- إنضم
- 18 جويلية 2008
- المشاركات
- 1.269
- مستوى التفاعل
- 5.153
في قريتنا مخبزة واحدة حالتها سيئة و فرنها قديم و ملوث و تعج الحجرات و السوس و الفأران بمستودعاتها و يملكها خباز عجوز متسلط يخيل له أن لمخبزته فضلا كبير على أهل القرية، له عدد كبير من الكلاب يحرسون مخبزته مقابل رغيف خبز عفن، يصطف أهالي القرية على باب المخبزة بانتظار حصتهم من الخبز كما يتجندعدد كبير من البسطاء و ضعاف النفوس كلما وصلت شاحنة الطحين فيحملونها على أكتافهم النحيفة طمعا في رغيف خبز بايت ، الخبز حالته سيئة و طعمه مر و رغم ذلك يُحتكر من قبل تجار السوق السوداء .اقترح نخبة من أهالي القرية إنشاء مخبزة ثانية حتى يقع التنافس و ترتفع جودة الخبز إلا أن صاحب المخبزة أبى ذلك و نسف المشروع و اتهم أصحاب الاقتراح بالتخطيط لإثارة الفوضى بالقرية و أن قريتنا صغيرة و تكفيها مخبزة واحدة كما هو الحال في القرى المجاورة ثم سلط عقوبة على أصحاب هذه الفكرة و قطع رغيف الخبز عنهم ، و مرت الأيام و المخبزة على حالها و جودة الخبز تزداد سوءا و تحتكر من قبل تجار السوق السوداء ، فتقدم عدد من الصالحين بشكوى لصاحب المخبزة راجين منه أن يغير الفرن إلى عصري أو على الأقل أن يحث عماله على النظافة و يراقبهم و أن يضع حدا لتجار السوق السوداء لكن الشكوى لم تجتاز أسوار المخبزة ، و تواصلت الأيام و أجيال تنسخ أجيال فالكل خائف و الكل مرعوب و في إحدى الأيام جاءت التلفزة لتصور برنامج عن حالة الخبز بالبلدة فكانت الفرصة لفضح ما يحدث من تجاوزات في المخبزة و أن يعبر الأهالي عن سخطهم من جودة الخبز الرديئة لكنك كنت ترى عدد من الأهالى المنضبطون يهتفون باسم صاحب المخبزة و يثنون على خبزه و تتالت تدخلات بعض المثقفون فيقولون بأن هذا الخبز هو الأفضل على مستوى الجهة و أنه أرخص خبز في المنطقة و الأنظف مقارنة بالقرى المجاورة فالكل يشكر صاحب المخبزة و من لم يحترف النفاق اختار الانزواء و الاختفاء و السكون إلا شاب واحد دفعهته الغيرة و تقدم نحو المصدح إلا أن الجموع ردته و ضربته و وصفته بالتمرد و الانحراف و أنه معارض للتيار و ما أصعب هذه التهم في قريتنا فالمجرم قاتل الأرواح أفضل 1000 مرة من معارض للتيار.
و في الختام خاف الشاب على خبزته و اختار الانزواء و الابتعاد و البحث عن قرية أخرى بها خبز أفضل
فما هو الحل حسب رأيكم ؟؟؟
هل نحمد الله على هذه الخبزة و نصمت ؟؟؟؟
أم ندعو الله أن يهدي صاحب المخبزة و أن يغير الفرن إلى عصري على الأقل و أن يراقب الخبازة
أم ننتظر لعله يبيع المخبزة إلى آخر و نخشى أن يكون أكثر تجبرا و يزيد الخبز سوءا و يقطعه على كل من يتذمر و ينتقد