• كل المواضيع تعبّر عن رأي صاحبها فقط و ادارة المنتدى غير مسؤولة عن محتوياتها

أخوتي من يساعدني

abd-nacer

عضو
إنضم
28 جويلية 2009
المشاركات
69
مستوى التفاعل
81
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي من يساعدني ويقدم لي
قصة من قصص عمر أبن أبي ربيعة الغزلية
:tunis:
مع الشكر
:frown:
 
قصيدة معابثات غزلية


قال لي صاحبي ليعلم ما بـي :
" أتُحبُّ القَتولَ أختَ الرَّبابِ ؟"(1)
قلتُ : وَجْدي بها كوجدِك بالعذْ ب
اذا ما مُنِعْتَ طعمَ الشـراب(2)
مَنْ رسولي الى "الثُّريَّا" بأنـي
ضقت ذرعا بهجرها؟ والكتـاب(3)
أزهقَتْ أمُّ نوفِل إذ دعتهـــا
مُهجتي، ما لقاتلي من مَتَــاب(4)
حينَ قالَتْ لها: "أجيبي". فقالت:
"من دعاني ؟" قالت: "أبو الخطاب"
فأجابت عند الدعاءِ كما لــبَّـ ـى
رجالٌ يرجونَ حسـنَ الثواب(5)
أبرزُوها مثلَ المهاةِ تَهــادَى
بين خَمسٍ كواعــب أتــراب(6)
وهي مكنونةٌ تحيَّر منهـــا
في أديـم الخدَّيْنِ ماءُ الشبــاب(7)
دميةٌ عند راهب ذي اجتهـادٍ
صوَّروها في جانب المحــراب(8)
ثم قالوا : "تُحبها ؟" قلت بهراً: ع
دد النجم والحصا والتـــراب(9)
حين شب القتولَ والجيدَ منهـا ‍
حســنُ لونٍ يـرفُّ كالزِّريابِ(10)
أذكرتْني من بهجةِ الشمس لما
طلعَتْ من دُجُنةٍ وسـحـــاب(11)
فارْجَحنت في حسنِ خَلْق عميمٍ
تتهادى في مشيِهـا كالحُبَــاب(12)
غصبَتْني مَجَّاجةُ المسك عَقْلي
فسلُوها ماذا أحلَّ اغتصابـــي(13)
قلَّدُوها من القَرَنْفُــلِ والدُّرَ
سِخابًا ، واها لهُ من سِخـــابِ(14)
 
بعض قصائد عمر بن ابي ربيعة..!!



ارسلت هند
------------
أرسلـتْ هنـداً إلينـا رسـولاً

عاتبـاً: أن مـا لنـا لا نراكـا ؟

فيمَ قد أجـمعتَ عنـا صـدوداً

أأردتَ الصـرمَ، أم مـا عداكـا ؟

إن تكن حاولتَ غيظـي بهجـري

فلقـدْ أدركـتَ ما قـد كفاكـا

كـاذبـاً، قـد يعلـمُ الله ربـي

أنني لـم أجـنِ ما كنـهُ ذاكـا

وألـبـي داعـيـاً إن دعـانـي

وتصـامـمْ عامـداً، إن دعاكـا

وأكـذبْ كـاشحـاً إنْ أتانـي

وتصـدقْ كـاشحـاً إن أتاكـا

إنّ فِـي الأرضِ مساحـاً عريضـاً

ومـنـاديـحَ كثيـراً سـواكـا

غيـرَ أنـي، فاعلمـنْ ذاك حقـاً

لا أرى النعمـةَ، حـتـى أراكـا

قلتُ: مهما تجـدي بـي، فإنـي

أظهرُ الـودّ لكـم فـوقَ ذاكـا

أنتَ هـمي، وأحاديـثُ نفسـي

ما تـغـيـبـتَ، وإذْ ما أراكـا


----------------------------------

ألا يا هند
---------
ألا يا هنـدُ، قـد زودتِ قلبـي

جوى حزنٍ، تضمنـهُ الضميـرُ

إذا ما غبتِ، كاد إليـكِ قلبـي

فدتكِ النفسُ، من شـوقٍ يطيـرُ

يطـولُ اليـومُ فيـه لا أراكـمْ

ويومي، عنـد رؤيتكـمْ قصيـرُ

وقد أقرحـتِ بالهجـرانِ قلبـي

وهجركِ، فاعلمـي ، أمرٌ كبيـرُ

فديتكِ أطلقي حبلـي وجـودي

فـإنّ اللهَ ذو عـفـوٍ غـفـورُ


حنّ قلبـي
---------
حنّ قلبـي من بعد ما قـد أنابـا

ودعـا الـهمَّ شجـوهُ فأجـابـا

فاستثارَ المنسيَّ من لوعـةِ الحـبِّ

وأبـدى الـهمـومَ والأوصـابـا

ذاك من منـزلٍ لسلمـى خـلاءٍ

لابـسٍ مـن عفـائـهِ جلبـابـا

أعقبتهُ ريحُ الدبورِ ، فمـا تنفـكّ

منـه أخـرى تسـوقُ سحـابـا

ظلتُ فيه، والركبُ حولي وقـوف

طمعـاً أن يـردّ ربـعٌ جـوابـا

ثانيـاً من زمـام وجنـاءَ حـرفٍ

عاتـكٍ، لونـها يخـالُ خضابـا

ترجعُ الصوتَ البغامِ إلـى جـوفٍ

تناغـي بـه الشعـابَ الرغـابـا

جـدهـا الفالـجُ الأشـمُّ أبـو

البختِ وخالاتهـا انتخبـنَ عرابـا


طالَ ليلي واعتادنِي
--------------------
طالَ ليلي، واعتادنِي اليـومَ سقـمُ

وأصابـتْ مقاتـلَ القلـبِ نعـمُ

قصـدتْ نَحـو مقتلـي بسهـامٍ

نـافـذاتٍ ، ومـا تبيـنَ كلـمُ

حـرةُ الـوجـهِ ، والشمـائـلِ

والجوهرِ تكليمها، لِمنْ نالَ، عنـمُ

وحديـثٍ بِمثلـه تنـزلُ العصـمُ

رخـيـمٍ، يشـوبُ ذلك حلـمُ

سلـبَ القلـبَ دلـها ، ونقـيٌّ

مثلُ جيـدِ الغـزالِ يعلـوه نظـمُ

ونبيلٌ، عبـلُ الـروادفِ ، كـال

قور من الرمـلِ قد تلبـدَ ، فعـمُ

ووضيءٌ كالشمس ، بين سحـابٍ

رائـحٍ مقصـرَ العشيـةِ، فخـمُ

وشتيتٌ أحوى المراكـزِ ، عـذبٌ

ماله فِي جـميع ما ذيـقَ طعـمُ

طفلـةٌ كـالمهـاةِ، ليـس لـمن

عابَ، إذا تذكرُ المعايـبُ، وصـمُ

هكذا وصفُ ما بـدا لِـيَ منهـا

ليس لـي بالـذي تغيـبَ علـمُ

غيـر أنـي أرى الثيـابَ مـلاءً

فِـي يفـاعٍ، يزيـنُ ذلك جسـمُ

إن تجودي، أو تبخلـي ، فبحمـدٍ

لستِ، يا نعـمُ، فيهمـا من يـذمُّ
 
فارس من فرسان المرأة، وشاعر من شعراء الغزل بذ الأولين والآخرين، بهي الطلعة، حسن القد طوال، أعسر، ناحل الجسم، فصيح اللسان، أعطر الناس، وأحسنهم هيئة وقيافة، يليس الوشي والحلل، ولطالما تنكر بزي الأعراب، خالط ثلة من فتيان قريش وشبابها اللاهيين، وهو قرشي مثلهم، من بني مخزوم، فكنت تراه عاكفاً على حياة اللهو، دائباً على حضور مجالس الغناء، حيث المغنون والمغنيات الذائعو الصيت، أمثال معبد والغريض، وسائب خاثر، وابن عائشة، وابن سريج، وسلامة وحبابة، وخليدة، وربيحة، وعقيلة، وعزة الميلاء. شغف بالمرأة فكان شاعرها بحق افتتن بها، وباح لها بمكنون حبه، ووجدانه، وصفها فأطرى محاسنها، وتغزلا بها ناسباً ومشبباً، فوقف عليها شعره، وما ترك مناسبة من المناسبات، أو موسماً من مواسم الحج أو العمرة إلا وحضره مقتفياً آثار النساء اللائي كن يعرضن له ويعرض لهن، فيذكرهن ف يشعره الذي سرعان ما كان يتردد في البطاح والوهاد والوديان، تتناقله وتحدو به الركبان...
إن شاقك معرفة هذا الفارس الشاعر، فهو عمر بن ابي ربيعة المخزومي، أحد أبرز شعراء الغزل، بل زعيمهم، في العصر الأموي، وفي العصور اللاحقة. وأنت إن سرّك حديث عمر، وهفوت إلى سماع شعره وقراءته وسماع شيء من قصصه وأخباره ونوادره وحياته، وهو الذي أسرف على نفسه، ونهل من اللذة ما طاب لذة النساء، ملحاً على هواه، عاشقاً للمرأة، ومعشوقاً، هاتكاً أسرار الحرائر من النساء، وغير الحرائر، كما يتضح لنا من شعره، غير متورع من حرام، ولا مستمسك بعرى خلق قويم، وإني لأعيذك، أن تنهج نهجه، أو أن تحذو حذوه، وأحذرك أن تقع في ما وقع فيه هو، فهاك عمر بن أبي ربيعة، في شعره ولهوه، وغزله، وحياته، وإن في شعره ما يلذ ويغري، إرضاء لفضول، وتذوقاً لحلاوة شعر، ليس إلا، وطرافة أسلوب، وإن ساء هذا الشعر، لا شك إلى الخلق والدين.
 
أعلى