- إنضم
- 30 جويلية 2007
- المشاركات
- 4.343
- مستوى التفاعل
- 23.222

اذن الدالة وماادراك ما الدالة ..ذراعك ياعلاف ..قديما كان الناس اذا اراد احدهم بناء منزلا تكون حاشاك الدالة هي اخر المطاف للبناء ويستعد لها وبالتالي يلجا الى العملة من جيرانه واهله واجراء وغير ذلك ويكون يوم صبان الدالة هو يوم بهجة وفرح وسرور وكانه يوم عيد ..والمجموعة التي تتكون لتلك المهمة نسموها بالعامية " المعونة " اي معظم شركائها من المتبرعين والمساهمين دون مقابل مادي في الاغلب ..خوهم زوالي واليوم عنده وغدوة عندهم ..
اما اليوم وامام تغير الواقع وفي هذا العصر الحديث الذي تغيرت فيه كل الاشياء وتطورت الوسائل والاساليب واخذت المكنة والالة وعوضت اليد العاملة وبالتالي تم التخلي شبه كليا على تلك الطرق والوسائل التقليدية او البدائية ..سويعة من زمان وتتصب الدالة لا هرج ولا مرج يخلف على التطور ..حاشاكم السيمان والقرافي والرمل يجيء مخلط حاضر باش ولسنا في حاجة لا للمعونة ولا لكثرة اليد العاملة ولا غيرها ...
تلك الفكرة الاولى ومنها انطلق للغوص في مضمون الطرح ...
ديمقراطية مزالي ..كنا سابقا والكبار في السن كيفي يتذكرون ان كتبنا في التعليم لا تخلو من طرح مواضيع الديمقراطية ومن ضمن ما اتذكر ان نصوصا كثيرة للاديب السياسي مزالي ومنها مؤلفاته الكثيرة ورؤيته في الديمقراطية ..
ديمقراطية العرب هل هي تلك الديمقراطية التي ارسى قواعدها ومفاهيمها المفكرين والفلاسفة على مر الازمان ؟ ام انها ديمقراطية فريدة من نوعها وقلما تجدها في العالم الغربي عموما؟ اولم تقرا وتدرس العرب ديمقراطية الاخرين من حولهم ؟
التاريخ في ظاهره لايزيد عن الاخبار وفي باطنه نظر وتحقيق ..هي قولة للعلامة التونسي رحمه الله بن خلدون وان كان يقصد منها التاريخ في المطلق الا انها تعني مجالات وميادين اخرى ومنها ديمقراطية العرب..
الظاهر ان العرب ديمقراطيين خالصين لمبادئ الديمقراطية ومرسخين لقواعدها واسسها ومفاهيمها ..ويتجلى ذلك اساسا في الانتخابات وما يليها من تداول سلمي وحضاري على السلطة ..الانتخاب حق وواجب شعارهم في ذلك كما هو شعار الغرب ..الصوت العربي له وزنه وقيمته ونسبة المشاركات لها قيمتها ونتائجها وانعكاساتها ..فان تغيب صوتا كان له اثرا وتاثيرا وان حضر قد يقلب الموازين وتنعكس النتائج ..فحتى الاموات ان غابت اصواتها قد تترك نقصا فادحا لذلك يعتني العرب بمقابرهم وبموتاهم فلهم حق الذكرى وحق اثبات الوجود ..ومع هذا كله يتم الاهتمام باصوات المهاجرين من جاليات هاجرت ويربطها بالاوطان الجنسية والموالاة والحنين وتتيح لهم حرية ابداء الراي والاختيار الحر النزيه الديمقراطي التلقائي حبا للاوطان والاخلاص لها ولمكاسبها....
القوانين والدساتير التي تحفظ حقوق المواطنين وتيسر لهم حرية الاختيار في الانتخاب المباشر التلقائي العفوي النزيه ...واما الوسائل فهي متاحة بكثرتها وتعددها والمساواة والعدالة تفرض على جميع القوى من احزاب وكتل منافسة ومشاركة تكرس بدورها مظهرا من مظاهر التمدن والتحضر الراقي ..فتحدد التواريخ وتيسر الامكانات المادية الازمة لجميع الاطراف المشاركة وتلتزم السلط الحاكمة بالحياد التام والنزاهة والمساواة بين الجميع فلا تتدخل في الحملات الانتخابية وتلتزم بالمراقبة عن كثب دون التاثير على هذا اوذاك ..ومن جمل الوسائل المتاحة للاحزاب للتنافس وسائل الاعلام بجميع اصنافها حيث ترى المساواة والعدالة متجلية بين كافة المتنافسين ..وذراعك ياعلاف ..ولكل مجتهد نصيب ..
ضعف المعارضة ام قوة الاحزاب الحاكمة ..
كثيرا ما تشتكي وتتباكى الاحزاب المعارضة من هيمنة الاحزاب الحاكمة وترى انها محصورة ومنبوذة او مستضفة ومستغلة ..وترى انها مغيبة او مهيمن عليها حزبا حاكما قويا ذو متانة ومقامة وتاريخ ونفوذ اوان السلط تضيق عليها الخناق ولاتفسح لها مجالا اوسع للتحرك والتعبير والتاثير على الناخبين لكسب تعاطفهم وانظمامهم ونيل اصواتهم وكسب مناصب ومقاعد في البرلمانات ومجالس البلديات وغيرها ..
كان هذا هو الظاهر اما الباطن فهو ان ضعف المعارضة في الوطن العربي عموما اساسه الانغلاق على الذات والتوقع والتشتت والاكتفاء بما يسمى بالطبقية الواعية التي تضم المثقفين او المتعلمين الذين هم في الغالب الفئة القليلة من الشعوب العربية واما الاكثرية فهي الطبقة الكادحة او السواد الاعظم من الرعايا التي استغل كثرتها تلك الاحزاب الحاكمة ومنها بنت قوتها وتفوقها ..شوية من الحنة وشوية من رطابة اليدين ...
المراقبات الميدانية لسير العمليات الانتخابية ..ضعف المعارضة كما وكيفا يمنعها من مراقبة حثيثيات ومجريات العمليات الانتخابية وبالتالي مراقبتها لسيرها حيث توفر مراقبين لها ميدانيا وفي كافة المراكز الانتخابية حيث تتم عمليات الاقتراع في كنف النزاهة والتلقائية والحرية دون تدخلات او تاثيرات على الناخبين ..وبالتالي تترك المجالات والميادين فاضية وسانحة لغيرهم بسد الفراغ واكمال النقائص وكسب النتائج ..
مجمل البلدان العربية تقر وتعترف انها ديمقراطية وسباقة ولها تاريخها في تكريسها على افضل الاوجه ..وبالتالي لاتحتاج الى من يلقنهااو يعلمها اياها ولا تقبل بمراقبين اجانب من بلدان اخرى حفاظا عن السيادة والكرامة الوطنية ..وان حصدت من النتائج ما يقارب المائة بالمئة فهو نتيجة لمالاة شعوبها ورعايها ورضائها عنها وضعف معارضيها امام قوة احزابها الحاكمة ...
من يمتلك مفاتيح الصناديق الانتخابية ؟ ان تعددت وتكاثرت المراكز الانتخابية وتكاثرت بالتالي الخلوات وصناديق الاقتراع وتوفرت القوائم الانتخابية والائحات وتواجدت الالوان باختلافها مما ييسر للمقترع الناخب حرية الاختيار في ابداء رايه واثبات صوته الا ان السؤال الذي يطرح من يمتلك مفاتيح الصناديق ؟ ومن يطلع على محتواها اول مرة ؟ ان النزاهة والمساواة المعلنة تجيب بان الصناديق من المفروض والواجب ان لايتم فتحها الا في المراكز المركزية بحضور ممثلي الاحزاب المنافسة حتى لاتترك مجالات للتاويل والقيل والقال ولاتترك للشكوك مكانا وتكون بالتالي النتائج المعلنة حقيقية وواقعية دون ادنى مس في نزاهتها ومصداقيتها ...ومبروك للفائزين بجدارة .....
واعود للدالة التي تطورت وتعددت وسائل ومعدات انجازها الا ان العرب لم يهتموا الى حد الساعة بتطوير وسائل ومعدات الانتخابات في بلدانهم ولم يدخلوا عليها من التحسينات والاضافات من وسائل اتصالات متطورة وراقية بل لاتزال معظمها تتبع في تلك الطرق والوسائل التقليدية البدائية التي فضلتها عن الحداثة والتطور في هذا المجال بالذات فان فعلت يوما تاكدوا ان النتائج ستتغير والنسبب لن تكون افضل مما تعودوا عليه قرونا من الزمن.....
