرق هذه العملية معظم غازات العادم وتخفِّض أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات.
وقد تم خفض ضخ الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 95% في الفترة من 1967 إلى 1984م. كما انخفضت أكاسيد النيتروجين الصادرة من عوادم السيارات بنسبة 90% في الفترة ذاتها.
ومع ذلك، يعتقد كثير من خبراء النقل أنه يجب على بعض المدن أن تتخذ إجراءات للحد من تلوث الهواء إضافة إلى تحديد كميات الضخ. وتتضمن مثل هذه الإجراءات حظر مرور السيارات في بعض المناطق وتحسين وسائط النقل العام لكي يتم استخدام عدد أقل من السيارات. انظر: تلوث الهواء.
حوادث المرور. ينفق منتجو السيارات والحكومات مبالغ ضخمة سنويًا في البحث عن وسائل لخفض مخاطر القيادة. وتضع الإدارة الوطنية لأمن المرور على الطرقات معايير أمان للسيارات الجديدة في الولايات المتحدة. ولكي يحقق منتجو السيارات هذه المعايير الفيدرالية، يجب عليهم تجهيز السيارات بوسائل أمان مثل أحزمة الأمان، والنوافذ المضادة للكسر. وتتضمن التجهيزات الأخرى مدخنة قابلة للطي، ومصادمات ذات قدرة محسنة على امتصاص تأثيرات التصادم.
أما في الدول الأخرى، فتركب في السيارات تجهيزات أمان أقل، ولكن تسود فيها أنظمة أمان صارمة. فمثلاً، تم في بريطانيا، منذ عام 1983م، إلزام السائقين وركاب المقعد الأمامي ربط حزام الأمان.
ونتيجة لذلك، انخفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث السيارات. قام منتجو السيارات بتجارب على أجهزة الأمان الكامنة التي لا تحتاج إلى تشغيل من قبل الركاب لتوفير الوقاية. وتتألف هذه الأنظمة من أحزمة الأمان التي تربط تلقائياً، أو الأكياس الهوائية، أو كليهما معًا. وتنتفخ الأكياس الهوائية تلقائيًا عند حدوث تصادم وتوفر وسادة بين الركاب ولوحة القيادة.
التغيرات في اتجاهات المستهلك. كان كثير من مشتري السيارات في الولايات المتحدة، قبل السبعينيات، يفضلون السيارات الكبيرة والمترفة. أما في الدول الأخرى، فقد كانت السيارات أصغر بوجه عام، ولكن كانت هناك أفضلية للسيارات الأكبر. وبدأت مبيعات السيارات الصغيرة في الازدياد في أواسط الستينيات لأن عائلات كثيرة صارت تشتريها كسيارات إضافية.
وقد سَبَّبَ الحظر على تصدير النفط إبان الحرب العربية الإسرائيلية، في أواسط السبعينيات من القرن العشرين، نقصًا خطيرًا في البترول في الدول المستهلكة له. ونتيجة ازدياد سعر البترول، تحولت عائلات كثيرة إلى شراء السيارات الصغيرة والخفيفة الوزن التي توفر في استهلاك الوقود أكثر من السيارات الكبيرة.
وأسهم تحول اتجاه المستهلك من السيارات الكبيرة إلى الصغيرة منها في الصعوبات المالية التي واجهها منتجو السيارات عمومًا في الثمانينيات. وأصبح منتجو السيارات اليابانيون قادرين جدًا على المنافسة خلال تلك الفترة. وارتفعت السيارات اليابانية إلى موقع السيطرة على الأسواق العالمية.
ارتفع ثمن السيارات الجديدة بحدة في أوائل الثمانينيات، الأمر الذي أدى إلى احتفاظ الناس بسياراتهم القديمة مدة أطول قبل الإقدام على شراء سيارة جديدة. إلا أن عدد السيارات الموضوعة رهن الاستعمال في الدول الصناعية استمر في النمو بمعدل أسرع من معدل الزيادة في عدد السكان.
سيارات الغد. ستكون سيارات الغد، على الأرجح، ذات وقود متزايد الكفاءة وتلويث أقل. كما ستظل محركات الاحتراق الداخلي، على الأرجح، تزود معظم السيارات بالطاقة. ولكن القلق بشأن التلوث قد يؤدي إلى زيادة في استخدام المركبات الكهربائية على الرغم من مجالها وسرعتها المحدودتين. وسيكون استخدامها، على الأرجح، في شاحنات التوزيع والمركبات التجارية الأخرى في المدن الكبرى.
وستقوم نظم التحكم المبرمجة بالحاسوب بمهام متزايدة باطراد في سيارات الغد. فستتكيف أجهزة التعليق المبرمجة تبعًا لتغيرات سطح الطريق بمجرد تشغيل مفتاح بسيط. كما ستكون الحواسيب جزءاً من بعض أجهزة التوجيه بالعجلات الأربع التي يمكن فيها توجيه العجلات الخلفية بالإضافة إلى العجلات الأمامية، الأمر الذي سيؤدي إلى قيادة السيارة على نحو أسهل أكثر مما في حالة التوجيه بالعجلات الأمامية فقط. وستقوم الحواسيب بدور متزايد أيضًا في ابتكار سيارات الغد، بدءًا من التصميم إلى الأعمال الهندسية وانتهاء بالتجميع. كما ستكون عمليات شراء السيارات وصيانتها مبرمجة بالحاسوب أكثر فأكثر.
وقد تصور الناس منذ عهد بعيد طرقات موجَّهَة إلكترونيًا. وسوف يُحَوِّل السائق نظام توجيه المركبة إلى نظام تكون فيه الأجهزة الإلكترونية والتحكم في الطريق متصليْن بعضهما ببعض. وسيسمح هذا النظام بحركة مرور أشد كثافة،كما أنه سيخفف من الازدحام. ومع ذلك، فإن النظام الأولي المحتمل تطبيقه سوف يقوم فقط بنقل المعلومات إلى السائق عن أحوال الطريق وأنماط حركة المرور السائدة أمامه.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى