بعد انصراف المشاهد المحلي عن القناة الرسمية ... «حنبعل» التونسية فضائية خاصة تكسب الرهان20070627-
تونس - صالح سويسي الحياة - 28/06/07//
يبدو للوهلة الأولى أن مسألة المنافسة غير مطروحة في المشهد التلفزيوني التونسي، ذلك أن عدد القنوات لا يتجاوز فضائيتين وقناة أرضية. ومع ذلك يمكن الحديث اليوم عن منافسة ما، بدأت تلوح في الأفق. فمنذ فترة غير بعيدة كانت فضائية «تونس 7» تمثّل الوجه الإعلامي المرئي الوحيد في تونس، إذا استثنينا «قناة 21» الأرضية. ولعلّ هذا ما جعل التونسي يتجه نحو القنوات العربية لتنوعها، مقاطعاً بذلك قناته الرسمية التي تشكو من غياب التنوع والتجديد على مستويات. فمثلاً سهرة السبت التي مثّلت في الماضي القريب موعداً مميّزاً مع جمهور التلفزيون، لم تعد بالمستوى المطلوب، والمؤسف أن هذه السهرة بالذات، والتي شهدت أروع فتراتها مع الراحل نجيب الخطاب رائد البثّ المباشر في التلفزيونات العربية، ثم مع حاتم بن عمارة الذي ترك التلفزيون موفراً جهوده للإذاعة، لم تعد تستقطب المشاهد. أضف الى ذلك أن «تونس 7» لم تشهد منذ سنوات أي تجديدات، فضلاً عن هجرة عدد من وجوهها إلى قنوات عربية معروفة وابتعاد وجوه أخرى عن الشاشة مثل هالة الركبي التي كانت صاحبة برنامج تقدمه عشية الأحد، مستقطبة أعداداً كبيرة من المشاهدين.
وعلى رغم أن الفقرة الإخبارية في «تونس 7» باتت أكثر حرفية من خلال شكل التقديم والاعتماد على مروحة من المراسلين في المناطق الساخنة، إلا أنها لم تستطع منافسة الفضائيات الإخبارية المتكاثرة في الفضاء العربي. أمام هذا المشهد، كان طبيعياً أن تحظى فضائية «حنبعل» التونسية الخاصة، باهتمام كبير لدى المشاهد التونسي الذي يبحث عن التجديد، وينتظر قناة تحاكيه وتطرح همومه وتراعي اهتماماته، وكلها صفات وجدها في هذا المولود الإعلامي الجديد. فمنذ انطلاقة «حنبعل» في شباط (فبراير) 2005، وهي تسعى لتحتل مكاناً مميزاً عند المشاهد. خصوصاً أنها تعتبر أول قناة تلفزيونية خاصة في تونس. وبالفعل استطاعت خلال فترة وجيزة أن تكسب الرهان، والإحصاءات الأخيرة تؤكد ذلك، فنوعية البرامج التي تبثّها تجمع بين التنوع والدسامة. ففي إطار برامج المنوعات قدمت القناة أنجح المسلسلات وأحدثها، من مسلسلات عربية ومكسيكية. ولعلّ شغف الجمهور التونسي، حالياً، بمسلسل «ماريا كلارا» يقدم دليلاً على نجاح القناة في استقطاب الجمهور. وفي إطار البرامج الاجتماعية، تمكنت من خلال برنامج مثل «في دائرة الضوء» أن تقتفي أثر المشكلات اليومية للمواطن التونسي في شكل جدّي وجرأة لم يألفها التونسي. فهذا البرنامج الذي يقدمه الإعلامي عبدالرزاق الشابي القادم من الصحافة المكتوبة، يعتبر من انجح برامج الحوار التي أنتجت في تونس خلال السنوات الأخيرة. وهو برنامج يعتمد على النبش في قضايا قليلة التداول نظراً لحساسيتها والتصاقها بالهّم اليومي للمواطن، مثل البطالة والهجرة السرية والمشكلات الجنسية والعلاقات الزوجية وخباياها ومشاكل الصكوك من دون رصيد. الشابي يبحث وينقب ويجمع الخبر تلو الخبر، ويصنع في أحيان كثيرة السبق كما حدث مع الفاجعة المأساة التي رافقت حفلة «ستار أكاديمي» في مدينة صفاقس في الجنوب التونسي.
ولهواة الرياضة قدمت القناة برامج تجمع بين الجرأة والسبق والتحقيقات الخاصة، من خلال فريق عمل يقوده الإعلامي معز بن غربية.
ومن البرامج الجيدة وذات القيمة التاريخية والفنية الكبرى، برنامج تقدمه هدى بن عمر، ويعنى بتاريخ الموسيقى التونسية في نية واضحة للمحافظة على الرصيد الضخم للأغنية التونسية وروادها وأهم محطاتها.
ولعلّ اكثر ما يحسب للقناة الفتية اقتحامها مجال الإنتاج الدرامي، خصوصاً خلال شهر رمضان الذي يشهد صراعات كبرى بين الفضائيات العربية لاستقطاب المتفرج وإرضائه.
أياً يكن الأمر قدمت هذه القناة منتوجاً تلفزيونياً جديداً، على رغم ضعف المادة الإخبارية التي يبدو أنها ليست من أولويات القائمين على القناة، طالما تكتفي البرمجة بفلاشات اخبارية قصيرة.
تونس - صالح سويسي الحياة - 28/06/07//
يبدو للوهلة الأولى أن مسألة المنافسة غير مطروحة في المشهد التلفزيوني التونسي، ذلك أن عدد القنوات لا يتجاوز فضائيتين وقناة أرضية. ومع ذلك يمكن الحديث اليوم عن منافسة ما، بدأت تلوح في الأفق. فمنذ فترة غير بعيدة كانت فضائية «تونس 7» تمثّل الوجه الإعلامي المرئي الوحيد في تونس، إذا استثنينا «قناة 21» الأرضية. ولعلّ هذا ما جعل التونسي يتجه نحو القنوات العربية لتنوعها، مقاطعاً بذلك قناته الرسمية التي تشكو من غياب التنوع والتجديد على مستويات. فمثلاً سهرة السبت التي مثّلت في الماضي القريب موعداً مميّزاً مع جمهور التلفزيون، لم تعد بالمستوى المطلوب، والمؤسف أن هذه السهرة بالذات، والتي شهدت أروع فتراتها مع الراحل نجيب الخطاب رائد البثّ المباشر في التلفزيونات العربية، ثم مع حاتم بن عمارة الذي ترك التلفزيون موفراً جهوده للإذاعة، لم تعد تستقطب المشاهد. أضف الى ذلك أن «تونس 7» لم تشهد منذ سنوات أي تجديدات، فضلاً عن هجرة عدد من وجوهها إلى قنوات عربية معروفة وابتعاد وجوه أخرى عن الشاشة مثل هالة الركبي التي كانت صاحبة برنامج تقدمه عشية الأحد، مستقطبة أعداداً كبيرة من المشاهدين.
وعلى رغم أن الفقرة الإخبارية في «تونس 7» باتت أكثر حرفية من خلال شكل التقديم والاعتماد على مروحة من المراسلين في المناطق الساخنة، إلا أنها لم تستطع منافسة الفضائيات الإخبارية المتكاثرة في الفضاء العربي. أمام هذا المشهد، كان طبيعياً أن تحظى فضائية «حنبعل» التونسية الخاصة، باهتمام كبير لدى المشاهد التونسي الذي يبحث عن التجديد، وينتظر قناة تحاكيه وتطرح همومه وتراعي اهتماماته، وكلها صفات وجدها في هذا المولود الإعلامي الجديد. فمنذ انطلاقة «حنبعل» في شباط (فبراير) 2005، وهي تسعى لتحتل مكاناً مميزاً عند المشاهد. خصوصاً أنها تعتبر أول قناة تلفزيونية خاصة في تونس. وبالفعل استطاعت خلال فترة وجيزة أن تكسب الرهان، والإحصاءات الأخيرة تؤكد ذلك، فنوعية البرامج التي تبثّها تجمع بين التنوع والدسامة. ففي إطار برامج المنوعات قدمت القناة أنجح المسلسلات وأحدثها، من مسلسلات عربية ومكسيكية. ولعلّ شغف الجمهور التونسي، حالياً، بمسلسل «ماريا كلارا» يقدم دليلاً على نجاح القناة في استقطاب الجمهور. وفي إطار البرامج الاجتماعية، تمكنت من خلال برنامج مثل «في دائرة الضوء» أن تقتفي أثر المشكلات اليومية للمواطن التونسي في شكل جدّي وجرأة لم يألفها التونسي. فهذا البرنامج الذي يقدمه الإعلامي عبدالرزاق الشابي القادم من الصحافة المكتوبة، يعتبر من انجح برامج الحوار التي أنتجت في تونس خلال السنوات الأخيرة. وهو برنامج يعتمد على النبش في قضايا قليلة التداول نظراً لحساسيتها والتصاقها بالهّم اليومي للمواطن، مثل البطالة والهجرة السرية والمشكلات الجنسية والعلاقات الزوجية وخباياها ومشاكل الصكوك من دون رصيد. الشابي يبحث وينقب ويجمع الخبر تلو الخبر، ويصنع في أحيان كثيرة السبق كما حدث مع الفاجعة المأساة التي رافقت حفلة «ستار أكاديمي» في مدينة صفاقس في الجنوب التونسي.
ولهواة الرياضة قدمت القناة برامج تجمع بين الجرأة والسبق والتحقيقات الخاصة، من خلال فريق عمل يقوده الإعلامي معز بن غربية.
ومن البرامج الجيدة وذات القيمة التاريخية والفنية الكبرى، برنامج تقدمه هدى بن عمر، ويعنى بتاريخ الموسيقى التونسية في نية واضحة للمحافظة على الرصيد الضخم للأغنية التونسية وروادها وأهم محطاتها.
ولعلّ اكثر ما يحسب للقناة الفتية اقتحامها مجال الإنتاج الدرامي، خصوصاً خلال شهر رمضان الذي يشهد صراعات كبرى بين الفضائيات العربية لاستقطاب المتفرج وإرضائه.
أياً يكن الأمر قدمت هذه القناة منتوجاً تلفزيونياً جديداً، على رغم ضعف المادة الإخبارية التي يبدو أنها ليست من أولويات القائمين على القناة، طالما تكتفي البرمجة بفلاشات اخبارية قصيرة.