تصلب الأعصاب مرض يصيب النساء

يملك الانسان حواس طبيعية كالسمع والبصر والشم والتذوق وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى، كل ذلك معرض لحدوث عطب فيه والسبب يعود الى «مرض تصلب الاعصاب المتعددة للألياف العصبية» التي تصيب الجهاز العصبي المركزي فيحدث تدمير لمادة المايلين وهي العازل الواقي المغلف لهذه الألياف فيعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي والعصب البصري، هذا المرض معروف عنه انه يصيب الشباب في سن الانتاج وخصوصا النساء.

فلماذا يحدث هذا المرض ؟ وهل من طريقة لتجنب حدوثه خاصة ان هناك 2.5 مليون مريض في العالم؟

هذا المرض مزمن يصيب الجهاز العصبي والعصب ويعتقد انه يحدث نتيجة الاختلال في الجهاز المناعي للجسم حيث يبدأ في مهاجمة خلايا الجسم الطبيعية للشخص المصاب. فيحدث تدميرا للمادة المغلفة للألياف العصبية مما يعيق التواصل بين المخ والنخاع الشوكي مؤديا لظهور اعراض المرض وهذا ما يسمى بالهجمة الاولى وقد تحدث انتكاسة بعد سنتين أو أكثر مشيرا الى ضرورة البدء في العلاج المبكر نظرا لأن الاعراض الأخرى لبقية الحواس قد تتضاعف فلا يستطيع المريض التحكم في اجهزة الجسم او الحركة وبذلك فإن هناك احتمالية حدوث العجز مع طول المدة التي يعاني منها المريض وقد تشمل الارهاق وضعف الرؤية في احدى العينين او كليهما وضعف احدى الساقين او كليهما والاحساس بالتنميل في الوجه او جذع الجسم والدوخة والتهتهة في الكلام او عدم التحكم في التبول.

ويرجح ان وجود عوامل مثل التدخين والمواد الكيماوية والتعرض للابخرة السامة اسهمت في ارتفاع وجود هذا المرض واوصى احدث بحث علمي بضرورة استخدام مشتقات البيتافيرون الذي يؤدي الى نتائج مباشرة للسيطرة على المرض وعدم تطوره.

ينقسم هذا المرض الى أربعة انواع لكل منها صفاته الخاصة على الرغم من أنه لا يمكن التنبؤ بها فهناك النوع الحميد ومرضى هذا النوع يستمرون معافين لسنوات عديدة بعد الهجمة الأولى للمرض ويشخص هذا النوع فقط عندما يبقى المريض دون عجز او نسبة عجز ضئيلة من 10 ـ 15 سنة بعد الهجمة الأولى اما النوع الثاني فهو انتكاسي ويعاني هؤلاء المرضى من انتكاسات نشطة وواضحة وتسبب تاثيرا اكثر سوء على الوظائف العصبية وتتبعها فترات شفاء جزئي وهناك النوع المتطور الثانوي وفي هذا النوع نرى أن معظم مرضى النوع الانتكاسي يتطور مرضهم الى العجز المتقدم وهناك النوع المتطور الاولي ويعاني اصحابه من ظهور الاعراض دون فترات شفاء او انتكاسة واضحة ومع ذلك قد تمر على المريض فترات مؤقتة من التحسن الطفيف.

وهذا المرض قد يصيب اي مكان في الجهاز العصبي المركزي الدماغ والنخاع الشوكي فاذا اصاب العصب البصري يحدث تشوش في الرؤية لاحدى العينين وكأن المريض ينظر من خلال زجاج مغشى عليه واذا اصاب المنطقة المسؤولة عن الحركة يحدث ضعف في العضلات واذا اصاب المنطقة المسؤولة عن التوازن يحدث صعوبة في التحكم بالحركة رغم ان العضلة غير ضعيفة كما انه قد يصيب مراكز التحكم بالبول فيحدث صعوبة في ضبط هذه العملية وقد تحدث اصابة في اكثر من مكان في نفس اللحظة او على مدى الهجمات اذا كانت هذه اول هجمة للمرض وهذا المرض يكون مصدر شدة نفسية عصبية مبكرة للمريض وبالتالي دور الطبيب هنا العمل على تهدئة مريضه وتوضيح الصورة له بانه ليس كل المرضى بالضرورة يصلون الى مرحلة العجز والعمل السريع للبدأ في خطة العلاج فهناك علاجات تعطى اثناء الهجمة واخرى للتخفيف من احتمال العجز ولا بد من تشجيع المريض لمتابعة حياته ونشاطه وممارسة الرياضة الخفيفة وتجنب التدخين والكيماويات واماكن التلوث.

إن هذا المرض ناتج عن ان جسم الانسان يولد مضادات ضد المادة المغلفة للاعصاب لذا يحدث اضطراب بوظيفة العصب وهو نقل التيار الكهربائي بهدفين اولا اعطاء القدرة للعقل للعمل ونقل الاحساس من كافة انحاء الجسم فاذا تم اكتشاف أن هناك مضادات ضد المادة البيضاء فان هذا بداية حدوث المرض لذلك خلال العقدين الاخيرين تم التركيز على العلاجات التي تخفف من انتاج الجسم للاجسام المضادة للمادة المغلفة للاعصاب ولعل من اهم العلاجات التي ابتدأ فيها الكورتيزون ثم العلاجات المضادة للامراض السرطانية لأن تلك العلاجات تخفف من المناعة او بالاحرى افراز الجسم للمواد المضادة بدءا من الخمسة عشرة سنة الماضية الهدف منها تخفيف الحالة الالتهابية وعدد الهجمات والحد من قوتها ولكن المزعج في علاجات الانترفيزون هو كونه في شكل حقن مستمرة في العضل او تحد الجلد مدى الحياة مما يعد ارهاقا جسمانيا للمريض.

وبعد تشخيص المرض لا بد من بدء العلاج الفوري ووضع الخطة الوقائية لتأخر تطور المرض بقدر الامكان والعمل على التأهيل والعلاج ليحيا هؤلاء المرضى بصورة سوية خاصة انها تصيب صغار الشباب في سن العطاء والانتاج.
 
أعلى