

الجينات الوراثية والعوامل البيئية قد تكون المسبب
زرع جهاز التنبيه الكهربائي لمعالجة مرض باركنسون
مرض باركنسون هو من الأمراض الشائعة لدى كبار السن حيث تبدأ العوارض السريرية بالظهور عادة ما بين سن ال40-60 سنة . وتزداد نسبة الاصابة به في المراحل المتقدمة من العمر ويعرف مرض باركنسون بأنه تلف لجزء معين في النواة القاعدية في الدماغ يدعى المادة السوداء حيث تعرف هذه المادة بمسؤوليتها عن افراز مادة الدوبامين الضرورية لتوازن الحركة لدى الانسان ، ولا يعرف سبب مباشر لتلف هذه المادة وربما يكون هناك علاقة بالجينات الوراثية والعوامل البيئية المحيطة .
مرض باركنسون عبارة عن اضطراب بطيء و تدريجي للنظام العصبي المركزي الذي يؤثر على الحركة و على السيطرة على العضلات و التوازن. وعلى الرغم من أن السبب الحقيقي لمرض باركنسون غير معروف فقد ركزت البحوث على أن السبب يمكن أن يعود إلى الوراثة، والسموم البيئية ، والسموم الذاتية والعدوى الفيروسية. تتعرض الخلايا الدماغية للدمار في جزء من جذع الدماغ و في المادة الرمادية التي ترسل أليافا إلى (CORPUS STRATIA) ، و المادة الرمادية و البيضاء في كلا جانبي الدماغ.
في الدماغ هناك خلايا تطلق مادة الدوبامين، واحدة من ثلاث خلايا عصبية كبيرة (مرسلات كيميائية) تساعد الجسم على الاستجابة للإجهاد و التحفيز في الوقت الذي تظهر فيه أعراض مرض الباركنسون، يكون بين 80-90 % من الخلايا المنتجة للدوبامين قد تعرضت للتلف. وتظهر أعراض مرض باركنسون على عدة أشكال من أهمها الرجفة، تباطؤ الحركة، عدم استقرار وضع الجسم، الصلابة، وضعية الانحناء، ظاهرة التجمد و فقدان ردود افعال الجسم الطبيعية، كما يمكن ان يعاني المريض من الإكتئاب و اضطراب النوم، و كذلك يعاني من مشاكل في الكلام و البلع و الأداء الجنسي.
بما أن مضاعفات بعض الأدوية و حالات مرضية أخرى قد تسبب أعراضا عصبية شبيهة بأعراض باركنسون، لذلك نجد أن هناك بعض الصعوبة في تشخيص المرض و لحد الان العلوم الطبية التشخيصية تفتقد إلى الدقة في تشخيص المرض و لذلك تجرى بعض التجارب و الفحوصات لاستبعاد حالات أخرى ، قبل أن نبدأ العلاج مع المريض. يعتمد تشخيص مرض باركنسون على الدراسة السريرية لأعراض المرض والفحص الدقيق للمريض. كما أن وجود أخصائيين بهذا المرض يساعد في التشخيص كثيرا
إن تطور المرض يختلف من شخص إلى آخر و لذلك يكون العلاج فرديا (كل مريض و علاجه) ، علما بأنه لا يوجد شفاء من هذا المرض و أن العلاج يمكن أن يقلل من الأعراض و يحسن من نوعية الحياة. و يركز العلاج على التخفيف من العجز و الأعراض مع التقليل من الآثار الجانبية للأدوية المستعملة.
ويعتبر دواء ل-دوبا العلاج الاولي والاساسي لمرض باركنسون حيث يقوم بتعويض النقص في مادة الدوبامين ، حيث أنه في بداية المرض وعند أغلب المرضى يمكن احتواء الأعراض عن طريق تناول هذا الدواء لفتة من الزمن و لكن قد تبدأ الأعراض الجانبية لهذا اللدواء بالظهور بعد 5-10 اعوام على شكل حركات لا ارادية لا يمكن السيطرة عليها ومع الزمن يصل المريض لدرجة عدم مقدرته على الإتيان بالنشاطات الاساسية .
ويلعب التدخل الجراحي دوراً اساسياً في الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها دوائياً أو أن الأعراض الجانبية للدواء تؤثر على النشاطات اليومية للمريض حيث يقوم طبيب الأعصاب المختص إما بكيّ جزء من النواة القاعديية أو زرع جهاز التنبيه الكهربائي لذلك الجزء من الدماغ
إن مشكلة الشلل الرعاشي أنه يمكن له اضعاف نوعية الحياة و مدتها و يمكن لاعراضه ان تدمر الفرد و العائلة و تؤدي بهما إلى الاكتئاب. لذلك فإن التشخيص المبكر و العلاج الفيزيائي و الدعم العائلي و الطبي و الاجتماعي يساعد كثيرا في تحسين نوعية الحياة و السيطرة على المرض.
المصدر : إيلاف