عصر السيارات
إنتاج السيارات. ازداد إنتاج السيارات على نحو كبير خلال عشرينيات القرن العشرين. ففي أثناء معظم فترات هذا القرن كانت أحوال العمل جيدة والوظائف وافرة. ونتيجة لذلك، كان عدد القادرين على شراء السيارات أكبر من أي وقت مضى. وازداد عدد السائقين لأن التحسينات الهندسية جعلت السيارات أسهل تشغيلاً وقيادة. وأسهمت أيضًا الطرق المحسَّنة في تطور استخدام السيارة بوصفها وسيلة نقل.
وعلى الرغم من ازدياد إنتاج السيارات في العشرينيات، إلا أنه انخفض عدد الشركات المُنْتَجة. كما أن الشركات الكبيرة خفضت أرباحها بهدف زيادة مبيعاتها. ولكن هذه الشركات لم تعد قادرة على مواصلة العمل، فيما عدا الشركات التي يمكنها إنتاج سيارات كثيرة وبيعها بسرعة.
حاول ألفريد سلون، الذي أصبح رئيسًا لجنرال موتورز عام 1923م، أن يحفِّز المبيعات عن طريق تغيير الطرز سنويًا. وتوصف هذه الوسيلة عادة بأنها الوقف المخطط أي تصنيع منتجات مصممة لتصبح عتيقة الطراز بأسرع ما يمكن توقعه. وما زال معظم منتجي السيارات في العالم يمارسون هذه الوسيلة.
استَحْوذَت ثلاث شركات ضخمة (جنرال موتورز وفورد وكرايسلر) تدريجيًا على إنتاج معظم السيارات في الولايات المتحدة. وفي الفترة نفسها، أنشأت هذه الشركات أيضًا مصانع في كلّ من بريطانيا وأستراليا وفي غيرهما من الدول. ثم عمدت الشركات الصغيرة، مثل رولز رويس في بريطانيا وباكارد في الولايات المتحدة، إلى إنتاج سيارة فاخرة ذات أشكال أنيقة و مزايا رائعة، فأصبحت هذه السيارات تعرف بالسيارات الكلاسيكية.
وفي عام 1929م، بدأ كساد اقتصادي واسع الانتشار فتأثرت به مبيعات السيارات على نحو خطير لسنوات عدة. ومع ذلك، استمر الناس في شراء السيارات الجديدة، فازدادت المبيعات ثانية في أواخر الثلاثينيات.
الأوقات الصعبة في الثلاثينيات. عانت صناعة السيارات بشدة خلال فترة الكساد الاقتصادي العظيم الذي بدأ في أكتوبر عام 1929م. فانخفض إنتاج جميع المركبات في الولايات المتحدة بنسبة 36% عام 1930، وبنسبة 29% عام 1931م. وانخفض الإنتاج عام 1932 بنسبة إضافية 44% ليصل إلى نحو 1,300,000 مركبة. وكان هذا أقل حجم إنتاج للسيارات منذ نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م. وبعدئذ عاد الإنتاج إلى الزيادة ليصل إلى نحو 4,800,000 سيارة بحلول عام 1941م.
وبسبب إغلاق المصانع وانخفاض الإنتاج، صار العمال يعانون التعطل عن العمل دوريًا خلال فترة الكساد. فأصيبت شركتا فورد وكرايسلر بخسائر، إلا أن شركة جنرال موتورز حققت أرباحًا طوال الثلاثينيات. وفي نهاية ذلك العقد، سيطرت هذه الشركات الثلاث على أكثر من 85% من سوق السيارات، إذ أفلست شركات عدة، وتحولت بعض الشركات الأخرى إلى إنتاج الشاحنات فتدبرت أمر بقائها.
الحرب العالمية الثانية وسنوات ما بعد الحرب. توقف إنتاج السيارات في أوروبا عام 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). وكان سائقو السيارات غير قادرين على شراء البنزين بِحُرِّية بسبب الترشيد، وتحولت مصانع السيارات البريطانية والألمانيّة إلى إنتاج المركبات العسكرية والعتاد الحربي. وكذلك الأمر في الولايات المتحدة حيث صارت صناعة السيارات تنتج المعدات الحربية التي لم تعد تقتصر على الشاحنات العسكرية وناقلات الأفراد بل شملت أيضًا إنتاج الدبابات والطائرات ومحركات الطائرات والسفن ومعدات المدفعية والذخائر.