- إنضم
- 15 جويلية 2008
- المشاركات
- 223
- مستوى التفاعل
- 3.373
حتى لا يتحوّل بعض دكاترة الجامعة ... إلى دكتاتوريّين
بقلم الياس القرقوري
سأعترف بأني أجّلتُ كتابة أفكار هذا المقال أكثر من مرّة ... ليس إحتراما لمهنة التعليم المقدّسة بالنسبة لي فحسب .. ولكن في محاولة يائسة منّي لإقناع نفسي بأنّ ما يحدث إنّما هي تصرّفات فردية منعزلة لاغير .. ومن الظلم الحديث عنها كممارسات إرتقت وللأسف الشديد إلى مستوى الظاهرة .. ولكنّ الوقائع أبت كلّ مرّة إلاّ أن تكذّبني وتضعني أمام حقيقة مرّة ومسكوت عنها كثيرا .. ألا وهي إستبداد بعض أساتذة الجامعة ومسؤوليها وعبثهم بمصير الطلبة حسب أهوائهم ودون وجه حق .. مستغلّين سلطتهم ودورهم الحساس في حياة الطالب الجامعية .. والويل كلّ الويل لمن يحتج أو يمتعض أو يناقش تصرّفات السيّد الدكتور العظيم في قرار أو رأي أو موقف ... فالعقوبات المباشرة معروفة وجاهزة .. والعقوبات المخفية والضرب تحت الحزام أشدّ قسوة
2
لا أبالغ إن قلت بأنّ مئات الحكايات التي تصلني عن تصرفات البعض من الدكاترة الّذين يدرّسون أو يشرفون على كليّاتنا .. تصرفات لا تخلو من الظلم والتكبّر والتسلّط والإهانة المتكرّرة للطلبة .. مع تذكيرهم دائما بأنّهم ـ أي الطلبة ـ عليهم أن يحمدوا الله صباح مساء لأنّ حظهم الوافر جعلهم يدرسون عند دكتور كبير فذّ لا يُشقّ له غبار .. ولأنه دكتور بهذا المستوى فله أن يفعل ما يشاء وأن يقول ما يشاء وأن يتحكّم بمصير هذا الشعب الجاهل مثلما يشاء .. "وكول واسكت" أمّا إذا أمرتك نفسك الأمّارة بالسوء أن تفتح فمك .. فثق بأنك ستفتح على نفسك بإذنه تعالى أبواب جهنم .. وسينتهي الأمر بك حتما الى الإنقطاع عن الجامعة إمّا طوعا أو كرها .. فهذا السيد الدكتور قد يكون في احدى لجان المُحَكّمين في نهاية العام او في نهاية الشوط الجامعي .. ولأنه ليس من ضوابط محدّدة تحدّد الحكم لهذا العمل أو عليه سوى رأي هذه اللّجنة الموقّرة .. فبإمكان الطالب أن يجد نفسه في عِداد المفقودين دراسيّا .. ويذهب هو وجهد سنوات مضنية من الدراسة ما وراء شمس التجميد .. والسّبب إحتجاج عابر أو تصرّف غير لائق ربّما أتاه أمام حضرة هذا الدكتور الّذي لم يعرف له الزمان شبيها .. فيكون العقاب قاسيا وظالما ومُحبطا .. ودون أن يجرأ أحد على أن يُغيّر شيئا أو يدفع عن نفسه هذا الظلم أو يأتي بما يثبتُ براءته من تهمة الفشل .. ويُثبت أنّ الموقف برمّته لا يعدو كونه أحقاد وتأديب خال من أبسط قواعد الاحترام للمهنة ولصاحبها
3
إنّ ما يحدث اليوم في حرم جامعاتنا من تجاوزات خطيرة يأتيها البعض ممن صوّر لهم خيالهم المريض أنهم بلغوا في العلم مرتبة تسمح لهم بالتحكم في مصائر الطلبة دون وجه حق .. عليه أن يتوقّف .. وعلى وزارة التعليم العالي أن تُدرك بأنّ جامعاتنا لم تعد تؤمّ دكاترة كما تعتقد ولكن كثيرا من الدكتاتوريّين الّذين وللأسف الشديد حطّموا الكثير من القناديل المضيئة في أروقة جامعاتنا .. وأنّه يجب أن تتم مراجعة الصلاحيات المُطلَقة الّتي يملكها الدكتور بالجامعة سواء أكان أستاذا أو مسؤولا .. لأنّ ما يحدث مفزع حقّا .. وإنْ صَمَتَ أغلب الطلبة ممّا يحدث لهم خوفا ممّا هو أسوأ .. فإنه من واجب الوزارة حمايتهم من مثل هذه التجاوزات اللاّمقبولة .. مثلما تقوم بدورها في تعليمهم وتكوينهم وإعدادهم للحياة العمليّة
4
فقط كلمة أهمس بها في أذن من غرّته الحياة بنفسها .. وإعتقد بأنه بلغ من العلم ما لم يبلغه أحد غيره .. أهمس له .. بأنه مهما قطع من أشواط في منابر الألقاب فهو لم يبلغ من العلم إلاّ قليلا .. وعليه أن يعلم بأنه لولا مقاعد الدراسة الّتي جلس عليها بالأمس ويحتقر من يجلس عليها اليوم .. لما بلغ ما بلغه من منصب ولما أصبح دكتورا يأمر وينهي ويظلم ويتجبّر كيفما إتفق ودون وجه حق ..
5
أقول قولي هذا وأنهي مقالي بإحترامي الشديد لكلّ من كان قدر الأمانة من الدكاترة الشرفاء .. الّذين لم يزدهم علمهم إلاّ تواضعا .. ولم يزدهم حبهم وتفانيهم في تأدية الرسالة إلاّ قربا من قلوب طُلاّبهم .. ويعملون جاهدين ليكون الطالب خير من سيحمل المشعل عنهم .. وليس كأنه عدوّ من ألدّ أعداءهم .. أو كأنّه حشرة في ملكوت علمهم .. عليهم سحقه .. ومحقه .. والقضاء عليه دون رادع أو رقيب ..
إنها نواقيس الخطر ها أنّي قد ضربتها صارخا .. راجيا أن لا تكون صرخة في وادي الطرشان .. كما هي عادتي غالبا
إنها نواقيس الخطر ها أنّي قد ضربتها صارخا .. راجيا أن لا تكون صرخة في وادي الطرشان .. كما هي عادتي غالبا