قصة جميلة ومعبرة...

Apocalypse

عضو نشيط
إنضم
14 أكتوبر 2009
المشاركات
199
مستوى التفاعل
399
:besmellah2:


السلام عليكم ورحمة الله...

حينما تحررت من نفسي


freeddom.jpg


قال مُحدثي: حين وصلنا لتلك الأدغال الأفريقية، واتخذنا مقرا مناسبا لبرنامجنا “الدعوي”، لا أدري حقيقةً كُنه ذلك الشعور الذي بدأ يتقافز في صدري! كيف أصفه لك؟ ليتني أستطيع ذلك. شعورٌ بالنشوة، والفرح، والاعتداد بالنفس، ربما، وكذلك بالفخر والزهو.. كيف لا؟! وأنا الوحيد من بين أصدقائي من حظيت بمرافقة تلك اللجنة “الخيرية” المرسلة لهذه البلاد. فما أن وطئت قدماي تلك الأدغال حتى بدأت دائرة تلك الأحاسيس تتسع وتتسع وتتسع.

كنت أردد في نفسي: متى أعود لأقص على أصدقائي العجائبَ التي أبصرت، وكيف كان البرنامج، وكيف كان حالنا مع الوجبات الشحيحة، وكيف كان أولئك القوم ينظرون إليَّ بإكبار، ويبتدروني للسلام عليّ بعد دروسي.. متى.. متى؟.
بالتأكيد سأبصر اللهفة المطلة من عيون أصدقائي، وسألاحظ نظرات الحسد ربما في عيون آخرين. هل أنا مخطئ؟ ربما نعم! ربما لا! فمنذ صغري وأنا أحب أن أكون محور الاهتمام في كل مكان أذهب إليه، أحب أن أكون تحت الأضواء، ومحط الأنظار.. وأنا أستحق ذلك، فلدي من المهارات والقدرات ما ليس لدى أقراني..!!.
حقًّا كنتُ أتلهف للعودة.. حتى قابلت تلك الفتاة التي صعقتني أفعالها قبل أن تصعقني كلماتها..!
كنت مع أحد رفقائي من “الدعاة” نجلس في استرخاء بملابسنا البيضاء النظيفة، نحتسي الشاي تحت شجرة “الكاجو” العجوز، فأبصرتُ منظرًا أغاظني جدًّا، وجعل الدماء تفورُ في عروقي كأنني بركان يوشكُ على الانفجار.. أذهلني منظرها، فتاة شقراء ذات ملامح أوربية ترتدي ثيابًا أفريقية ممزقة، حافية القدمين، تأكل “الويكة” بكل تلذذ، وإن كنت لا تعرف الويكة فهي الطحين المطهو مع البامية، وتمسح على رؤوس الأطفال وتقبلهم، وتنظف أنوفهم!!
كانت شابة في عمر الزهور، تركَتْ المدنية والتطور والحضارة، وأتت إلى هذه المدينة التي تقبعُ تحت خط الفقر.. دفعني غيظي إلى أن أتقدم إليها وأسألها: ما الذي أتى بك إلى هنا؟.
أحدَّت النظر فيَّ، وأجابتني بعد أن رسمتْ علامةَ الصليب على صدرها وتطلعتْ إلى السماء: “أنا هنا لأنقل رسالة يسوع إلى هؤلاء” وأشارت إلى الصبية الصغار.
صفعة مؤلمة كانت إجابتها، فقط جاءت لأداء تلك الرسالة والهدف.. لا لشيء آخر، هدفها واضح كالشمس.
إجابة جعلتني أراجع نفسي مائة مرة: لماذا أنا هنا؟ لماذا؟.
لله أم لنفسي؟
لنقل رسالة الإسلام أم لنقل أخباري؟
لأدعو إلى الله أم لأستجم وأبصر عجائب الطبيعة؟
لإنقاذ هؤلاء الناس أم للاختيال عليهم؟
لماذا أنا هنا؟؟؟؟
نعم بكيت، ومع تساقط دموعي التي تسقي المعاني الجديدة الوليدة في روحي.. بدأت بمراجعة حساباتي، واتخاذ قرارات جديدة ربما تغير مسار عمري وحياتي.
بعد أيام طويلة من المعاناة شعرت أن معاني جديدة تنغرسُ في نفسي، بل وتضيقُ الخِناق على دوائر اهتماماتي السابقة لتخنقها وتقضي عليها..!
معانٍ تعلمتها من ذلك الموقف، معان كلها نور على نور: تجريد القصد لله، الإخلاص، المحاسبة.. معان جديدة جعلتني أقرر التمرد على نفسي وقَودَها لطريق آخر.. نحو الحرية الحقيقية، والتي تكمن في التحرر من الاهتمام بإعجاب الآخرين بي أو ازدرائهم لي، وأن لا أخنق نفسي بالترهات، حينها شعرت أنني عبد له سبحانه، حين كسرت طوق عبودية ذاتي ونظرات الآخرين.
سكت صديقي وهو يداري دمعات اغرورقت بها عيناه.
همست له: أهنئك على تحررك، ولأعلم ولتعلم أن طريق الآخرة يُقطع بالقلوب لا بالأقدام.
لا أدري، شعرتُ حينها أن نوارس عديدة ناصعة البياض حرة حلَّقت وحوَّمت حولنا منطلقة للسماء، حيث الحرية الحقيقية، وتذكرت ساعتها قول عطاء الله رحمه الله: “سقت نفسي إلى الله فأبت.. فتركتها ومضيت”.

guulls.jpg




منقول للأمانة...
 
إنَّ شأن الإخلاص مع العبادات بل مع جميع الأعمال ، حتى المباحة لعجيب جداً ..
فبالإخلاص يعطي الله على القليل الكثير ، وبالرياء وترك الإخلاص لا يعطي الله على الكثير شيئاً ، ورُبَّ درهم سبق مئة ألف درهم ..


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والنوع الواحد من العمل ... والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمن فيه إخلاصه وعبوديته لله فيغفر الله به كبائر الذنوب ، كما في حديث البطاقة ..


إنها لنعمة عظيمة أن يقبل الله منا عملاً خالصاً له سبحانه وتعالى .... والإخلاص ليس بالأمر اليسير بل هو من أشق الأمور على النفس التي تنزع إلى حب التجمل للخلق ... ومع مشقته فإنه يلزمنا إستصحابه في كل عمل نقوم به .... و هذا الأمر يحتاج لتنبه متواصل ومراجعة ومحاسبة للنفس بين الحين والآخر لنعلم أين نتجه ؟!

نسأل الله أن يلطف بنا ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل ... وجزاك الله خيراً أخي الحبيب

 


وجزاك أنتَِ (لا أدري أذكرا أخاطب أم أنثى)، على كلماتك الجميلة والمعبرة، والمبينة لقيمة عميقة ألا وهي الإخلاص، وما أدراك ما الإخلاص...

[FONT=Times New Roman (Arabic)]يذكر المؤرخون أن جرجير كان ملك أفريقيا كلها وكان قد أعد جيشا قوامه 120 الفاً لقتال المسلمين وعددهم قليل، وبرز في مكان ومعه ابنته ومعها 40 جارية في الحلي والحلل من اجمل ما يكون، وجمع فرسانه وقال لهم: من قتل عبدالله بن سعد القائد المسلم، زوجته ابنتي هذه، وأعطيه ما معها من الجواري والنّعم، وأعلي منزلته عندي، فلما بلغ ذلك عبدالله بن سعد، نادى في عسكره وقال: من قتل جرجير نفلته ابنته وجواريها.. فالتقى الجمعان واشتعلت نار الحرب..
وانهزم الروم، وقتلهم المسلمون كيف شاؤوا، وثارت الكمائن من كل جهة ومكان، وسبقت خيول المسلمين ورجالهم، إلى حصن سبيطلة فمنعوهم من دخوله، وركبهم المسلمون يمينا وشمالا، في السهل والوعر، فقتلوا أنجادهم وفرسانهم، وأكثروا فيهم الاسارى، حتى لقد كنت أرى في موضع واحد اكثر من ألف أسير.
وذكر أشياخ من أهل افريقية، أن ابنة جرجير، لما قتل أبوها، تنازع الناس في قتله، وهي ناظرة اليهم، فقالت: مالي أرى العرب يتنازعون؟ فقيل لها: من قتل أبيك.. فقالت لقد رأيت الذي أدرك أبي فقتله. فقال لها الأمير عبدالله بن سعد: هل تعرفينه؟ قالت: إذا رأيته عرفته فمرّ الناس بين يديها، حتى مرّ عبدالله بن الزبير فقالت: هذا هو الذي قتل أبي. فقال له عبدالله: لم كتمتنا قتلك إياه؟ فقال ابن الزبير: قد علمه الذي قتلته له...
[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]
فلله دركم يا صحابة رسول الله في إخلاصكم لله تعالى ولدينه وأمانته التي آمنكم عليها فأديتموها حق تأديتها...
[/FONT]
 
أعلى